آخر الأخبار

إعادة تأهيل الطرق في سقطرى (شكرًا للشيخ عيسى بن ياقوت)

الإثنين, 05 أغسطس, 2024

نحن بحاجة في كل مشروع خدمي نريد أن ننفذه في سقطرى إلى متسبب يعلن عن استعداده وتكفّله للقيام بالعمل، وحينها سيظهر كرم الإمارات، ويستيقظ زهيمرهم الخدماتي فيسبقون إلى التنفيذ ولكن كما "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى"، لا يسلم التنفيذ الإماراتي من المغالطات والتزوير.

لقد كان المتسبب الأول في إعادة تأهيل طرق سقطرى هو الشيخ عيسى بن ياقوت شيخ مشايخ سقطرى، وذلك حين أعلن عن استعداده لردم وإصلاح حفريات الطريق الأسفلتي في عموم المحافظة؛ الطريق الذي قضى من أيام تنفيذه ما يقارب 17 سنة وإلى الآن لم يتم تأهيله وإعادة إصلاحه.

هذا الطريق الذي نتحدث عنه على مرأى وممشى الإمارات منذ قدمت إلى سقطرى في 2011م وإلى اليوم تمرّ بحفرياته ومطباته وأكواده ومخلفاته دون أن تحدثها أموالها الطائلة أن تقدّم هذه الحسنة للناس في سقطرى.

وعندما تناهى إلى مسامعها أن الشيخ عيس بن ياقوت كلّف المقاولين بردم حفريات الطرق وإصلاحها جاءت الإمارات تلهث لهاث الكلب الذي لم يدرك فريسته، وبدأت تسبق إلى الحفريات وتردمها . وليتهم سبقوا وعملوا فأحسنوا بل على العكس كان هدفهم السبق وليس الجودة والاتقان وإحسان العمل، وهذا ما قاله أحد الرجال البسطاء عندما مرّ بهم وهم يعملون فتحاور مع المندوب الإماراتي المشرف على العمل.. قال له الرجل ماذا تعمل؟ قال نردم الطريق ونصلح الحفريات كما ترى أمامك.. فقال الرجل هذا ليس عمل هذه مغالطة وكذب على الناس، قال المندوب لماذا؟ فقال الرجل لو كنتم صادقين فعلاً كنتم ردمتم الحفريات بالكري والأسمنت وليس بالطين فأحرج المندوب من كلام الرجل وهرب إلى سيارته واستقر في جوفها.

في عهد المحافظ بن حمدون رحمه الله عندما حشد السيل الصخور والتراب في منطقة محدودة في الطريق المؤدي إلى المطار جاءت الإمارات بمعداتها ومهندسيها وكاميراتها إلى المنطقة، وبدأ العمل وتفاءل الناس بالخير ولكن إلى اليوم لم يكتمل إصلاح هذا الطريق وهو لا يتجاوز 15 متراً.

حاليًا كل الناس عندما يرون عمل الإماراتيين في الطريق يشكرون الشيخ بن ياقوت فلو لم يتسبب بالإعلان عن إصلاح الطريق لما حرّكت الإمارات ساكنًا في الموضوع، ولذا جل الناس ينسبون فضل إصلاح الطريق للشيخ بن ياقوت، وقد سمعت كثير من الناس يدعون للشيخ بن ياقوت ويشكرونه على اهتمامه بالطرق، وإحساسه بمعاناتهم وقضاياهم، وعلى دفعه للإماراتيين على العمل، وآخرون سمعتهم يدعون الله أن يهيئ من يتسبب في تخفيض أسعار الوقود والغاز والتذاكر وغيرها من الأمور الخدمية التي تستحوذ عليها الإمارات.

أي كرم هذا الذي لا يأتي إلا بمتسبب؟ وإي إحسان ذلك الذي يجعل الإماراتيين يمرون كل يوم منذ2015م وإلى اليوم فوق طريق كله حفريان وتراب ونيس وفواصل ومخلفات ولا يهتمون لذلك على الرغم من وعودهم المتكررة بإصلاح الطرق فضلا عن وعودهم الكثيرة بفتح طرق جديدة؟!.

وسائل إعلام الإمارات وأبواقها تتحدث صباح مساء عن إنجازات غير حقيقية في إصلاح الطرق، ولكن هذا الكذب مكشوف، وأبسط دليل على ذلك طريق بوابة المحافظة والشارع الرئيس شارع 20 المليء بالحفريات والأكواد الترابية منذ الإعصار الماضي وما قبله، وإلى اليوم لم يصلحوا فيه شيء ولكن من الحق أن اللوم في ذلك لا يلقى على الإماراتيين فقط بل على المحافظ الثقلي أيضًا الذي يتسلم مائتين مليون شهريًا ولم ير المجتمع منها شيئا غير الخطب الرنانة (الأوطان لا تباع.. ونرفض الخيانة والعمالة والاحتلال.. إن أمن سقطرى على عاتقنا) وغير ذلك من الكلام المدعي للوطنية والوطن منها براء..

المزيد من محمود السقطري