آخر الأخبار
حانت اللحظة المناسبة للتحرر من التبعية والوصاية
لم تكن قضية عشال هي الأولى التي تكشفت أوراقها ، وافتضحت أدواتها، نتذكر جميعا خلية اغتيال الشهيد الشيخ الراوي ، في عهد وزير الداخلية المهندس أحمد بن أحمد الميسري، الذي أشرف على التحقيق وجهز الاستدلالات، و بمجرد إحالتها للقضاء كانت ستكشف لنا الرؤوس الكبيرة، التي تم تسريب بعضها كالمتهم هاني بن بريك، والكل يعرف من خلف هاني بن بريك، حينها لوح المخرج بعصا القضية الجنوبية، وأعلن النفير، حرب أريق فيها الدم الجنوبي، أزهقت آخر نفس للتصالح والتسامح، وطرد فصيل جنوبي من أرض الجنوب، أعاد للذاكرة 13 يناير المشؤوم، و انتهت الحرب بطي ملف القضية، وإخفاء استدلالاتها، ولا نعلم لليوم أين المتهمين، واتضح جليا أن النفير اتخذ من القضية الجنوبية شعارا لتصفية الحسابات وإخفاء الجرائم وحماية المجرمين، وهكذا تم إنقاذ قتلت عبدالرحمن العدني، بما يوحي أن القاتل واحد، ولن يسمح لتحقيق عادل يكشف دوره في دعم وتخطيط وتموين للجرائم.
واليوم نعيش مخاض قضية إخفاء المواطن علي عشال، رجل الخير والإحسان ، الذي أحبه الناس، وتكاثفوا في قضيته، ولن يقبلوا بالمساومة، و ما يسرب اليوم من أسماء لمنفذي العملية هم مجرد أدوات تم توظيفهم لمثل هذه الأعمال القذرة، التي خلفها مخطط وممون، ومحرض ومحشد، منظومة متكاملة تدير كل الاغتيالات، تبدأ بالتموين ثم إعلاميا بالتحريض والحشد وتوجيه القتلة، ثم التنفيذ، ما يتوفر اليوم من تسريبات ومعلومات تصب بالمنفذين، ونحتاج أن نفصح عن الرأس الممول والإعلام المحرض، هم الأخطر وما زالوا يمثلون خطورة على المجتمع والوطن.
ولهذا سيبقى القتلة والمجرمون الحقيقيون يراوغون، ويتهربون من المسؤولية، محاولين التشويش والتدليس، واتهام المطالبين بتهم شتى وعلى رأسك يا جنوب، رغم إن الجماهير قد خبرتهم، ولا يستطيعون تمريرها هذه المرة إلا على الاغبياء والمنتفعين والمرتزقة أبو ألف ريال.
أين عشال ؟ سؤال مازال يؤرق المجرمين و سيبقى سؤال مهم يجر ألف سؤال وسؤال خلفه، أين قتلة الشهيد جعفر محمد سعد وضحايا الاغتيالات من أئمة ورجال أمن وعسكر ومدنيين ومعارضين سياسيين واصحاب رأي ومواطنين عزل؟؟ أسئلة تجر أسئلة أين الدولة والحريات والتعدد السياسي والثقافي؟ أين الإيرادات والموارد؟ وأين الخدمات والمعيشة والراتب؟ لماذا لا يعمل الميناء والمصفاة ؟ ومن يقدم الدعم للانقلابيين على الدولة في الشمال والجنوب؟
إذا قضية عشال هي قضية وطن جاثم على صدره مرتزقة ومجرمون وقتلة وفاسدون، يستدعي لثورة تغيير، ثورة تعيد الأمور لنصابها وتسدد مسار التحول، لنبدأ باستعادة الدولة وإعادة تنظيم مؤسساتها وهيكلة قواتها العسكرية والأمنية ، وتفكيك كل المفخخات التي وضعتها لنا تلك القوى لنبقى في قتال مستمر، نسفك دماء بعضنا ونزهق أرواح إخوتنا، وهم ينهبون ثرواتنا ويبتزوننا في وضع مخز لا يقبله عقل ولا منطق، وضع حانت اللحظة المناسبة لتغييره وإسقاط أدواته الحقيرة، والتحرر من التبعية والوصاية.
*المقال خاص بالمهرية نت *