آخر الأخبار
نحو تعزيز روح التسامح والسلام
تسارع الأحداث اليوم ينذر بمخاطر شديدة الانحدار، وخاصة أن الاحداث تسير نحو مزيد من العنف والاستبداد والقهر والألم والفشل الوطني والإنساني ، أدوات هذا المسار صارت تتبجح ولم يعد هناك كابح لتبجحها، معظم الشرفاء والوطنيين صامتون، ويتجنبون الخوض في هذا الواقع الموحل.
واقع موحل بالعنف والعنف المضاد، التحريض ونبش الماضي للبحث عن مزيد من التحريض ضد الآخر ، وتحفيز العنف، والزج بالشباب لمزيد من العنف والكراهية والعنصرية، حتى الذين يتوهمون أن لديهم قضية، وإن كانت عادلة يجردونها من عدالتها بالتحريض العام مناطقي طائفي مذهبي، من حيث يدركون أو لا يدركون، يغيبون الخير وقيمه وأخلاقياته في فوضى عارمة من العنف والكراهية والمناطقية.
ماذا يستفيد الناس من التحريض للعنف، من نبش ماضي والبحث في قمامته عن ما يرضي حقد دفين وكراهية ذقنا مرارتها نصف قرن، تحريض لا علاقة له بالإنصاف والعدالة والحريات، والتي لن تتحقق في مزيد من العنف و التحريض والفوضى، ترسيخ النظام والقانون هو القادر على أن يحقق الإنصاف وإرساء العدالة الانتقالي نحو عدالة اجتماعية.
يبقى الماضي دروس وعبر، مفادها أن العنف يولد عنف أشد ضراوة، وأن الاحقاد والضغائن هي مصدر تعاستنا، والأمم التي استوعبت دروس الماضي هي التي تجاوزت محنها، والتي لم تستوعب مازالت لليوم تستجر محنها ومآسيها.
ما نحتاجه اليوم هو تحفيز الخير فينا، قيم الخير التي ترفض أن تكون جزءا من هذا الواقع الموحل والمثخن بالرداءة والعفن، تستحضر أخلاقيات الإنسان وقدرته العقلية في تغيير واقعه، ورفض التحريض والتحشيد للمزيد من العنف.
ما نحتاجه اليوم هو الدعوة للسلام، دعوة تستدعي كل الأفكار الوطنية والإنسانية ، لنتغلب على العنف وأدواته، وأهم ما نستحضر فكرة الدولة والمواطنة والحريات والعدالة والنظام والقانون، السلام العادل والمستدام، الذي يوقف التخندق خلف الجهوية والأصنام البشرية مهما كانت طائفية مذهبية مناطقية سلالية، إيقاف ثقافة البحث في الجينات واستحضار هويات ما قبل الدولة الجامعة، ما قبل الثورة التي قامت ضد المستعمر لتوحد الأمة تحت هوية وطنية، ولا أحتاج لأعدد لكم حجم التضحيات التي قدمت من أجل هذه الثورة، رغم ما شابها من اختراقات وانحرافات، في مخاض بداية الاستقلال وسياسة المستعمر الخبيثة ( فرق تسد)، للقضاء على فكرة الثورة والتحرر، فتنة مازال البعض يغديها بجهل وحماس غير واعي ، هم أنفسهم العقول الخاوية التي تنطلي عليهم الفتنه حتى على مستوى أسرهم وتشكيلاتهم الاجتماعية، وهم المأساة المدمرة لكل ما يثمر من رحم الثورة.
لا حل إلا بتعزيز روح التسامح والسلام في أوساط المجتمع ، وبين القوى المتباينة ونشر روح التوافق والتعايش والشراكة.
*المقال خاص بالمهرية نت *