آخر الأخبار

فتح الطرقات نحو سلام عادل وشامل

الجمعة, 14 يونيو, 2024

طالت الحرب وتشعبت، وكلما طال أمد الحرب كلما تخلقت في بيئتها أدوات العنف والهيمنة والاستبداد، ولكل ذلك تداعيات سلبية تنتشر كالنار في الهشيم، من خطاب التجييش للعاطفة، المشحون بلغة التخوين والكراهية للآخر، رغما عن نزيف الدم والموت والتشريد والدمار الكبير، ومع اطالة أمد الحرب ، تتضاعف خسائر الوطن و المواطن الذي يعاني اليوم، بعد أن تكالبت عليه كل قوى العنف ، وأصبحت الحرب تستهدفه ، حرب الخدمات والعملة، التي استهدفت  معيشته وراتبه و كرامته، حرب لم يعد لها معنى غير أن قواها العفنة لها مصالحها التي ستنتهي بانتهاء الحرب، وهي اليوم ترى في الحرب مرتعا ومكسبا وغنيمة.

الحرب اليوم هي محنتنا كأمة صارت تتوق للسلام ، وتستقبل كل بوادر التوافق بكل ترحاب وسعادة، فتح الطرقات يمثل بادرة أمل للسلم الأهلي وللسلام، عشر سنوات من الحرب حولت البلد لجزر متناثرة من جغرافيا محاصرة، صار العبء الأكبر للمواطن هو التنقل ونقل البضائع، المسافة التي يقطعها بدقائق اليوم تحتاج لساعات وأيام ، يجتاز بها حواجز أمنية ومخاطر قد تكلفه حياته وحياة أسرته التي تنتظر عودته إليها سالما.

المواطنون دون استثناء في كل بقاع الأرض اليمنية شمالا وجنوبا شرقا وغربا، يرون في فتح الطرقات هو استعادة وطن وكرامة، بينما قوى العنف وأدوات الحرب ترى في فتح الطرقات فقدان بعض المصالح ومصادر النهب والتقطع والجبايات، ويرى بعض المتنفذين في فتح الطريق هو نهاية لسلطة هيمنتهم، و الحقيقة أنها بداية للدولة التي ننشد، دولة الشراكة والوفاق السياسي، دولة المواطنة التي ستجعل من السلطة في خدمة الناس لا في ابتزازهم ومضاعفة معاناتهم.

الحرب مهلكة، وتثير الفتن المظلمة، عشر سنوات حرب لا تبقي ولا تذر، استعر الصراع فيها وتقوى النفوذ، وتشكلت مليشيات لا تخضع للنظم والقوانين، مهمتها هو إراقة الدماء وإشاعة الرعب والفوضى، إنهاك الناس والمجتمع ليخضع لمخطط تفكيك الوطن، وتفتيت البنية، وشرخ النسيج وتدمير كل القيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية ، وما نراه اليوم لا يسر عدوا ولا صديقا، حال الناس يصعب على الكافر، والوطن في مهب الريح ، وكل شيء ينهار ويسقط.

الناس اليوم تتوق للدولة العادلة، دولة المواطنة ، ولا دولة كهذه دون وفاق سياسي، ولا وفاق دون سلام عادل يتيح للجميع فرص عادلة للشراكة في السلطة والمسؤولية.


لا حل إلا بتعزيز روح السلام في أوساط المجتمع، وبين القوى السياسية المتباينة ، ونشر روح التسامح والتوافق والتعايش، والشراكة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وطن، يحفظ للناس كرامتهم ومعيشتهم وخدماتهم.
والله الموفق.


*المقال خاص بالمهرية نت *