آخر الأخبار
تشويه الدور العماني في اليمن
مع تأكيدنا على عدم المساس بأي مواطن يمني من أي طرف، وفي أي مكان، وتحت أي مبرر إلا أن هناك ملاحظات أطرحها فيما يتعلق بقضية السبعة الأشخاص اليمنيين:
هناك من يشعل النار في قضية الشباب السبعة الذين تعرّضوا وفق روايتهم لتعذيب من الجيش العماني.
لأول مرّة وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية تصرح رسميًا حول قضية حقوقية، وهي التي صمتت عن كل القضايا في اليمن وبشكل خاص ما يجري في نطاق تواجدها بمدينة عدن والأمثلة كثيرة.
ومن اللافت تسهيل وصول مسلحين من خولان التي ينتمي لها الشباب السبعة باعتبارهم مناصرين لأقاربهم من صنعاء إلى المهرة.
القضية جرى حشد النشطاء لها من طرف محلي وبرعاية خارجية منظمة، وباستخدام الحكومة اليمنية، فالشباب السبعة أخذهم واستضافهم في الغيضة قائد الشرطة العسكرية مرصع المعروف بولائه للسعودية.
وهذي الاستضافة تضع علامات استفهام عديدة عن المستفيد، وعن أسباب وضعهم لدى الجهات الأمنية.
التساؤل هنا عن مبررات ودوافع وصول هؤلاء الشباب إلى المهرة ثم الحدود العمانية للتهريب، وهذا له علاقة بوجود شخصيات سابقة من نفس المنطقة، ولها قصص يعرفها الكثير، ولا داعي للحديث عنها.
اليوم الحكومة تحشد نفسها بينما هي المسؤولة عن الوضع الذي دفع هؤلاء للبحث عن طرق غير مشروعة بحثًا عن عمل.
والقبيلة التي تركت أولادها يذهبون وهم في زهرة الشباب، ولم تساندهم تتحرك اليوم بشكل مسلح للانتصار لهم.
والضحية اليوم هم هؤلاء الشباب الذين تعرّضوا لتشهير كبير، وجرى تصويرهم ونشر بياناتهم بشكل يؤثر عليهم، ويستغلون في معركة تحركها أطراف أخرى.
المؤلم أن اليمنيين ضحايا أنفسهم بالمقام الأول، ويتسببون من فترة لأخرى بفقدان التعاون معهم والتسهيلات المقدّمة لهم، ولعلّ درس الكويت مطلع التسعينيات لايزال قائمًا، ومثله اليوم يتكرر مع
سلطنة عمان التي سهّلت لليمنيين الكثير من الخدمات، وتتواجد فيها جالية كبيرة ورجال أعمال، ومغتربين، وتقدم خدمات عديدة لليمنيين في ظل الوضع الراهن ببلدهم.
ومن تلك الخدمات إقامة مستثمر والتي حصل عليها كثير من اليمنيين، وبعضهم للأسف استغلها بشكل غير مشروع، بل وصل الأمر ببعضهم عند الحصول عليها لممارسة أشياء غير مشروعة، ويخجل الواحد من الحديث عنها.
أنا شخصيًا عبرت من أراضي السلطنة أكثر من مرة كمسافر لليمن بعد إغلاق كافة المنافذ، ولم يبقى مفتوحًا أمامي وغيري الكثير سوى منافذ السلطنة البرية والجوية، واطلعت عن قرب على تعامل العمانيين كموظفين وشرطة وجيش ومواطنين، وتشعر معهم بالهدوء والاتزان وحسن المعاملة لك كمسافر بشكل عام، وكيمني بشكل خاص.
لذلك من الواضح أن هناك استغلال للقضية، وتصعيدها، وأنا اعتبرها محاولة من المحاولات المستمرة لشيطنة السلطنة، والتي لم تتوقف منذ دخولها في ملف اليمن، وابحث عن الجهة التي يغيظها هذا الدور وستجد الإجابة.
وأكرّر هنا: كل عملية أذى بسيطة يتعرض لها أي مواطن يمني مرفوضة، وكل يمني يضع نفسه في موقع التعرض للأذى يتحمل عواقب نفسه، وكل دولة تقدم خدمة ليمني ولو كان فردًا واحدًا فهي تستحق الاحترام.
ومصيبتنا اليوم كيمنيين في غياب دولة تحمينا وحكومة ترعانا، وبسبب هذا نتعرض لكل هذا الألم والمعاناة داخل وخارج بلدنا.
نتمنى كيمنيين أن لا يأكلون الثوم بأفواهنا، وأن لا نتحول وقودًا لنار ينفخها غيرنا، وأن لا نفقد حلفاء لنا بسبب أعمال وتصرفات هي من صميم أفعالنا.
وفي الأخير أي مشكلة قابلة للحل والاحتواء ولكن لا يمكن نسيان تداعياتها علينا، وحتمًا سيكون لها تأثيراتها السلبية وانعكاساتها.