آخر الأخبار

الوحدة ما بين النضال والفشل

الأحد, 26 مايو, 2024

مهما حدث ستظل الوحدة اليمنية حلم راودنا في مسيرة حياتنا النضالية، هدف وغاية سامية، بسمو وحدة الأمة ، التي تبدأ بالوحدة الوطنية  للوحدة القومية لوحدة العقيدة واللغة.

هذا الحلم الكبير هو الرافعة المهمة لنهضة الأمة العربية والإسلامية ، لا يمكن اختصاره بفشل بمنظومة سياسية سيطرت عليها الأنانية ، واعتقدت أنها قادرة على أن تجهض هذا الحلم لتحكم وتتحكم بشعب وأمة ذات تاريخ وعراقة وحضارة.

فكرة الوحدة بحد ذاتها تستدعي التضحية من أجلها ، ضد كل أعداء الوحدة، من أنظمة فاسدة تحاول أن تفسد أحلامنا ، لقوى متضررة تريد أن تفرض علينا العودة لأنظمة بائدة، ومراحل قد تجاوزناها، يعتقدون أن بهذه العودة ستعود أيامهم ويعودون لسدة الحكم، كسادة والبقية رعية، في تبادل للأدوار والوظائف مع اختلاف المناطق والقبائل والأيدولوجيات، عودة لا علاقة لها بالدولة العادلة والمواطنة والحكم الرشيد.

نرفض أي عودة تدعو للتشرذم،  بدعوة فشل عدم التوافق، وتهور شريك بإعلان حرب واجتياح أرض وإهانة إنسان ، وهو ما يتطلب استمرار النضال لتحقيق الهدف وفرض الشراكة كواقع.
إن هذه الفرقة والتشرذم ما كانت لتكون بوجود أدوات من أبناء جلدتنا أبدعوا في الفتنة والتعصب، بفتاوى دينية وسياسية تدمر اللحمة وتشق الصف، وتثير زوابع من الفوضى تتيح للمنافقين والافاقين التسلق والسيطرة على مقاليد الأمور ، ليفسد كل شيء قيم وأخلاق ، أرض وإنسان وحياة، وتسليم وطن لأعدائه بمبررات واهية.


الصراعات البينية التي تتغذى من الأعداء تقسمنا لخصوم، وتشرذمنا لكنتونات، لنبقى تحت السيطرة، ونبقى أسيري حالة الفشل.

ليس عيبا أن نفشل في تحقيق أهدافنا وتطلعاتنا، ولكن العيب أن يسيطر علينا الفشل، ويجعلنا نغفل جانبا مهما من الصورة الكاملة للحقيقة البشرية، التي تؤكد أن الفشل درس مهم للنجاح، في حال لو عرف المرء كيف يستفيد منه ويتعلم الدرس.
فأما يسيطر عليك الفشل ويدفعك للتخلي عن أهدافك وتطلعاتك، وأما يبني لديك القوة اللازمة للتحدي والنجاح، الفشل مفتاح النضوج و الحكمة، الذي يجعل المرء يفكر ويعيد التفكير ويحرر عقله من مآلات ودواعي الفشل، للإصرار في تحقيق الهدف والتطلع للأفضل.


فلا يعني فشل مشاريعنا الوطنية( كالثورة والجمهورية والوحدة) في بعض الجوانب والأهداف أنها خطيئة وكما يطلق عليها المستسلمون للفشل نكبة.


النكبة الحقيقية أن نستسلم للفشل، وأن نصبح مأسوري مآلاته ودواعيه، لنبدأ نكره بعض ولا نطيق بعض، ونكره كل انجازاتنا الوطنية ،كما يحدث اليوم من البعض، الذي قرر التخلي عن هويته لصالح هوية أخرى ، التخلي عن وطن والتاريخ والعراقة والحضارة من أجل القبول به موظفا يدير لهم وطنه ويخنع لهم مواطنيه، براتب وجاه يمكنه من سلطة وتسلط على أبناء جلدته، بينما لا قيمه له عندهم كأسياد.


لا حل إلا بالوحدة والدولة الاتحادية التي تعطي الحق لكل المحافظات استقلالية وشراكة في اتخاذ القرار والمصير المشترك.

*المقال خاص بالمهرية نت *

الحرب ومصير الأمة
السبت, 21 ديسمبر, 2024