آخر الأخبار
سقطرى مسرح البث المباشر لمجالس الشيوخ في أبوظبي
من أعظم الآفات والمخازي التي ابتليت بها سقطرى تحويل أغنياء أبوظبي فقراء الناس في سقطرى إلى مسرح للفرجة يراقبون جميع أحوالهم وحركاتهم وسكناتهم وخواص شؤونهم الداخلية فيجعلون هذا الشعب الفقير المغلوب على أمره متعة مشاهداتهم اليومية التي تجلب لهم السعادة والضحك والاستنكار والاستغراب ويتفاعلون مع أحداث الشعب وكأنهم دراما متنوعة تحتوي الأكشن والدراما المسلية.
حاليا في التوزيعات الرمضانية المقدمة من الإمارات تم تركيب الكاميرات المتطورة على أبواب المحلات التجارية التابعة للإماراتيين في سقطرى ليراقبوا الناس من أبوظبي وهم يقفون طوابير طويلة بغية الحصول على قطمة من السكر مكتوب عليها عشرة كيلوات وفي الأساس لا تحتوي إلا على ستة كيلوات أو يزيد قليلا أو يحصلون على قطمة من الدقيق التالف الذي تم تخزينه في مستودعات غير صالحة لتخزين المواد الغذائية، ولذلك صار طعمها مرا وامتلأ بالسوس أو لكي يحصلوا على قطمة من الأرز الرديء جدا الذي يعلفونه لمواشيهم.
الحسنة الوحيدة التي حصل عليها الناس من هذه التوزيعات هي أربعة جالونات أو تنكة من الزيت لكل أسرة، ولم يقتصر الإماراتيون على تلك الكاميرات فقط بل تم إرسال الإعلاميين والمصورين المصريين، والخونة من أبناء سقطرى ممن تاجروا بمعاناة الشعب السقطري لالتقاط أكبر عدد من الصور المزرية والتي يبيعونها بثمن بخس لهؤلاء المترفين في مجالس أبوظبي.
قمة الذل والهوان أن يترص الناس طوابير طويلة أمام تلك المحال تم تأتي الأوامر المباشرة من أبوظبي بتوقيف التوزيع لأن الإقبال لم يكن كافيا لحجم الصورة أو تأتي أوامر أخرى أنه عليكم تزيدون لصاحب الفوطة الحمراء أو يشيرون على فلان أنه مشاغب دعوه يدخل في الطابور، وهكذا دواليك يأمرون وينهون ويضحكون ويستهزئون بهذا وذاك وهم على وسائدهم ونمارقهم في أبو ظبي.
ومما يدل على فساد الإماراتيين وحبهم لإذلال الناس أنهم يبحثون عن مشاهد مخزية قد تحدث من الناس بعفوية ويشجعون عليها وقد حدث ذلك في مهرجاناتهم التي أقاموها قبل رمضان فاستدعوا كثيرا من النساء الراقصات وسألوا عن تفاصيلهن وشجعوا الجريئات من النساء وشجعوا من يتحرش بالنساء من الرجال.
كذلك سلطوا أضواءهم على الجميلات من الفتيات والشابات والأطفال وفي إحدى الأمسيات كانت طفلة بريئة تتجول بين الناس في المهرجان وأثناء تجولها العفوي وجدت نفسها وسط حشد من المصورين والإعلاميين يلتقطون صورها من جميع الاتجاهات والزوايا ويأتي معهم الإعلاميون ويقدمون لها الأسئلة والاستفسارات ولم تدر عائلتها بما جرى للطفلة إلا بعد حين وذلك حين بحثوا عنها فوجدوها وسط هذا الحشد والطفلة قلقة تتصبب عرقا وتكاد تذوب خجلا.
كان اختيار تلك الطفلة عبر البث المباشر من مجالس أبوظبي حين وقعت عين أحد هؤلاء المترفين على تلك الطفلة الجميلة، ولذلك أمروا بتوجيه المهرجان كله للاحتفاء بها وفاوضوا عائلتها عليها وقدموا لهم الإغراءات والأموال ووجهوا بنقل كل العائلة إلى أبو ظبي على نفقة أبي مبارك المزروعي.
هذا مثال واحد فقط من أمثلة عدة تحدث في البث المباشر الذي يستعرض فيه أغنياء أبوظبي على الفقراء من الشعب السقطري، وهو ما يعيد إلى الذاكرة أسواق النخاسة والتجارة بالأعراض أيام الجاهلية أو ما تقوم به بعض الدول الغربية من المسابقات على ملكات الجمال وبذلك صارت سقطرى مسرحا مفتوحا تعرض أحداثه اليومية في بث مباشر في دواوين الأغنياء في أبو ظبي.
للأسف الشديد أن ما تقوم به الإمارات من رصد وتصوير لأبناء سقطرى لم يجابه بالرفض والاستنكار من المشايخ والعقال والدعاة فضلا عن مجابهة السلطات المحلية التي تساعدهم في فسادهم وسخريتهم بالشعب السقطري الفقير المغلوب على أمره.
*المقال خاص بالمهرية نت *