آخر الأخبار

هل سيصحو الضميرُ العربي بعد مجزرة "الطحين" في غزة؟

الأحد, 03 مارس, 2024

مرت أشهر والكيان الصهيوني الغاصب يمارس أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، في أبناء غزة الأحرار، أشهرٌ  والموت يقتطف أرواح الآلاف من الأبرياء هناك،  سواء عن طريق القتل المباشر عبر الرصاص الحي أو عن طريق براميل المتفجرات والقنابل المحرمة دوليا والتي أطلقت بكثافة على الأبرياء دون مراعاة للإنسانية أو القوانين الدولية.

إلى جانب ما حدث، هل كان أحد يتوقع أن يموت الكثير من الناس جوعًا؟، هناك مثل يمني يقول:" ما حد يموت جوعًا" لكن هذه القاعدة كسرت في غزة، فهناك الكثير ممن ماتوا جوعًا وعطشًا، ممن ماتوا وهم يرتجفون من البرد ولم يجدوا لحافًا يقيهم قسوة البرد فسلموا أرواحهم للموت وهم يبحثون عن الحياة، الكثير ممن ماتوا مرضًا بسبب استخدامهم أعلاف الحيوانات عوضًا عن الدقيق، فلم تتحمل أجسامهم ذلك ففارق الكثير منهم الحياة ومن بقي فهو يصارع الألم.

الأشد وجعًا من هذا أن يتم إبادة من ذهبوا باحثين عن القليل من المساعدات الإنسانية بعد صراع كبير مع الجوع المرير، أن يتم إبادة الكثير منهم وعلى مرأى ومسمع من العالم الذي ربما مل  الكثير منهم  من متابعة أحداث غزة وذهبوا في  حال سبيلهم.

115 شهيدًا و760 جريحًا في مجزرة شارع الرشيد، أن يموت هذا العدد الكبير من الأبرياء وأن يجرح هذا العدد في لحظات كانوا يرون فيها أن الحياة قد بدأت تفتح لهم أذرعها؛  لأنهم سيحصلون على القليل من المساعدات الغذائية التي ستنقذ حياتهم فهذه هي الجريمة التي لا تغتفر.

إن السؤال الذي يطرح نفسه في كل موقف،  هنا يطرح نفسه بجدارة تامة وهو: هل سيستيقظ الضمير العربي حيال ذلك؟ أو بالأصح هل سيكون للحكام  موقف منصف إزاء هذه المجزرة التي تبكي الحجر قبل الإنسان؟

  في الحقيقة لو كان حكام العرب أصحاب نية سليمة، ولو كانوا يعملون لصالح الإسلام والمسلمين في دفع الضرر عنهم لما وصلت الحال بأبناء غزة إلى ما وصلت إليه اليوم، أحداث غزة كل يوم تعري لنا وجوهًا كنا نراها جميلة أو كنا نأمل فيها خيرًا.

إن ما يحدث في غزة اليوم لأكبر دليل على تواطؤ حكام العرب مع الكيان الإسرائيلي الغاصب؛ فهم بصمتهم وتجاهلهم   يشجعون هذا العدو بطريقة أو بأخرى في ارتكاب المزيد من المجازر وبالتالي فالكيان الغاصب يبتكر كل يوم طريقة جديدة ليميت فيها الشعب المتمسك بأرضه.

ما تزال الشعوب تخرج مطالبة حكامها بإنصاف غزة وحكامها يعملون على  خذلان رعيتهم وخذلان غزة التي تنادي بكل حين للضمير العربي أن يصحو لكنه كما يقال" لقد ناديت لو أسمعت حيًّا..  ولكن لا حياة لمن تنادي".

يبقى العزاء في الشعوب التي تتلهف وبصدق لنصرة غزة، تحزن لما أصابها وإن حزنها هذا قد يتحول إلى غضب كبير وقد تتحول المسيرات السلمية التي تخرج اليوم في أغلب دول العالم إلى غضب عارم ونار تلتهم كراسي الحكم في كل دولة خذلت شعبها المطالب بإيقاف الإبادة الجماعية في قطاع غزة؛ وبالتالي سينقلب السحر على الساحر والحاكم الذي كان يتعامى عما يحدث من إجرام بحق المسلمين قد يكون هو الضحية فينال عقاب ذلك بطريقة لم تخطر على باله يومًا.
نسأل الله أن يعجل بالفرج لإخواننا في غزة وأن ينصرهم نصر عزيز مقتدر.


  *المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده