آخر الأخبار
رئاسةٌ جديدةٌ للحكومة.. كيف يرى الشعب ذلك؟
تغييرٌ جديد في رئاسة الحكومة بعد سنوات من العناء والمرارة في الجانب الاقتصادي تجرع فيها الشعب الويلات تلو الويلات، حتى وصلت الحال بالناس إلى العجز التام عن توفير قوت يومهم الضروري.
هذا الحدث جاء في اللحظات الجادة، أو بالأصح في الوقت الأكثر شدة على المواطن، فهل سيتفاءل الشعب بهذا التغيير أم لا؟، والحقيقة أن الشعب لا ينظر للوجوه والشخصيات، ولا يلتفت للمسميات بقدر ما يلتفت للمعطيات والمخرجات من كل تغيير يحصل، الشعب اليوم يبحث فقط عمن يخرجه من هذه الدوامة، من يرمي له قشةً تكون نجاته عن طريقها، لا من يجعل الأمور متروكة على الغارب دون مبالاة، كما فعل السابقون.
لم يعد التغيير في القيادات له معنى لدى المواطن، فقد أصيب بإحباط من التغييرات السابقة التي لم تزد الوضع إلا سوءًا وتدهورًا؛ فقد شعر الشعب بسعادة عارمة عندما تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وظن في نفسه الظنون محتسبًا أن الحل الأمثل يكمن في هذه الخطوة الجميلة والتي وصفها حينذاك بالخطوة السديدة التي ستخرجه من دوامة الصراع والجوع إلى مرفأ النجاة والبناء والتنمية؛ لكن النتائج جاءت بالعكس تمامًا من التوقعات التي كان يتوقعها الشعب، فلا هدنة حقيقية ولا اقتصاد متعاف، بل بالعكس من ذلك فقد آلت الأوضاع نحو الأسوأ واستمرت بهذا الزوال، حتى أصابت الناس بالإحباط الشديد وعدم الرغبة أو التفاؤل بأي قيادة جديدة.
وبالنسبة لهذا الحدث الجديد فالأمر متروك لدى رئاسة الحكومة الجديدة، والصلاحية لديها في تبني حب الشعب أو سخطه، ثم إن الجرح الذي ينزف في جسد الشعب معروف مصدره ومعروف حجمه، وطريقة الوقاية من اتساع هذا الجرح معروفة وهي النظر للجانب الاقتصادي بعين الاعتبار، النظر لمعاناة الشعب بعين المسؤولية والاهتمام، اليوم الكثير من التجار أعلنوا الإضراب عن العمل فأغلقوا محلاتهم احتجاجًا على الوضع الاقتصادي المزري، والمواطنون كما هم ما يزالون يكابدون الحياة ذهابًا وإيابًا منتظرين فرجًا قريبًا يظهر لهم من بين ركام الأوجاع والمآسي التي تقصم ظهورهم وتودي بهم نحو الهلاك الحتمي.
مما لا شك فيه أن هناك تحديات كبيرة تواجه الرئاسة الجديدة للحكومة، صعوبات كثيرة وأبرزها الانهيار المستمر للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، الأمر الذي ضاق منه الشعب ذرعًا، وكان سببًا وجيهًا في السخط الكبير منه تجاه رئاسة معين عبد الملك؛ لذا فمن المفترض على الرئاسة الجديدة أن تجعل إصلاح الجانب الاقتصادي من أولوياتها والنظر لهموم المواطن ومحاولة مداواة الجراح الغائرة بقليل من الاهتمام والعمل الجاد، وليس الأمر بالعسير إذا كانت هناك نية صافية واستشعار للمسؤولية، فكل ما سيغير الوضع نحو الأفضل حزمة من القرارات الصارمة التي تردع التجار والصيارفة وتضع حدًا للمتلاعبين وإن هذا لعمل جبار إذا ما تم بإتقان وتفان والأمر بيد الحكومة فلتنظر أيهما تختار، هوى نفسها، أم مداواة هموم شعبها!.
المقال خاص بالمهرية نت