آخر الأخبار
الجوعُ موجع يا ساسة!
لم يستقر الريال اليمني عند سعر معين؛ بل زاد في تخبطه في الفترة الأخيرة بين صعود وهبوط، وهبوط أكثر ليصل إلى أدنى مستوى له خلال هذين العامين، الأمر الذي أضاف كمًا هائلًا من الأوجاع والمخاوف لدى عامة الشعب، الذين لم تستقر أوضاعهم المادية على الإطلاق.
هذا الصعود المفاجئ لسعر العملات الأجنبية أمام الريال اليمني لا مبرر له لدى الشعب غير أن الساسة يستمتعون كثيرًا بتجويع رعاياهم على الرغم من أنهم لا يعرفون للجوع طعمًا؛ فهم الذين ينعمون بعيش رغيد وحياة فارهة بعيدًا عن النظر لهموم الشعب وأوجاعه، وبعيدًا عن بذل الجهد من أجل تحقيق الاستقرار للرعية.
كم مرة سيتم فيها استغلال نقاط ضعف المواطنين؟ وكم من طعنة جديدة تستطيع ظهورهم المائلة أن تتحملها بعد كل هذا الوجع والخذلان الكبير الذي يتلقونه باستمرار وكأنهم قد حكم عليهم بالسجن المؤبد مع الأعمال الشاقة دون راحة في النفس أو الجسد؟.
إن الوجع الحقيقي هو أن ما يحدث اليوم في الواقع الاقتصادي والمعيشي لم يلقَ أي تفاعل من قبل الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي على الأقل من باب جبر الخواطر، كما يقال" كلمة ولو جبر خاطر"، كلمةٌ واحدة يتحدث بها المسؤولون وإن كانت غير صادقة، يخبرون بها الشعب أنهم يسعون جاهدين من أجل تحقيق استقرار في الجانب الاقتصادي والنظر بعين الاعتبار لحياة المواطنين المعيشية وأن ذلك من أولياتهم، يذكرون سعيهم ويوضحون للشعب الخلل الحاصل، وكم سيستمر الوضع هكذا، أتدرون يا ساسة؟ لو أنكم على الأقل فعلتم ذلك فستتركون مجالًا للمواطن أن يتنفس وأن يشعر بقليل من الأمان؟ سيخرج للسوق التجارية ويقاضي التجار بحديثكم وهو رافع رأسه بكل اعتزاز، والتجار أنفسهم سيجدون رادعًا لجشعهم وطمعهم الكبير.
لو تعلمون فقط كم أن التجار اليوم يستغلون الوضع المعيشي للناس بشكل يعود لهم بالنفع الكبير ويوسع من تجارتهم؛ يرفعون الأسعار بشكل عشوائي دون عمل أي حساب أو مقارنة، حتى أن بعض المواد يتم رفع سعرها قرابة 50% وهذا ما يوضح أكثر أن جميع الأمور التي تخص المواطن وتلمس حياته لا أهمية لها لديكم بصفتهم قيادة وحكامًا؛ علمًا بأن وجود القيادة هو بالأساس من أجل المواطن ولتحقيق الأمن والاستقرار له، أو فما هو التفسير للقيادة لديكم يا ترى؟.
لقد بلغ الضنك المعيشي بالشعب مبلغًا لم يبلغه من قبل، وإن المرور عبر الأسواق لساعة من الزمن لكفيل بأن يشرح الوضع المأساوي الذي يكابده المواطنون ويخشون من تفاقمه أكثر، ساعة واحدة تمر بها داخل الأسواق سترى فيها عجب العجاب، ستوضح لك أمورًا كنت تجهلها، وسترى كيف أن الشعب وصل لحالة يكاد أن يموت فيها جوعًا على مرأى ومسمع من العالم في الداخل والخارج، فهل لساساتنا وقاداتنا من وقت فراغ يتابعون فيه الأوضاع المعيشية التي آلت إليها بلادهم التي تقبع تحت تجاهلهم؟!.. الجوعُ موجعٌ يا ساسة فهلا جربتموه ليوم واحد؟ لأجل أن تعملوا بإخلاص على تخليص الشعب المتعب منه؟.
*المقال خاص بالمهرية نت*