آخر الأخبار
يقظة الشعب اليمني ضد أي اعتداء خارجي
إن استهداف اليمن عسكريًا منبوذ من قبل الجميع، وإن جاء ذلك تحت غطاء حماية الملاحة في البحر الأحمر، هذا هو ما يتحدث به الشعب اليمني منذ أن بدأت الغارات الأمريكية البريطانية على اليمن، الشعب بأكمله يرفض هذا التدخل وإن كان تهديدًا لجماعة الحوثي لردعها عن هجماتها التي تشنها في البحر الأحمر، وهذا الغضب الشعبي ضد هذا التدخل لا يُفسَّر إطلاقًا في أن الشعب كله يقف في صف الحوثيين ويؤيد تصرفاتهم بقدر ما يُفسر في أن يقظة الشعب ضد أي عداء خارجي ونبذه له موجودة منذ الأزل وحتى يوم الناس هذا.
يحفل التأريخ اليمني- منذ القدم- بشواهد عديدة لنبذ الشعب أي تدخلات في الأرض اليمنية وأي تدخل يمس السيادة اليمنية وتأريخ وحضارة اليمن، ولكم أن تقرأوا كيف كان موقف اليمنيين تجاه العثمانيين، وكيف كان موقفهم تجاه الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، ثم موقفهم اليوم من التدخل الإيراني والتدخل السعودي والإماراتي ولا سيما تدخل دولة الإمارات بالشأن اليمني وما تمارسه من أعمال استعمارية في جنوب اليمن، ولا سيما ما يحدث اليوم في جزيرة سقطرى التأريخية من أعمال استعمارية تفضح وجه الإمارات القبيح وتري الناس الهدف الحقيقي من تدخل هذه الدويلة بالشأن اليمني، والجميل أنه ما يزال الشعب اليمني ينظر لأي تدخل على أنه اعتداء متكامل الأوصاف وإن ظهر بوجوه مختلفة مثل الحماية أو البناء والإعمار أو الدعم الإنساني والاقتصادي.
وبالنسبة لما يخص البحر الأحمر وأحداثه فمن المعروف أن ن حرية الملاحة حق لجميع الدول وهذا الحق يضمنه القانون الدولي، لكن أمريكا جهلت أو تجاهلت أن الدول المطلة على البحر أو على الممرات المائية هي من يحق لها أن تدير تلك الممرات وتحميها؛ لهذا باشرت باستخدام القوة العسكرية تحت ذريعة الحماية للملاحة البحرية وهذا ما أثار سخط الكثير.
الملفت في الموقف أن ما يحدث في البحر الأحمر لم يؤت نتائجه الإيجابية على مايحدث في غزة؛ إذ ما تزال دماء الأبرياء والعزل في كل مناطق غزة تستباح من قبل الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع من العالم، وما تزال الجراح تنزف وما يزال التمادي الصهيوني يطال الأبرياء والأطفال ويدمر أحياء بأكملها، وأما بالنسبة للشعب اليمني فقد جاءت أحداث البحر الأحمر له بالكثير من الويلات، لعل أبرزها ارتفاع أسعار السلع المستوردة؛ الأمر الذي أضاف جراحًا أخرى إلى جراحهم وهم الذين يكابدون شظف العيش ومرارته منذ لحظات الحرب الأولى، ما هدأ لهم بال وما وجدوا من ينقذهم من هذا العناء المعيشي، لا تحالف القريب ولا قلق واستياء البعيد.
ولهذا الأمر بالتحديد يرفض اليمنيون التدخل الأمريكي المتهور؛ لأنه لن يأتي إلا بالأوجاع للشعب وللعزل فيه؛ لأن الشعب بالعادة يكون هو الضحية الأولى وهو كبش الفداء لكل تهورات الساسة وقادات الحروب.
*المقال خاص بالمهرية نت*