آخر الأخبار

اللغة السقطرية

الأحد, 21 يناير, 2024

في الآونة الأخيرة كثر الحديث الإعلامي والبحث في مضمون اللغة السقطرية وأصلها وارتباطها بغيرها وظهرت العديد من المؤلفات والكتابات التي يدعي كل منها صوابه وخطأ غيره.

المسألة الأساسية أن أغلب هذه الاهتمامات ليست صادرة من قاعدة ثابتة ومصدر موثوق فهي عبارة عن آراء فردية وربما آراء مجموعة من الأفراد، ولذلك يسهل الطعن بها ومعرفة خطئها حتى من العوام أنفسهم فضلا عن المختصين.

اللغة السقطرية خذلها التدوين مرتين: الأولى التدوين منذ القدم: حيث لم تحض بأي تدوين لا مخطوط ولا مطبوع في سابق العهد.. ولكن من حسنات الماضي أن هناك نظاما معروفا في بناء اللغة الصوتي والكلامي لا يخرج عنه الناس وقد تشكلت حماية أسرية ومجتمعية لهذا النظام بحيث كانوا يضحكون ويسخرون ممن لا يجيد نطق الكلمات بشكلها الصحيح وبمخارجها الأصلية ولكل مجتمع من الناس تميزه الخاص ونبرته الخاصة وبذلك تميز كل قطاع واتجاه ومنطقة عن الأخرى، وبذلك يتعرف الناس على الشرقي من الغربي ويميزون لغة المدني عن الريفي وغير ذلك.

والثانية التدوين الحاضر: فقد خذل التدوين اللغة السقطرية، حيث ظهرت العديد من المؤلفات عن اللغة، وظهرت مؤسسات ومنظمات ومراكز تدعي أنها تهتم باللغة السقطرية، ومن المؤسف أن  كثيرا من هذه المؤلفات صدرت من غير السقاطرة أنفسهم، وأكثر هؤلاء لا يجيدون العربية ولا السقطرية وأصدروا مؤلفات تحولت مع مرور الوقت إلى مراجع يأخذ منها الباحثون حاجتهم من المعلومات عن اللغة والثقافة السقطرية وغير ذلك وهي في الأساس مجرد آراء غير دقيقة. 



أمر آخر مؤسف وهو أن جل من اهتم من السقطريين بالتأليف صب جهوده على قضايا جزئية، ولم يتصدوا لنقد خطأ المؤلفات التي تصدت للغة، ولم يصححوها وفي المقابل لم يصدروا إلى الآن أي معاجم أو قواميس، أو نظام كتابي للغة السقطرية.

وهناك بعض المحاولات قبل بضع سنوات صدرت من بعض الناشطين في الداخل وبمساعدة باحثين من الخارج خرجت فقط بتقنين نظام كتابة ثلاثة حروف هي:( چ، ڛ، ڞ)، وهي محاولات رائعة بلا شك ولكن ينبغي أن تكون واسعة تدرس جميع الأصوات والحروف وتقنن النظام الكتابي، أيضا يتطلب إعداد كيبورد خاصا لهذه الحروف والأصوات المختلفة عن الحروف العربية.
 
حاليا هناك جهود لإعداد قاموس خاص بالمفردات السقطرية ولكن نفس الأخطاء السابقة يقع فيها هؤلاء الباحثون الأجانب، فقد ركزوا اهتمامهم على الحصول على أكبر قدر من المفردات ولم يركزوا على اختيار الناطقين المجيدين للغة، كذلك لم يستعينوا بالباحثين من أبناء سقطرى المجيدين للغة السقطرية الملمين بحروفها وأصواتها ومفرداتها المعقدة ودلالتها المتعددة.


كما أقيم في وقت قريب مهرجان إشهار كتاب في جامعة أرخبيل سقطرى يتحدث عن بعض العادات باللغة الإنجليزية، ولم يكن للسقطرين أي مشاركة فيه، وقد تحدث البعض أنه يحوي إشارة إلى عادات غير واقعية؛ لكني لم أطلع على الكتاب ولم أستطيع الحصول عليه.

في الختام المجتمع السقطري يتطلع في مركز اللغة الذي أنشأ حديثا أن يفند هذه الأمور ويبينها بأسلوب علمي ونحن ندعوهم إلى تكريس الجهود للاهتمام باللغة السقطرية.



كما نشد على الباحثين بضرورة إشراك المركز في كل الأعمال التي تخص اللغة أو عرضها على المختصين، والمصادقة من المركز. 

كما ينبغي الإشارة أن الباحث في اللغة السقطرية يتطلب منه معرفة الآتي:
إن اللغة السقطرية تحتوي على مفردات وأصوات خاصة بها لا يجدها الباحث في أي لغة أو لهجة أخرى، وأن جزءا كبيرًا من المفردات السقطرية عربية الأصل والاشتقاق، وأن اللغة السقطرية تلتقي مع اللغات الجنوبية السامية وخاصة المهرية والحرسوسية والجبالية والهيبيوتية والشحرية في كثير من المفردات مع تحريف بسيط.

اللغة السقطرية تحتوي على مفردات دخيلة من لغات ولهجات أخرى مثل الإنجليزية والإفريقية والكردية وغير ذلك، وأن كثيرا من المفردات يسيطر على كثير من مفرداتها القلب والإبدال.

*المقال خاص بالمهرية نت *