آخر الأخبار

السادس والعشرون من سبتمبر.. الثورة المقدسة!

السبت, 23 سبتمبر, 2023

ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لم تكن حدثًا مضى وانتهى، بل إنها الثورة المقدسة التي قدسها أبناء الشعب الأحرار الذين عرفوا معنى الإمامة وظلامها الدامس وجرائمها المتعددة التي فرضتها على شعبها حينذاك، إنها ثورة مستمرة.

  شعب لا يرضى بالظلم ولا يشجع على الظلام ولهذا ترى الثورة في قلوب الشعب تنبض مع نبضاتهم، يحاكونها بأحاديثهم اليومية، تحكيها النساء لأطفالها كحدث عظيم سطره الأجداد في زمن الشحة في الإمكانات، وزمن القوة والعزيمة والإصرار، إنها حديث الأجداد لأحفادهم يسردون لهم كيف كانت الإمامة ثم يختتمون حديثم بسرد جميل عن أحداث ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وعن أبطالها الشجعان الذين سطروا أروع الملاحم وأجمل البطولات.

ها قد مضت عشرات السنوات على اندلاع هذه الثورة المجيدة  ولكنها لم تزل حاضرة في القلوب وبين الأوساط كأنها حدث الأمس القريب، الذي ما زال عالقًا في الخيال لا يفارقه.

تمر السنوات ويزداد تمسك الشعب الأبي بثورته المجيدة خصوصًا  في هذا الوقت الذي يشهد اليمن فيه حربًا أبادت الشعب ونهبت مقدراته وطغت على جميع الجوانب الحياتية، السياسية منها  والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والتعليمية والصحية، وأعادت الوطن إلى دوامة من الصراع المتواصل، وقد كان فرضًا على الأباء والأمهات والمعلمين في المدارس أن يعززوا ثقافة الوطن والثورة المجيدة في نفوس الجيل الصاعد، ولذا ترى اليمن وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، تشهد احتفالات كبيرة بهذه الثورة المجيدة  سواء في المؤسسات أو المدارس أو النوادي وحتى في البيوت إذ تقيم الكثير من الأمهات احتفالات بسيطة مع أطفالها يصنعن الجاتو ويحضرن  الأعلام الوطنية والشموع والبالونات ثم يجمعن أطفالهن وجيرانهن ليحتفوا بهذه المناسبة العظيمة، يشرحن للأطفال أحداث هذه الثورة في أجواء يملأها الحب والغبطة.

ما إن يطل شهر سبتمبر إلا وتبدأ الأهازيج والأغاني السبتمبرية تجوب الأفق، وتسمع صوت أيوب يصدح بكل مكان تذهب إليه وتقع عليه مسامعك،  الأغاني التي تتحدث عن الثورة والجمهورية يتلذذ أبناء المجتمع بسماعها وكأنهم يؤدون وجابًا وطنيًا كبيرًا.

يبدأ اليمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي بالاحتفاء بهذه المناسبة وهذا الحدث التاريخي العظيم، في نشر الكتابات التي تتحدث عنه، ويبدع الشعراء في حياكة قصائدهم الشعرية عن هذا الحدث العظيم، والرسامون يعبرون عن حبهم لهذه الثورة بطريقتهم الخاصة، وكذلك الفنانون والمصممون والمنتجون الذين يبدعون كثيرًا في تصوير ومحاكاة حذا الحدث العظيم، حتى تشعر في نفسك وتتيقن أن هذه الثورة ما اندلعت لتموت في يوم ماء،  وإنما اندلعت لتتجدد  وتبقى مستمرة في كل زمان  يعيشه الإنسان اليمني صاحب العزيمة والإصرار والإباء.

من الصفات الجميلة التي تتحلى بها ثورة السادس والعشرين من سبتمبر أنها محبوبة من  كل اليمنيين الشرفاء جميعهم إلا من القلة الذين لا يحبون وطنهم ولا يرضون له الخير أبدا، ولذا فقد ظهر من يقلل من شأن هذه الثورة وإنه من العيب والعار أن يتم التقليل من هذا الحدث التأريخي العظيم، الذي افتداه الكثير من الشهداء الأبطال وفضلوا الشهادة لأجل أن ينعم أبناؤهم من بعدهم بعيش رغيد خالٍ من الظلم والاسبداد والتسلط؛ ولهذا تجد من يقلل من شأن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تجده ممقوتًا وحديثه لا يقبل بين الأوساط وإن أكثر من الرغاء والحشو.


*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده
سيول مخيفة تزيد مأساة اليمنيين!
الاربعاء, 07 أغسطس, 2024
رحيل هنية وجع للأمة!
الاربعاء, 31 يوليو, 2024
خيبة أمل جديدة للشعب!
الاربعاء, 24 يوليو, 2024