آخر الأخبار

عن تراجع المساعدات الأممية، وعناء المواطنين إزاء ذلك..!

الاربعاء, 30 أغسطس, 2023

أغلقت الحربُ  اللعينةُ-  في اليمن-  على المواطنين كل الأبواب التي كانت تأتي لهم بالنور وتخرجهم إلى آفاق  الحياة الواسعة؛  فقد شدت عليهم الخناق حتى وصلوا  إلى المرحلة التي  يحلمون فيها  بالحصول على كيسٍ صغير من الدقيق والقليل من زيت الطهو ليصنعوا من ذلك خبزا يابسًا يأكلونه ثلاث مرات في اليوم، أو أقل من ذلك.

كانت هناك نافذة صغيرة تأتيهم بخيوط من الأمل، ألا وهي نافذة المساعدات الإنسانية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي، تلك  التي يستفيد منها الملايين من أبناء اليمن المحتاجين لها، على الرغم من أن أغلب تلك المساعدات تذهب للعاملين عليها أو لمن ينهبونها خُفيةً  وعلانيةً،   ويبيعونها للمواطن الذي جاءت باسمه، وبالأسعار التي يرضونها هم،  كما يحدث في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، إلا إنه هناك الكثير من المواطنين من يستفيدون  منها ويعلقون عليها آمالًا كثيرة؛  فيباتون ينتظرونها من شهر لآخر، يحسبون الأيام  والليالي في انتظار قدومها ويسألون الذاهب والآتي عنها، متى موعد تسليمها، ومتى ستحل عليهم ضيفةً محبوبةً ومنقذة.

كانت المساعدات في بداية الحرب تأتي للموطنين بشكل كبير حتى أن أغلب المستفيدين منها كانوا يعتمدون عليها وحدها في حياتهم لا يحتاجون  إلا لبعض الكماليات التي لا تثقل كاهلهم؛  فحصتهم للشهر الأول تكون كافية لهم حتى يأتي موعد التسليم الجديد، لكنها ومع مرور الوقت بدأت تقل رويدًا رويدًا، وبدأ الموزعون لها في تقسيم حصة المواطن الواحد لمواطنين اثنين وهكذا تقلصت المساعدات مع الالتزام بموعد التسليم، ولكن الموعد هو الآخر  بعد ذلك اختلف؛  فبدلًا من أن يكون التسليم  كل شهر،  أصبح في كل شهرين مرةً واحدة،  مع نقص كبير في الكمية، حتى أن الكثير من المواطنين أصبحوا ينظرون لها كإضافة وعون بسيط وليست مصدرًا أساسيًا كما كانت في السابق،  وعلى الرغم من ذلك فالذي يحصل عليها يعتبر السعيد الوحيد  من بين الكثير من المحرومين منها فهو على الأقل يحصل على القليل من المساعدة في الوقت الذي يعيش فيه الآخرون مرارة الفقر والجوع والحرمان.

اليوم وبعد إعلان برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في اليمن بأنه يواجه أزمةً تمويليةً حادة لعملياته الإنسانية في اليمن، والذي سيُحتم عليه اتخاذ القرارات  بشأن المزيد من تقليص المساعدات، يعيش المواطنون إزاء هذا  في قلق كبير وخصوصا أولئك الذين اعتمدوا كثيرًا على هذه المساعدات من معدومي الدخل  والذين فقدوا معيليهم وسندهم في الحياة.

لقد أصبح حديث الضعفاء والمنكوبين  اليوم كيف سنكون بعد هذا الإعلان؟ وهل فعلًا ستتوقف المساعدات بالشكل النهائي، وآخرون يتحدثون بأسف قائلين: تعبنا كثيرًا  عندما نقصت الكمية التي كنا نحصل عليها فكيف سيكون حالنا إذا ما توقفت بالشكل النهائي؟.

ما يحدث اليوم يؤكد بشكل أوضح أن المساعدات الإنسانية لم تكن ولن تكون الحل الأمثل لليمنيين؛ بل إن إنهاء الحرب هو الحل الأمثل والأنسب فالمثل يقول" لا تعطيني كل يوم سمكة ولكن علمني كيف أصطاد" ولسان حال الشعب اليوم يقول: أنهوا الحرب لتفتح أمامنا الأبواب وسنعتمد على أنفسنا وسنكفيكم عناء المدد ونكفي أنفسنا عناء الحاجة والمذلة.


*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده
سيول مخيفة تزيد مأساة اليمنيين!
الاربعاء, 07 أغسطس, 2024
رحيل هنية وجع للأمة!
الاربعاء, 31 يوليو, 2024
خيبة أمل جديدة للشعب!
الاربعاء, 24 يوليو, 2024