آخر الأخبار
شباب اليمن.. أعمالٌ شاقة لساعات طوال ومردود قليل!
ونحن نعيش مناسبة اليوم العالمي للشباب تأخذنا أنظارنا ومخيلاتنا لشباب اليمن وما يعانون من مواجع تتراكم على ظهورهم حتى كادت أن تقصمها أو أنها فعلت ذلك بالتأكيد، فقد جاءت الحرب اللعينة إلى اليمن لتغلق كل أبواب السعادة ومداخل الرزق ونوافذ الأمل فبقى خلالها الإنسان اليمني كطائر قُصت أجنحته، لا يستطيع أن يحلق كما كان في السابق ولا هو ينعم بعيش رغيد في ظل قيوده وجراحه.
إلى جانب الأحداث الموجعة التي أودت بحياة الكثير منهم وجعلت البعض جرحى، هناك البطالة والتي تعد من أبرز الأضرار التي أنتجتها الحرب وكان ضحاياها الشباب اليمني، فقد انعدمت فرص العمل نتيجة توقف الكثير من المشاريع والشركات الخاصة والحكومية والمؤسسات العامة التي كانت تضم أعدادًا لا حصر لها من الموظفين فيها، هذا الأمر أدى إلى وصولهم لمرحلة البحث عن عمل وإن كان يأخذ منهم الجهد الكبير والوقت الطويل والمشقة الموجعة؛ فالموظف الذي كان يعمل في اليوم الواحد لأربع أو ثلاث ساعات ويتقاضى مرتبًا عاليًا، تراه اليوم قد أصبح عاطلًا يبحث عن عمل ولا يجده بسهولة؛ ماجعلهم يُقبلون على الأعمال الشاقة التي ما كانوا يتوقعون أن يمارسوها في يوم من الأيام، فاليوم ها هم الكثير من الشباب من يعملون ساعات النهار كلها مقابل ستين أو سبعين ألف ريال، في أعمال ثقيلة عليهم، وهذا ما يضيع عليهم الكثير من الوقت ويذهب العمر وهم يمارسون مهنة معينة، كالطهو في المطاعم والبوفيات، أو العمل في المحال التجارية أو في الأعمال الشاقة - الحجر والطين- ونحوها من الأعمال.
والمؤسف في الأمر أن أرباب العمل يستغلون هذا الوضع المعيشي الذي يعاني منه اليمنيون وذلك بالضغط على الشباب في العمل لساعات طوال قد تصل إلى 12ساعة في اليوم الواحد وهذا كله مقابل مرتب زهيد لا يفي بالغرض ولا هو أجر سويعات قليلة إن كان هناك إنصاف، فأرباب العمل يتخذون هذه الإجراءات فقط، لأنهم يدركون مدى الحاجة التي فيها الشباب اليوم لأنهم يجدونهم يفضلون العمل الشاق ذا المردود البسيط على البطالة التي لا تأتي إلا بالوجع والفقر.
كل هذا جعل تطلعات الشباب محدودة، ضيقة كضيق الواقع عليهم، أحلامهم بسيطة،. ففي الكثير من الأوقات تكون مقتصرة على الحصول على فرصة عمل تدر المال لهم لذي يكفيهم وأسرهم لأجل البقاء على قيد الحياة، لم تعد تلك الأحلام السابقة التي كان يطمح بها الشباب اليمني في الحصول على درجات عليا وعلم ذا قيمة، أو في التقدم العلمي، وفي بناء وتقدم المجتمع وصناعة الأجيال، فكل تلك الأحلام ذهبت مع الحرب، مع رصاصاتها وبارودها.
تحية إجلال نهديها- في هذه المناسبة- لكل شاب يعيش مكافحًا، لمن يحاول أن يوفق بين علمه وعمله، لمن يقضون ساعات طويلة وهم معتكفون على أعمالهم، حالمين بغد أفضل، بغد ينتشلهم من هذا العناء المرير.
*المقال خاص بالمهرية نت*