آخر الأخبار
أضاحي العيد.. المعضلة الأكبر في طريق أرباب الأسر!
سُئل بعض الآباء عن أصعب ما يمرون به من مواقف في زمن الحرب فأجابوا" عندما نرى أبناءنا بحاجة ماسة لأن يعيشوا فرحة العيد بكل تفاصيلها كبقية الأطفال، لكنهم يخجلون أن يخبرونا؛ لأنهم يعلمون أننا لا نقدر على ذلك، وعندما يخلو المنزل من أساسيات الحياة الضرورية وليس في اليد حيلة لتفادي ذلك... الفقرُ موجعُ جدًا".
تبقت أيام قليلة ويطل علينا عيد الأضحى المبارك، سيأتي ضيفًا غير مرحبٍ به من قبل المتعبين في وطني، ذلك ليس لأنهم لا يعظمون شعائر الله- كلا- ولكنهم قد وصل بهم الضنك المعيشي إلى درجة لا تحتمل.
اقترب موعد عيد الأضحى المبارك بالتزامن مع موجة غلاء جديدة تضرب وجوه المواطنين وتقض مضاجعهم، ومعلوم أن هذا العيد يحتاج إلى أضحية إلى جانب ملابس العيد ومكسراته، والسؤال هنا: هل سيكون عيد الأضحى عند الكثير من اليمنيين- هذا العام- بلا أضحية؟!، قد يحدث ذلك وبكثرة؛ فالحقيقة أن الملايين من الناس اليوم في اليمن من وصل بهم الحال إلى درجة أنهم غير قادرين على شراء 2 كيلو من اللحم فما بالكم بشراء خروف العيد متوسط الحجم والذي وصل سعره اليوم في كثير من المناطق إلى أكثر من 150 ألف ريال؟! كيف سيقدرون على ذلك في ظل هذا الغلاء الفاحش الذي تشهده أسواق الماشية وسط بلدٍ التجارُ فيه يستغلون المناسبات أيما استغلال ليزيدوا في خنق المواطن وليزدوا من رفع أرصدتهم المالية على حسابه، والحكومة فيه ناسية تمامًا أن الشعب ما عاد يطيق المزيد من الغلاء المعيشي، فلم تكلف نفسها بالسعي وراء إيجاد الحلول لهذا الانهيار الحاصل في أسعار صرف الريال، ولو أنها أحسنت نيتها وعملت وسعت لأجل النهوض بهذا الشعب وإخراجه من وحل الأزمات، لوجدت الطريق أمامها سهلًا ويسيرًا، ولكانت خير قيادة لخير شعب، لكنها اختارت السكوت بدلا من العمل، وفضلت التجاهل عن البحث عن الحلول.
أرباب الأسر اليوم يواجهون معضلة هي الأكبر في الجانب المعيشي، إذ إنه من أين لهم بالحصول على المال الذي يكفي لشراء أضحية العيد وهم الذين ما سطاعوا أن يشتروا ملابس العيد لأطفالهم ليسعدوهم وليشعروا أنهم في يوم عيد كبقية الأطفال؟!، وهم الذين - قبل ذلك- لا يقدرون على توفير قوت الحياة الضروري!.
لم يكن قدرًا محتومًا على هذا الشعب أن يعيش كل هذا العناء الذي هو فيه اليوم، لم يكن قدرًا على الإطلاق، بل هو لعبٌ ولهو من قبل تجار الحروب وسياسيي الخراب، الذين يتلذذون كثيرًا بالنظر للوجوه الشاحبة والآيادي الخالية، الذين يستمتعون كثيرًا عندما يرون الفقر ينخر جسد شعبٍ كان طموحًا وخدومًا وباذلًا معطاء، عندما يرونه عاجزًا عن الحصول على مقومات الحياة الضرورية، يتخبط في دروب الحياة بين الأمل الكبير، والخذلان المبين.
*المقال خاص بالمهرية نت*