آخر الأخبار
عن انهيار الريال اليمني وصمت الحكومة!
"وارحبي يا جنازة فوق الاموات" هكذا هو لسان حال الشعب اليمني اليوم، عندما يسمع بانهيار الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، توقيت عصيب لهذا الانهيار وصفعة أخرى توجهها الحكومة لجبين هذا الشعب المغلوب على أمره، الذي ذاق الويلات وهو يصارع الأزمات تلو الأزمات لأجل أن يعيش.
حتى حديث السلام الذي عم الأرجاء لا يشعر به المواطن البسيط، لا يصدقه، هو فقط يعيش اللحظة ويحكم عليها، ينظر للواقع الاقتصادي الذي هو أكبر معضلة، وتحسنه هو السلام بعينه- بالنسبة له-؛ لأن السلام الذي يبحث عنه المواطن البسيط هو السلام الذي لا يجعله ذليلًا يتخبط باحثًا عن لقمة عيش، عن رغيف خبز ناشف وكأس من الماء النقي، السلام الذي ينشده المواطن اليمني هو ألا تؤصد أمامه الأبواب إذا احتاج أمرًا ما من ضروريات الحياة كالحصول على الغاز المنزلي والغذاء والدواء.
اليوم وفي الوقت الذي يترقب فيه الناس خطوات السلام في اليمن، يتوقعون مستقبلًا خاليًا من الحرب بأنواعها، السياسية منها والاقتصادية... يأتي هذا الانهيار غير المبرر له في أسعار صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، ليصيب الشعب بنوبة من الغضب الكبير، غضب من يؤخذ حقه من يده، غضب من يستهان بوجعه وعنائه وصبره وصموده في وجه الأزمات التي لا حصر لها.
لم تعد لدى الشعب طاقة لتحمل المزيد من الأوجاع التي لا يشعر بها إلا هو، اليوم انهيار الريال اليمني يأتي بهذا الوقت العصيب الذي يستقبل به الشعب قدوم عيد الأضحى، العيد الذي يتطلب أضحية، وملابس للأبناء وأمورًا أخرى لا غنى عنها، كيف سيواجه المواطن موجات الغلاء التي نتجت عن هذا الانهيار مع العلم بأن التجار يعملون بدون رقيب أو حسيب، هم فقط يسمعون بارتفاع أسعار العملات الأجنبية، ويبادرون في اللحظة ذاتها إلى رفع أسعار المواد على حسب رغباتهم وجشعهم الكبير.
على الرغم من سخط الشعب إزاء هذا، إلا أن الحكومة لم تتخذ أي إجراءات جدية للتعامل مع هذا التدهور ولم تتخذ أي خطوات للتقليل من معاناة المواطنين الذين هم رعاياها في الأول والأخير، وهي مكلفة في دفع الضرر الاقتصادي عنهم، ولو أن الحكومة ومن فيها جميعًا يعيشون يومًا واحدًا حياة المواطن الذي لا يمتلك مصدر دخل ويظل يسعى جاهدًا من أجل توفير وجبة واحدة لأبنائة، ومن ثم يظل مهمومًا يفكر من أين له بقيمة الوجبة الأخرى، ويجوب المنطقة باحثًا عن عمل وإذا وجده يعمله بكل حب حتى يحصل من ورائه على بضعة آلاف ثم يذهب للسوق ليشتري بها ما يسد رمق أطفاله الجوعى ويتفاجأ أن المبلغ الذي ظنه كافيًا قد أصبح غير كافٍ؛ لأن الريال قد انهارت قيمته، لو أنهم يعيشون هذا الشعور ليوم واحد فقط، كانوا سيعملون بكل ما بوسعهم من أجل أن يتعافى الريال لا من أجل أن ينهار، لكنهم للأسف يعيشون حياتهم بسعادة غامرة وكأن الوضع لا يعنيهم، وكأنهم لا يشعرون!
وكيف يشعر من مرتبه كبير وبالعملة الصعبة؟!
*المقال خاص بالمهرية نت*