آخر الأخبار

قراءات في أبعاد زيارة وزير الدفاع إلى أرخبيل سقطرى

الخميس, 23 مارس, 2023

وصل وزير الدفاع وبرفقته أركان الدفاع إلى أرخبيل سقطرى مطلع هذا الأسبوع وقد سيق الرجل وفريقه إلى الزيارة في وقت ضيق على مشارف دخول رمضان وقد كانت الزيارة مفاجئة وغير معلنة شأنه شأن حكوماته الشريعة التي تساق إلى الأحداث والقرارات سوقا دون أن يكون لها صدارة.

تمت زيارة وزير الدفاع والوفد المرافق له بعناية التحالف السعودية تحديدا فقد استقل الرجل الطيران العسكري السعودي ووجد نفسه محاطا بهالة من القيادات السعودية في الأرخبيل ولم يمتلك الحرية في تحركاته في الأرخبيل على الرغم من عدم وجود أي مخاطر تهدده في جزيرة آمنة أطمئن فيها العدو والصديق والمحلي والغريب كما لم يتمكن من التأكد من ولاء الناس للدولة والشرعية فقد تعمد الانتقالي محاصرته بمظاهره الانفصالية الانتقالية فقد كان الوزير يعتزم إقامة مهرجان عام لجميع القوات يوجه فيه خطابا عصريا يؤيد الدولة ويدعم الشرعية ويطمئن المنتسبون إلى الدفاع لكن ذلك لم يحصل فقد اختصرت هذه الفعالية بمهرجان تكريمي مصغر ومتبادل بين الطرفين طرف الوزارة وقيادة اللواء.

وحيثما ولى الوزير وجه رأى أمامه العلم التشطيري الانتقالي يعلو المباني والسيارات والأشخاص ولم يسمح له برؤية أي شيء آخر غير هذه المظاهر وهذا ما جعل الوزير والوفد المرافق له يمتعض من الزيارة لذلك حاول الوزير الرجوع يوم الإثنين الماضي إلى عدن عبر طيران اليمنية لكنه أعيد من المطار بإقناع الوزير سالم السقطري والذي وصل لتوه من عدن إلى سقطرى.

من وجهة نظر البعض أن الهدف من زيارة وزير الدفاع هو إبراز صورة سيطرة قوات التحالف على الحكومة اليمنية ووقوف الحكومة إلى جانبها والرضوخ لتوجيهاتها وهذا الأمر يدعم وقوف السعودية مع الحكومة في ظل خلافها مع الإمارات وكذلك يوضح صورة الاعتداءات التي قامت بها الإمارات في سقطرى وعبدالكوري فقد ذكر أن الوزير وفريقه وصل إلى عبد الكوري واطلع على كافة الأعمال التي قامت بها الإمارات هناك.

كان دور محافظ أرخبيل سقطرى رأفت الثقلي دور المعرف يقدم القيادات أمام الوزير كل بصفته لكنه لم ينس في هذا التعريف نغماته الانفصالية فقد وصف أحدهم بأنه إصلاحي ووصف آخر بأنه ذهب إلى مأرب ولكن الوزير رد عليه وأنا أيضا جيت من مأرب وذهبت إلى مأرب وأعود إلى مأرب وكثير من الناس شكوا انقطاعه عن عمله وذهابه في رفقة الوزير وفريق.

ومن المواقف التي تداولها الناس لصغير عزير أنه وجه قائد اللواء عبد الله كنزهر للظهور في شاشات التصوير وقال له أنا أعرف أنك ما تريد تظهر في التصوير لكن نريدك تظهر هذا اليوم بالذات فضحك الجميع كان ذلك في الحفل الذي قدم فيه  عبد الله كنزهر درع التكريم إلى وزير الدفاع.

ومن الكلمات المأثورة لوزير الدفاع أنه قال هذه ليست الزيارة الأخيرة لنا وسوف نأتيكم بحال أفضل وسوف نجدكم أفضل وهذه الكلمات صارت حديث الشارع يحللونها ويفسرونها كلا بحسب مفهومه.

من وجهة نظري أن وزير الدفاع على الرغم من سيرته النضالية إلا أنه ليس صادق في وقوفه في صف الشرعية حيث إن كل قراراته أو ما يخص سقطرى منها على الأقل تحسب للانتقالي وهذا ما صرحت به قيادات الانتقالي وقد أعلنوا مرارا وتكرارا أن الرجل يمثل الانتقالي وهو من أقنع اللواء السابق علي سالمين وقدم له وظيفة العمل في الملحقية العسكرية في مصر مقابل تنحيه عن قيادة اللواء في سقطرى وتسليم اللواء إلى يد عبدالله كنزهر الذي أسقط المحافظة وانقلب على الدولة الشرعية واستحوذ على اللواء بكل ما فيه.
 
ولم يهتم الوزير بالملفات العالقة والمخالفات الجسيمة التي قام بها عبدالله كنزهر مثل بيع السيارات العسكرية والمعدات الثقيلة والاستحواذ على الأراضي وبيعها ولم تصدر منه إلى الآن أي توجيهات بشأن الكتائب العسكرية التابعة للشرعية التي استولى الانتقالي على معسكراتها وهجرها وقياداتها إلى خارج سقطرى وحقيقة الرجل جاء تلبية لطلب السعودية ولم يأت لحل المشكلات العسكرية.
 

المزيد من محمود السقطري