آخر الأخبار
مشاريع التفكيك
استمرارا لتاريخ مظلم طويل، ما تزال مشاريع تفكيك المجتمع تعمل وبوتيرة عالية، ومازال المجتمع يتعرض للتشويه في دس كثيرا من الأفكار المدمرة، وما زال انصاف المثقفين يتجرؤون بالتطاول على تطلعات الناس وقيمهم واخلاقياتهم.
الذين يزعمون اليوم انهم الاحق والأفضل، وغيرهم لا يستحق ويرونه بعيوب تعصبهم وتطرفهم الايدلوجي والمناطقي والطائفي والقبلي، هم مشكلتنا الأبدية، هم قوى النفوذ الباحث عن السلطة، وعندما يصل اليها، يبدأ ينخر المجتمع، بفساده وجشعه وطمعه، و بأنانية يصنع تحالفات شيطانية من عدد من المنافقين والنفعيين، تعيق أي محاولة توافق، او مخارج تخط طريق مستقبل يستوعب الجميع وتعم خيراته للجميع.
ليس من الإنصاف اليوم، المقارنة بين نظام صالح الذي حكم 33 عاما، تخلقت فيها قوى لها مصالحها وأطماعها وتحالفاتها الداخلية والخارجية، كانت لها انعكاساتها السلبية على الوطن والمواطن، وبين ثورة شعب أرادت تصحيح تلك الانعكاسات، وفتحت ذراعيها لكل متطلع للدولة المحترمة والحكم الرشيد، والتحرر من استبداد النفوذ السلطوي قبلي وعسكري وسلالي وافرازاته.
الحقيقة التي لا غبار عليها، اننا امام مشاريع صغيرة، تترسخ بالعنف و التحالفات الشيطانية مع بعضها بعض، وتتلقى دعم غير محدود من الخارج اللعين الطامع والكاره لليمن، والعالم المنافق، وبين مشروع شعب وامة تواقة للحرية والعدالة والاستقلال، والدولة المحترمة والحكم الرشيد.
نعيش اليوم حالة من تنافس المشاريع الصغيرة، في ضرب المشروع الوطني التحرري، تنافس واضح من خلال الهجمة الشرسة ضد الثورات اليمنية السابقة واللاحقة، واي محاولة لاستعادة الشعب لإرادته واستقلاله، مهما كانت العناوين، و النتائج على الأرض تحكي مأساة شعب يفقد سبل الحياة والكرامة وكل ما يتعلق بتطلعه للمستقبل الوضاء.
الماضي لا يعود، ومحاولة اعادته هي مصدر سخرية، لأن عجلة الحياة تسير نحو التغيير والتجدد، والرافضين للتغيير والتجديد، هم القابعين اليوم في دائرة الصراعات العميقة لأي نهضة وتطور للشعوب والأوطان.
على الشعب إدراك ان من يخاطبه بالماضي الجميل، لا يريد له ان يتقدم وينهض ليلحق بالأمم التي سبقته، هو خطاب عاطفي يستجر عواطف الناس، ليحطم معنوياتهم وفكرة التغيير فيهم، هو خطاب عودة اصحابه للحكم، وهو جزءا من سيناريو تدمير فكرة الثورة والتغيير من أذهان الناس، و تشويه حاضر الثورة، وتعميق الجراح، و تجويع الناس وإرهابهم، حتى يؤمنون ان ماضيهم كان اجمل، ويقولون سلام الله على عهد ...، و الحقيقة انها مجرد أنظمة رثة سادت ثم بادت، كان في الشمال او الجنوب، وهي تاريخ مظلم و مثخن بالجراح والظلم والقهر والاقصاء والتهميش والقتل.
الثورة و التغيير والتحرر والاستقلال هي الثوابت التي تبنى عليها مشاريع المستقبل، والمشاريع الصغيرة، هي مشاريع ارتهان وتبعية، وتعيدنا للخلف، وتستدعي كل جراحات ومآسي مراحل قد تجاوزناها، وعلى الشعب ان يمضي بثورته للأمام، يصنع تغيرا، ويرفض كل المشاريع الصغير، وتفتيت وتشظي وطن وشعب وأمة.