آخر الأخبار

قهر الإنسان ... الصحفي أحمد ماهر نموذجا

الثلاثاء, 24 يناير, 2023

مازال الصحفي أحمد ماهر ابن عدن , قابعا في غياهب سجون ظلم وقهر الإنسان المدافع عن فكره ورؤاه ومشروعه السياسي , بتهم كيدية , وعلى مر التاريخ تذهب سلطة وتأتي أخرى , وتبقى السجون والمعتقلات والتعذيب و ظلم وقهر الإنسان لأخيه الإنسان , المختلف عنه والمخالف لفكره , واغتصاب عقله واغتيال روحه , هي الأعمال المشينة التي تستمر لتحمي نفوذ السلطة وجبروت الحكم.   
بما يوحي أننا لم نتغير ولم نغير, بل ننتقل من سيئ لأسوأ , ومن ظالم لأشد ظلما , ومن مستبد لأشد استبدادا , في مرحلة انتقالية تفتقد لوعي التغيير الضامن لتطلعات الناس وطموحاتهم , افتقاد هذا الوعي يفتح مجالا تطفل حياتنا المنافقين والجهلة والمتخلفين , ومرضى قهر الماضي المثخن بالثأر والانتقام , من قوى العنف والقوى التقليدية بشقيها العقائدي والايدلوجي والمناطقي والطائفي , ليعكر صفو حياتنا , ومسار تحولنا.   
هي نفسها العقلية المريضة , المثخنة بالثأرات والانتقام منذ الاستقلال , لا تستطيع أن تقدم نموذجا إنسانيا حيا , كل ما تستطيع أن تقدمه هو ثقافة الموت , التي تبدأ بممارسة قهر الآخر , وتفرز كراهية وعنصرية , إذلالا ومهانة لكل من له رأي وموقف سياسي مختلف ومخالف , عقلية لا تؤمن بالتغيير , بل تؤمن بحقها بالسلطة والاستئثار بالثروة , ومن يعارضها ويقف ضد مشروعها هو عدو , في وطنها الصغير الذي لا يستوعب غيرها.   
ومن المؤسف أن يحدث ذلك في عدن , المجتمع المدني الحي , المنارة الثقافية والفكرية للمشروع الإنساني المتنوع , المدينة التي كانت منبرا يحمي كل الأفكار والرؤى والمواقف , كما يحمي الأعراق والثقافات , المدينة التي انطلقت منها فكرة الحرية والتحرر والاستقلال , وتشكلت الأدوات الناعمة للثورة الإنسانية , من نقابات وأحزاب وصحف ومنتديات , في مخاض فكري متنوع وتعدد سياسي , يثري الحياة السياسية والثقافية , وقدمت نموذج مازال هو الأفضل لليوم .  

كل النماذج السيئة التي ذقنا فشلها , هي كانت دخيلة على عدن , مستوردة اختارت أدواتها من محيط متخلف صب ويل غضبه على عدن ,قدم مثالا سيئا للعنف والظلم والقهر , وشكل بيئة عنف مثخنة بالثارات والانتقام , مازالت تدمي عدن والوطن .  
من السهل جدا أن يوفر الطغاة والمستبدون مبرراتهم , وهي مبررات غير مقبولة لكل عقل فطن , تم تغليفها بمشاريع استرداد الحق , وشعار ما أخذ بالقوة يستعاد بالقوة , وهو الشعار الذي سيد قوى العنف بكل أدواتها وتعصبها , وصار الإرهاب الفكري والثقافي والروحي والمدني هو حق مكفول لتلك القوى , التي تلقت دعما منقطع النظير من القوى الرجعية العربية والقوى التقليدية في الداخل , والمرضى المناطقيين والطائفيين , وتكونت كل تلك الكتلة العفنة لتعفن حياتنا.   
اليوم يرتفع صوت الصحفي المظلوم أحمد ماهر عاليا , مطالبا بتقديمه للعدالة , من جور التعذيب والقهر, ومضرب عن الطعام , يتمنى أن يكون أمام القاضي , وهو يعرف أن هذا القاضي يتبع سلطة الأمر الواقع , لكنه يأمل أن للقضاء ضمير , بعد أن فقدت السلطة ضميرها, وفقدان الأمن والأمان , وغاب الحق , بمجرد ما إن غابت الدولة , وصارت البندقية تحكم بأدوات لا دولة ولا حق. 


 
*المقال خاص بالمهرية نت * 

العلاقة بين السلطة والمجتمع
الجمعة, 15 نوفمبر, 2024
منظومة تائهة تدير اليمن!
الخميس, 31 أكتوبر, 2024