آخر الأخبار

عدن والقاتل المجهول!

الإثنين, 04 أبريل, 2022

في كل حينٍ يأتينا خبرٌ جديد مفاجئ من مدينة عدن أن قد تم اغتيال أحد الشخصيات البارزة المؤثرة دينيًا أو سياسيًا؛ حتى خُيل لنا أن هذه المدينة قد أصبحت مدينة الموت بعدما كانت توصف بمدينة الجمال.

  بعدما كان الكثير من الناس يحلمون بزيارتها الأغراض سياحية منها رؤية ذلك الجمال الذي تتحلى به هذه المدينة الجميلة دون غيرها، لزيارة البحر الذي يبعث في القلب الانشراح، لرؤية صهاريج عدن الجميلة، لرؤية المعالم السياحية التي توجد في هذه المدينة.

  عدن كانت مدينة تستقطب السياح لها بشكل مستمر لكثرة ما تمتلك هذه المدينة من مقومات الجمال الفريدة تلك التي توجد فيها ولا توجد في مكان آخر غيرها.

   اليوم وللأسف الشديد قد تغيرت هذه القاعدة التي كانت قبل الحرب، فالنظرة لهذه المدينة تحولت تمامًا؛ لقد أصبحت هذه المدينة لا يذكر اسمها إلا مرفقًا بحادث مؤلم من حوادث الاغتيالات والتفجيرات أو الاختطاف والإخفاء القسري للأبرياء ونحو ذلك من الأحداث الموجعة.

  إن حوادث الاغتيال في مدينة عدن فوق ما يمكن أن يتوقعه العقل البشري، الموت فيها قد أصبح زائرًا مألوفًا يقطف أرواح الكثير من المدنيين الذين لا ذنب لهم، ويقطف أرواح الكثير من القادة الذين لهم يد كبرى في بناء الدولة، يقطف أرواح أصحاب العقول النيرة الذين يعملون بكل جهد ليحل السلام في أرض اليمن، أرواح الذين يتوقون لتحرير البلاد من المليشيات التي تعبث بمقدراته وتذيق أهله الويلات.

  كثيرة هي الاغتيالات التي حدثت وتحدث في مدينة عدن وآخرها كان اغتيال اللواء ثابت جواس، ذلك الرجل العظيم والقائد الفذ الذي كان اليد الضاربة في عنق المليشيات الحوثية، هذا القائد العظيم الذي أهلك قائد المليشيات الحوثية ليكون بعد تلك الحادثة مصدر فخر واعتزاز لكل يمني حر أبي، وهو في الوقت ذاته مصدر خوف ورعب للمليشيات الحوثية حيثما حلت وارتحلت.

  ليس غريبًا على مدينة عدن اليوم أن يتم الاغتيال فيها؛ فمسلسل الاغتيال في هذه المدينة قد أصبح معروفًا لدي الكثير حتى أنها أصبحت مصدر خوف لمن فيها، وكل من يزورها يبقى حذرًا مترقبًا أي طارئ قد يحدث له.

  المؤلم فعلًا أن أغلب أو كل حوادث الاغتيالات-إن جاز التعبير- التي حدثت في مدينة عدن سُجلت ضد مجهول، هناك حوادث اغتيالات مضت عليها السنوات، قيل - حينها- إنه سيتم متابعة الجاني وتقديمه للعدالة ليأخذ جزاءه الرادع له، وحتى اليوم لا يعرف عن مرتكب هذه الجرائم شيءٌ.

    كم من الجرائم التي ارتكبها هذا المجهول الذي لم يظهر حتى اليوم؟! أو لم يشبع هذا المجهول من سفكه للدماء البريئة؟!.

  إن هذه الحوادث الكثيرة التي حدثت في مدينة عدن دون أن يتم القبض على مرتكبيها تبعث في نفوس الكثير شكًا في أن هناك علاقة وطيدة بين أمن عدن وهذا المجهول؛ أمن عدن لم يجد لهذا المجهول الذي ارتكب كل هذه الجرائم أي أثر منذ أول حادثة وحتى اليوم، إن هذا لشيءٌ عجاب!  

  المقال خاص بالمهرية نت 

المزيد من إفتخار عبده