آخر الأخبار

الطريقُ طويل!

الخميس, 17 فبراير, 2022

صباح الخير لما مضى من عمرنا وقد عشناه  في حرب لا ترحم ولما تبقى من هذا العمر  ونحن نحلم أن نعيش فيه بسلام واطمئنان، ثم يا ترى  كم من العمر - بعد هذا-  سيمضي ونحن ما نزال نبحث عن قليل من الهدوء في واقعٍ مليء بالشغب والفوضى، في واقع غدا صوت الرصاص والمدافع  فيه أقوى من أي صوت آخر، ورائحة البارود تفوق رائحة الخبز والشواء؟!. 
 
  كم من العمر سيمضي ونحن نعيش حياة الضياع والقهر والحرمان؟! نتلوى وجعًا ثم ما نلبث أن نفيق مرة أخرى لنبحث عن وطننا  بين الركام، بين الأوجاع والمآسي، بين الموت الذي يحيط بنا من كل ناحية كأنه مكلف فقط  بأخذ أرواحنا عن بقية العالمين. 

      قضينا الكثير من العمر  ونحن نسأل أنفسنا ونسأل الآخرين من حولنا  عن حالنا وحال البلاد التي تزداد وجعًا كلما مر بها الزمن، نسأل عن الماضي وعن الحاضر وكيف يا ترى سيكون المستقبل، كثيرة هي الأسئلة التي تسيطر على عقولنا وقلوبنا  وكأن الواقع من حولنا قد أصبح كله علامات استفهام وتعجب. 

  لكنا وعلى الرغم من حجم الفراغ الذي يتوسطنا وعلى الرغم من الجروح  التي ملأت القلوب والأجساد ما نزال نحلم بغد جميل .. نحلم  أن ننتمي لوطن يأوينا ونأويه كبقية بني الإنسان في العالم من حولنا! 

  نحلم أن يصبح  هذا الوطن الذي غدا اليوم  ركامًا تذروه رياح الحاقدين أن يصبح لنا كما أننا نحن له، نحلم أن يصبح وطننا ملاذًا لأهله الخائفين وسكنًا للمشردين الذين تتقاذفهم الصحاري من مكان لآخر دونما رحمة أو شفقة، لا أن يكون مسرحًا للاعبين ومرتعًا للطامعين، ولقمة دسمة سائغة للمتآمرين عليه. 

  الطريق طويل، بهذا يجيب كل من تسأله إلى  أين سيمضي بنا هذا الوطن  الموجوع وإلى أين ستودي بنا هذه الحرب اللعينة التي لم تلق غيرنا لتصب عليه أصوات العذاب وخيبات الأمل ووجع الفقد والحرمان.

الطريق طويل بلا شك وبه الكثير من المتاعب كيف لا ونحن اليوم  نعيش في وطن نزل عليه الذئاب من كل حدب وصوب ينهشون جسده بكل خبث ولا يبالون، لا يهمهم  مدى الألم الذي يتألمه هذا الوطن جراء نهشهم جسده، لا يهمهم هذا بقدر ما يهمهم الزاد الذي سيحصلون عليه منه، يتهافتون عليه بكل جشع ليحقق كلٌ مراده منه وهو وحده الفريسة التي لا تقوى على الهرب ولا تستطيع حماية نفسها، فريسة مجروحة كيف تقدر على أن تطلب منها حماية نفسها، كثر الذئاب من حولها لم تعد ترى مخرجًا حتى أن من ظنته لفترة من الزمن مناصرًا لها خاب ظنها به لتكتشف أنه كان من أكبر الطامعين وأكثر الحاقدين.


  ما زال الطريق طويلًا ولكنا ما نزال نحمل القليل من الأمل والقوة لنستمر بالبحث عن  سبيل للعيش لنستمر بالجري وراء هذا السراب فإما أن يغدو شربًا هنيئا أو يحيلنا سربًا ونتوه سويًا. 

  المقال خاص بموقع المهرية نت     

المزيد من إفتخار عبده