آخر الأخبار

هجرة الكوادر الطبية من سقطرى بسبب الإهمال

السبت, 09 أكتوبر, 2021

أنجبت سقطرى العديد من العقول الطبية والكوادر المؤهلة الذين شقوا طريقهم لمواصلة التخصصات الطبية، والحصول على شهادات عليا في البكالوريوس والماجستير في هذا الجانب من أرقى الجامعات الخارجية والداخلية، ثم إن هؤلاء من أنجح الأشخاص في تخصصاتهم ومجال عملهم. 

    وكان من المفترض أن تستقبلهم سقطرى بالأحضان، وتقدم لهم فرص عمل وامتيازات حتى يستقروا في بلدهم، ويقدموا الخدمات الطبية لبني جلدتهم، لكن من المؤسف أن أغلب كوادرنا الطبية هاجروا سقطرى وذهبوا إلى محافظات أخرى بحثا عن فرص عمل تليق بهم وبتخصصاتهم الطبية، وبعضهم ترك مجال الطب وذهب في مجال آخر باحثا عن لقمة عيش له ولأسرته، وهذا كله بسبب الإهمال الشديد الذي تعرض له هؤلاء الكوادر. 

    ليس لأن سقطرى لا تحتاجهم، فهي بأمس الحاجة إليهم، لوجود النقص الحاد في الكوادر الطبية، لكن سياسة اللامبالاة وقتل المواهب هي السائدة في سقطرى، فيتم استقطاب دكاترة من خارج سقطرى ويتم التعاقد معهم بمبالغ كبيرة وبالعملات الصعبة وتقدم لهم امتيازات كبيرة، فيما يتم الاستغناء عن أبناء البلد ومضايقتهم حتى يضطروا للهجرة والمغادرة والبحث عن أعمال أخرى.


  نضع هنا بعض النماذج من دكاترة الطب في سقطرى الذين لم يحصلوا على فرص عمل في بلدهم، منهم: 1-    الدكتور علي سعيد المخيني، حاصل على ماجستير في الأنف والأذن والحنجرة من سوريا، يعد المخيني من أنجح الدكاترة في مجال تخصص، هذا بشهادة أبناء سقطرى أثناء العمل هناك. لم يحصل الدكتور المخيني على اهتمام يليق به في بلده حتى اضطر على المغادر متجها إلى مدينة المكلا، وما إن وصل هناك حتى سارعت المستشفيات والمستوصفات في تقديم إغراءات ومكافآت له للعمل معهم، وقد عمل في بعض مستشفيات المكلا وحضي بسمعة عالية وشعبية كبيرة، وتمكن من إجراء عمليات جراحية مستعصية في مجال عمله، عجز عنها كبار الأطباء في المكلا، ونال بذلك شهرة غير عادية، وتكلمت عنه بعض الصحف. وهو حاليا ما زال هناك يبدع ويتألق في مجال تخصصه.


  2-    الدكتور سالم يسر فرج، حاصل على ماجستير في طب الأطفال من بريطانيا. هو الآخر عمل في سقطرى لفترة من الزمن، كان ناجحا ومتمكنا في تخصصه، وأفاد أهله في سقطرى. 


    وبما أنه لم يحض بعناية تليق بشخصه اضطر لمغادرة سقطرى باحثا عن عمل وعيشة كريمة، وما إن علمت  إحدى المنظمات بنشاطاته واهتماماته وتميزه حتى عرضت عليه العمل معها، ليحض بحياة كريمة واهتمام، وهو الآن خارج سقطرى.

    3-    الدكتور سالم علي الشنقبي، ماجستير طب باطني، الزمالة العربية عدن. لم يدم عمله طويلا في سقطرى في المجال الصحي، ليلجأ إلى عمل آخر في منظمات خاصة، ويترك الجانب الطبي. الدكتور الشنقبي من أنجح الدكاترة في تخصصي، ونال ثقة عالية من أهالي سقطرى أثناء عمله.


  4-    الدكتورعوض يسر فرج، ماجستير في جراحة العظام، الزمالة العربية عدن، هاجر هو الآخر خارج سقطرى بحثا عن العمل حينما لفظته سقطرى ولم يتح له العمل فيها. يذكر أن الدكتور عوض من أوائل الطلاب أثناء دراسته في كلية الطب، فهو عقلية طبية غير عادية.


  5-    أكرم باحقيبة، ماجستير في طب العيون من الجزائر. حاول أن يحصل على فرص عمل في موطنه ولم يتح له ذلك كزملائه الآخرين، ليحصل على فرصة عمل في إحدى المراكز الطبية خارج سقطرى.



  6-    باسم ثاني مديهان، بكالوريوس صيدلة من الأردن . حاول أن يحص على فرصة عمل في بلده ولم يتمكن، ليضطر أن يفتح لنفسه صيدلية صغيرة حسب إمكانياته المتواضعة، وعندما تمر بتلك الصيدلية ترى أفواجا من النساء والأطفال وكبار السن في زحام شديد لمقابلته، فيقوم بمقابلة الناس وتوصيف حالتهم بالمجان، وما ذاك الزحام على الدكتور باسم إلا دليل على النجاح والثقة التي حظي بها عند هؤلاء.


  من المحزي تعمد التهميش لتلك العقول الطبية الرائعة، في حين يتم جلب أشخاص آخرين من خارج سقطرى للعمل في المجال الطبي وفي التخصصات ذاتها. 

  ومن الجدير ذكره أن هؤلاء الأجانب الذين يتم جلبهم تضطر المستشفى أن تضع مع كل واحد منهم مترجم خاص يوضح له كلام الناس ويصف له حالتهم بالوساطة، لأن عامة الشعب السقطري لا يستطيع أن يوصل مشكلته بغير اللغة السقطرية. 

  لماذا لا يوضع لهم من يفهم لغتهم ويخاطبهم بلسانهم ويستطيع التشخيص المناسب لحالاتهم ؟ لم نحصل على الإجابة بعد. 

  المقال خاص بموقع المهرية نت     

المزيد من أحمد الرميلي