آخر الأخبار

مظاهرة الانتقالي ضد القوات السعودية بسقطرى..أسباب خفية وتناقض جلي

السبت, 25 سبتمبر, 2021

قامت مليشيات الانتقالي بحشد أنصارها يوم الثلاثاء الموافق 21/ 9/ 2021م للتظاهر أمام بوابة مطار سقطرى الذي تسيطر عليه قوات الواجب السعودي (808) المرابطة في محافظة أرخبيل سقطرى منذ شهر مايو 2018م عندما دخلت تلك القوات على إثر الخلاف الناشب بين رئيس الحكومة حينها أحمد عبيد بن دغر والقوات الإماراتية التي كانت متواجدة في الأرخبيل.
 
جاءت دعوة التظاهر على إثر توقيف طائرة إماراتية من الهبوط في مطار سقطرى من قبل قوات الواجب السعودي (808)، وكان من المفترض أن تصل تلك الطائرة يوم الاثنين الموافق 20/ 9 /2021م كعادتها كل اثنين.
 
أوضحت قوات الواجب في بيان سبب توقيف الطائرة الإماراتية جاء فيه: (نظراً لعدم موافقة وزارة الخارجية نأمل إبلاغكم بتأجيل الرحلة وبالتنسيق مع السفارة اليمنية بأبو ظبي بشأن إشكاليات تأشيرات الأجانب والوصول إلى آلية متفق عليها مع وزارة الخارجية عن طريق السفارة بأبو ظبي).
 
فقد أوضح البيان أن الطائرة تقل أجانب من أبو ظبي إلى سقطرى دون علم الجهات اليمنية المختصة ودون تأشيرات، في انتهاك صارخ للسيادة اليمنية.
 
ومن يومها قامت الإمارات بتحريك أنصارها للقيام بمظاهرة أمام مطار سقطرى الدولي، على أن يكون شعار المظاهرة هو مناشدة السعودية بفك الحصار عن الطائرة الموقفة بحجة أنها تقدم خدمات إنسانية وتقل المرضى، ضاربين عرض الحائط سيادة الدولة ودخول أجانب إلى سقطرى عبر تلك الطائرة المشبوهة دون علم الجهات المختصة في الدولة والحكومة والسلطة في سقطرى.
 
هذه هي الأسباب الظاهرة لتحرك مليشيا الانتقالي بدفع من الإمارات لعمل مظاهرة أمام المطار، لكن هل هناك أسباب أخرى خفية؟
 
يعلم المتابع الكريم أن الإمارات تمكنت من السيطرة على سقطرى منذ سنوات، وأنها كانت قد استولت على أهم منفذين في سقطرى هما المطار والميناء، حتى نشب الخلاف بينها وبين رئيس الحكومة حينها أحمد بن دغر في مايو 2018م على إثر زيارة قام بها بن دغر إلى سقطرى، وتدخلت القوات السعودية وقامت بإنزال قوات عسكرية والسيطرة على المطار، فيما بقيت الإمارات في الميناء دون عتيد أو رقيب.
 
من تلك اللحظة والإمارات تفكر باستعادة المطار للتحكم فيه كما تشاء، وقد دعت إلى مظاهرات عديدة عبر مليشيا الانتقالي وأنصارها منذ تولي المليشيا مقاليد الحكم في يونيو من العام الماضي وطرد المحافظ رمزي محروس، إلا أن تلك المظاهرات العديدة لم تؤتِ ثمارها، ووجدوها فرصة مواتية الآن على خليفة توقيف الطائرة الإماراتية.
 
إذن الهدف الأساسي من هذه المظاهرة ومن المظاهرات قبلها هو طرد قوات الواجب السعودية من المطار واستبدالها بقوات إماراتية حتى تكتمل أركان الاحتلال والتحكم والسيادة للإمارات، وهذا المطلب ظاهر بوضوح في كل تظاهرة تقام في مطار سقطرى.
 
تناقض
دعت مليشيا الانتقالي إلى التظاهر والتجمهر في بوابة مطار سقطرى، ووعدت بالمزيد من المظاهرات حتى طرد قوات الواجب السعودي من سقطرى، ودفعت حينها بالعديد من أنصارها رجالا ونساء وأطفالا لهذا الغرض.
 
في الوقت ذاته يقومون بمنع المظاهرات وقمع المتظاهرين الذين يطالبون بمطالب مشروعة، مثل ضبط الأسعار وتفعيل مؤسسات الدولة وصرف المكرمة السعودية الموقفة من سنوات ... إلخ.
 
فقد قامت المليشيات باعتقال العديد من الأشخاص الداعين إلى تلك المظاهرات وممارسة الضغوط عليهم داخل السجن حتى يقوموا بالالتزام بعدم الدعوة والمشاركة في أي مظاهرات تقام.
 
بل أن المليشيا أعلنت حالة الطوارئ القصوى ورفع الجاهزية العسكرية إلى أعلى مستوياتها في الأرخبيل استجابة لزعيمهم عيدروس الزبيدي وقمعاً لأي صوت يرتفع للمطالبة بأبسط الحقوق.
 
في الوقت ذاته يتظاهرون ويحشدون ويتوعدون لأغراض وأسباب سياسية بحتة لا علاقة لمصلحة سقطرى بها، بل هي صراع بين الشقيقتين، وقد يكون هذا الصراع مفتعل ومتفق عليه سلفا وهذا الأرجح.
 
كل هذا العبث والفوضى من قبل الإمارات عبر أنصارها ومن السعودية ومغالطاتها الجلية والمتكررة مدعاة لأن تفيق الشرعية التي ما زالت في سبات عميق، وتعمل على إعادة سيادة الدولة على سقطرى، والتحم بمقاليد الأمور، ورفع العبث الذي يحصل هنا لأكثر من عام.
 

المزيد من أحمد الرميلي