آخر الأخبار
تجارة المستشفيات الخاصة
المستشفيات الخاصة في اليمن تجارة حرب على المواطن اليمني الذي يقضي معظم وقته يتلوى ألمًا ووجعًا جراء الأمراض المحيطة به من كل جانب والأوجاع التي تلاحقه في كل مكان يعيش فيه، وجراء الفقر الذي يعيشه المواطن اليمني في زمن الحرب مع ارتفاع رقعة البطالة في هذا الزمن ، زمن الحرب والأزمات.
في ظل ارتفاع الأسعار وانهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية وتدهور الحياة المعيشية للمواطن اليمني، ومع وجود الأمراض والأوبئة الكثيرة المنتشرة في البلاد، تفتح المستشفيات الخاصة أبوابها لاستقبال المرضى وفي الوقت نفسه تنهب منهم الكثير من الأموال مقابل علاجهم من أمراضهم التي يعانون منها، إذْ يصل سعر الأجهزة التي يجب على المرضى عملها إلى ما يفوق توقع القادم إليها.
إنها تصل إلى حد لا يقوى المريض على دفعه، بل لايقوى على سماعه، ناهيك عن سعر الأدوية التي تخصصها للمرضى المقبلين عليها.. كذلك صعوبة الوصول للدكتور المتخصص إلا بعد جهد جهيد حيث يقضي المريض وقتًا عيصبًا في الانتظار يزيد من مرضه وتعبه، ولكم تصدمهم المبالغ التي تطلب منهم أثناء المعاملة للدخول أو الحصول على الدواء، مما يجعل الكثير من المرضى يعزفون عن زيارة المستشفيات الخاصة إلا للضرورة القصوى، فهم يذهبون للمرافق والمستشفيات الحكومية_ التي عادة ما تكون غير مؤهلة لاستقبال ذلك الكم من الناس المقبلين عليها لأنها لاتمتلك المعدات الجيدة لفحص المرضى وتشخيص حالاتهم وفي الوقت ذاته تمتلك كادرًا غير الذي تمتلكه المستشفيات والمرافق الخاصة_ لكن الضرورة تدفعهم لذلك.
وجعٌ آخر يضاف إلى صفحات الأوجاع والمعاناة التي يعانيها الإنسان اليمني.. وجعٌ وأتعاب أخرى لأجل الحصول على الصحة، فكل شيء في بلادي يحتاج إلى تعب ومعاناة لا سيما الحقوق التي هي من حق هذا المواطن أن يحصل عليها بكل سهولة ويسر،لكنه يظل يجري وراءها ليحصل عليها وياليته يحصل عليها كاملة أو يحصل عليها دون الكثير من التضحيات.
كثيرون هم الذين فارقوا الحياة إثر الأمراض التي استوطنت أجسادهم وهم في بيوتهم لا يقدرون على الذهاب إلى المستشفات، وكثيرون هم الذين فارقوا الحياة في المستشفيات الحكومية لأنهم لم يستطيعوا الذهاب إلى المستشفيات الخاصة بسبب أنهم لا يمتلكون المال الكافي لذلك، وكثيرون أيضًا هم الذين يفارقون الحياة مرضًا وألمًا وهم في المستشفيات الخاصة؛ لأنهم لم يقدروا على دفع التكاليف المطلوبة منهم فيرمى بهم هناك في زاوية من زوايا المشفى الخاصة يتألمون على مرأى من الدكاترة حولهم ولا ينظر لهم بعين الرحمة أو الشفقة؛ فقد ألف أولئك المال حتى أنه لم يؤثر فيهم أنين أولئك المرضى ولا توسلهم.
ويبقى المواطن اليمني رهين الفقر والألم يتخبط بين هذا وذاك، لا هو قادر على التخلص من المرض الذي يعاني منه وليس بقادر أيضًا على دفع المال الذي يطلب منه في المستشفيات الخاصة.
المقال خاص بموقع المهرية نت