آخر الأخبار

مواطن موجوع وحكومة فاشلة

الإثنين, 01 فبراير, 2021

منذ أن قامت الحكومة اليمنية بأداء اليمين الدستورية في الرياض وحتى عودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، وذلك الثبات الذي أظهرته يوم وصولها، ثم تلك الوطنية التي تحلت بها أثناء سماعها لأصوات الانفجارات التي  دوت في المطار فور وصولها، كل ذلك جعل اليمنيين يعيشون تفاؤلًا كبيرًا وأملًا عظيمًا أن هذه الحكومة ستكون هي الحكومة المنقذة للشعب مما يعيشه من حرب وويلات.

كان الناس  كانوا يعيشون الآمال الجسام في أن هذه الحكومة ستنقذ الريال اليمني والاقتصاد من الهلاك الحتمي الذي كاد أن يصل إليه، وأن اليمن سوف يعيش في ظل وجودها حياة استقرار في الأسعار مما يؤمن له الحياة الكريمة غير الحياة القاسية التي يكابد مرارتها اليوم، فهو على الأقل- مع وقوف الحكومة إلى جانبه- سيستطيع توفير لقمة العيش التي أصبحت أكبر عائق له في ظل هذه الظروف القاسية، وسيأمن على حياته الصحية المتدهورة.


لكن أمل اليمن واليمنيين بالحكومة باء كله بالفشل الذريع؛ إذ مر وقت كبير على وصول الحكومة إلى عدن والناس في انتظار الجميل منها لكنها لم تحرك ساكنًا ولم تبدِ أي إجراءات تجاه ما يحدث في الاقتصاد اليوم، علمًا بأن الريال ينهار أكثر وأكثر مقابل العملات الأجنبية وسعر الصرف يرتفع والتلاعب بالعملات ينتشر كما كان سابقًا وقد يزيد على ذلك؛ فصمت الحكومة يعطي الضوء الأخضر للمتلاعبين بأن يستمروا فلا عقاب سيأتيهم ما دام من يهمهم الأمر في صمت مطبق.


صمت كبير ينتظر الشعب انبلاجه حتى يظهر  اليوم لهذا الشعب أن الحكومة التي عول عليها وعلق عليها كل آماله وطموحاته تنخرط في أعمال فساد منها تبييض الأموال والتعامل مع التجار الكبار في التصرف بمال الشعب الذي كان ينبغي عليها أن تحافظ عليه وتعيد له روحه التي كاد أن يفقدها تمامًا وتعمل على مساعدة شعبها.

يظهر لليمنيين اليوم من خلال تقرير فريق الخبراء الأمميين أن الحكومة قد  خذلته من عدة نواح، خذلت هذا الشعب الذي انتظر منها العمل الجاد والحاسم في إنقاذ الريال،  يتفاجأ بعد فترة من الزمن  أنها لا تعمل لصالحه ولكنها تهتم بذاتها وتقدم على التعامل مع التجار لتحصل من وراء ذلك على ما تريد من المال ولا يهمها وضع الشعب الذي وصل إلى حالة يرثى لها  من الفاقة والمجاعة الكبرى.

 كم هو مؤلم  أن يظهر للشعب أن الحكومة هي من تخذله وأنها السبب  في الفساد الذي  ساهم  في مضاعفة الصعوبات المعيشية   وتسريع الانهيارات في مختلف القطاعات الإنتاجية ليس انهيار الريال وحسب، بل الانهيار على مستويات عديدة.

كثيرة هي المصائب التي تحملها هذا الشعب منذ بداية الحرب وحتى اليوم، لتظهر عليه مصيبة كبرى وهي الحكومة التي من مهامها هو إنقاذ  شعبها اقتصاديًا والنظر لحاله ومحاولة تغيير حاله إلى أحسن حال، كيف لها أن تظهر في الأخير أنها هي من تتلاعب بالأموال لتحقق مآربها الشخصية، لا شك أن هذا أمر يزيد فينا العناء إلى جوار العناء الذي نعيشه.
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده