آخر الأخبار
اليمن وإدارة بايدن
تغيرت الوجوه في البيت الأبيض لكني لا أعتقد تمامًا أن هذا التغير سيكون تغيرًا للأحسن، ولا أعتقد أن تسعى الوجوه الجديدة هذه التي ظهرت في أمريكا إلى حل القضايا الكبرى منها الحرب في اليمن وإن كانت هناك وعود بذلك، فالوعود الانتخابية عادة ما تبوء بالفشل الذريع وتذهب في مهب الرياح بعد فترة من ولادتها.
كما نعلم وتعلم الأمة العربية بشكل عام أن السياسة الأمريكية لا تخدم سوى مصالحها الشخصية ولا تشجع إلا ما تراه مناسبًا لها ولمصالحها الذاتية، حتى وإن تغير الأشخاص في الإدارة الأمريكية اليوم فهي بحد ذاتها لا تتغير، سيأتي الشخص الجديد لإكمال ما وصل إليه الذي سبقه وحسب، وإن حدثت بعض التصريحات في أن الرئيس السابق تصرف تصرفات طائشة ومتهورة أحرجت البيت الأبيض اللوبي الأمريكي وأن الجديد سيقوم بإصلاح ما أفسده السابق، فهذا القول ليس بجديد على مسامع العرب بما فيهم اليمنيين.
ست سنوات من الحرب عاشت اليمن ومازالت تعيش هذه الحرب الكبرى التي خلفت وراءها الكثير من المصائب والويلات وأدخلت البلاد في دائرة المجاعة الكبرى وخلفت إلى جانب المجاعة الكثير من الأمراض والأوبئة والحميات التي راح ضحيتها الكثير من الناس الأبرياء، فالشعب اليمني خلال سنوات الحرب راح منه الكثير من الضحايا منهم من كان ضحية الجوع والعطش ومنهم من راح ضحية الأمراض القاتلة والكثير منهم من راح ضحية الألغام المزروعة والاغتيالات في ظل هذا الانفلات الأمني الحاصل.
أضف إلى ذلك أن الآلاف من أبناء اليمن يعيشون في السجون لسنوات طوال دون ذنب ارتكبوه، ولا شك أن لأمريكا يدٌ في ذلك، هي تدعم مليشات الحوثي عن بعد وتسعى لما يحقق لهم الغايات من خلال تعليقها على حماية حقوق الإنسان، وقلقها كلما رأت أن النصر لن يكون حليفًا للحوثيين فتعلن وقتها أنه يجب على اليمنيين أخذ هدنة لفترة من الزمن حتى يتمكن الحوثي من استعادة قواه.
اليوم أمريكا تصنف الحوثيين كجماعة إرهابية والكثير من الناس من تفاعل إزاء هذا القرار بإبداء السرور تجاه ذلك والاحتفاء به، فهل ستعمل بهذا القرار ياترى؟، أم أنه سيكون كشعار الحوثي ( الموت لأمريكا)في الظاهر والعمل لخدمتها في الخفاء؟
هذا ما سيحصل إذا لم تجعل أمريكا قرارها مطبقًا على أرض الواقع، ويجب عليها أن تعمل لنشر السلام في اليمن كما تزعم أنها تريد إنهاء الحرب في اليمن وإنهاء الحرب لن يكون بقرارات عقيمة
سيتحقق السلام إذا قامت الجهود والمبادرات الأممية والخارجية على معالجة المشاكل في اليمن بشكل جذري مصداقي ، والعمل على إرساء السلام الحقيقي الذي يضمن تحقيق الاستقرار لليمنيين بعد كل هذا العناء.
ولن يتم السلام طالما المجتمع الدولي يدعم انقلابا في الشمال وآخر في الجنوب، وسط جشع الرغبة الدولية الجامحة في السيطرة على اليمن وثرواتها، دون النظر إلى أوجاع وآلام الملايين من الناس الذين باتوا على حافة المجاعة.
المقال خاص بموقع المهرية نت