آخر الأخبار

الجرد السنوي لعام 2020م في سقطرى

الجمعة, 01 يناير, 2021

منذ الشهر الأول على مغادرة الدولة الشرعية وحلول مليشيات الانتقالي في الأرخبيل ظهرت الاختلالات المالية جلية في كل مفاصل الدوائر الحكومية ويزداد الموضوع جلاء يوما بعد آخر مما جعل الكثير من الإداريين والماليين ممن يشجع الانتقالي سابقا يترحمون على النظام السابق ويتمنون عودة الدولة ومؤسساتها لما يرون من الانتهاكات الجسيمة التي لامست حياتهم المعيشية والاجتماعية والوظيفية فهناك اعتداءات سافرة لا تستند إلى قانون ولا تنطلق من دولة وهمجية فجة لا يجد الناس من يشكون إليه منها فالكل ينفذ في دائرته بحسب اقتداره ودهائه دون حسيب أو رقيب.


   في الجرد السنوي أو ما يسمى بالتصفية المالية ظهرت مبالغ هائلة مع الإغلاق السنوي لعام 2020م في الأرخبيل مما جعل قيادات المجلس الانتقالي يعلنون النفير العام  للاستيلاء على هذه المبالغ لصالحهم الشخصي، وهذه المبالغ تم رصدها في المالية بأسماء مدراء تم عزلهم من مناصبهم إجباريا من قبل الانتقالي والبعض منهم عزل مع حلول الإغلاق السنوي حيث استطاع المجلس الانتقالي اجبار هؤلاء المدراء على سحب هذه المخصصات وتسليم جزء منها لصالح قيادات المجلس الانتقالي في الأرخبيل والجزء الآخر تم صرفها بأسماء أشخاص متنفذين ليست لهم أي صلة بالعمل الإداري المخصص لتلك المبالغ.


وقد حرم من هذه المبالغ مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام المعينين من قبل الحكومة الشرعية ومن عملوا في الفترة الماضية بجهد دون أن يتقاضون أي أجر ومنهم من استدان لإدارته الكثير من الأدوات الضرورية آملين أن تصرف لهم مستحقاتهم عند وصول التعزيز المالي.


  وقد وقف هؤلاء المدراء يكافحون مع الدولة رافضين الإملاءات والإغراءات وقد تفاجئوا عند وصول التعزيز المالي أن مستحقاتهم التي جاءت بأسمائهم  تصرف لصالح آخرين فباتوا يأكلون الحسرات ورغم أن فريق الانتقالي في هذه الدوائر الحكومية  يتسلم دعومات كبيرة من دولة الإمارات غلا أنه لم يقنع بها فمدوا أيديهم على مخصصات الآخرين.


المنظمات المحلية والأجنبية الداعمة هي الأخرى شاركت في تصفية هذه المبالغ المكدسة في البنك الأهلي عبر إقامة الكثير من الدورات الوهمية والتي تهدف إلى تبرير هذه المبالغ وإكسابها شريعة الصرف فالدورات التي ينبغي أن تكون شهرية أو ربعية أو نصف سنوية تقام في شهر واحد هو ديسمبر  ولولا أن التصفية المالية تقتضي ذلك ما نفذت العديد من هذه الدورات ولم يسمع الناس بها وكثير من هذه المنظمات غريبة لا يعرفها  الناس ولم يسمعوا عنها ولم يروا لها أي أثر يذكر وهي منظمات إغاثية سجلت سقطرى ميدانا رئيسيا لتنفيذ برامجها.


 وما يراه الناس توافد الكثير من المدربين ومدراء المنظمات منذ مطلع ديسمبر إلى الأرخبيل بهدف التدريب والتعريف بمنظماتهم فيجمعون حولهم لفيفا من الشباب الغافل الذين يستغفلون في المدة الزمنية للتدريب وفي الأجر اليومي المخصص للتدريب وفي الامتيازات التي تصاحب التدريب فيوقعون على مبالغ لا يتجاوز ما يصرف لهم منها عشر الواحد في المئة من إجمالي المبلغ وهناك نماذج كثيرة لمنظمات عاملة توقع عقود وظيفية محددة الراتب والمدة الزمنية مع مجموعة من الشباب للقيام بأعمال معينة ثم يتم سحب التقارير منهم للاستفادة منها دون تسليمهم مستحقاتهم وهذا ما جعل بعض الشباب يوقع على أي شيء دون أية مناقشة وهم يدركون التلاعب المالي لكنهم كالذي يرضى من الغنيمة بالإياب فيقولون نحن يسرقونا لا محالة فأحسن شيء أن نقتنع بما نعطى ولا نعيش محرومين وذلك بعد يأسهم من المناشدة والشكوى دون مجيب.
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من محمود السقطري