آخر الأخبار
صور من العنف ضد المرأة في سقطرى
لا يخلو مجتمع من المجتمعات اليمنية من مظاهر العنف ضد المرأة وهذه المظاهر تتطور من زمن إلى آخر وتتخذ أشكالا وصورا متعددة وهذه الأشكال قد تكون البيئة هي التي فرضت بعضا منها وبعضها الآخر كرسته الأعراف والتقاليد وكما ساعد الجهل على ترسيخ هذه المظاهر وتطويرها وولادة ظواهر جديدة للعنف ولا يخلو الخطاب الديني المتشدد من المساهمة في فرض بعض الأنواع وفيما يلي نتحدث عن بعض من مظاهر العنف ضد المرأة .
قديما انتشرت في سقطرى شائعة أن المرأة يتلبسها جني فتكون حادة العين تصيب كل ما هو جميل من المال والولد فتشوه صورته وتمرضه يقولون أن المرأة وخاصة العجائز تزري المال أي تسلب بركته ويصاب بالهزال والأمراض والموت وغير ذلك وقد تكون هذه المرأة من البيت نفسه فهي لا تتحكم بنفسها بل الجني من يجعلها تشين ما حولها وهذه الفكرة جاءت من الكاهن الذي يتدخل في علاج هذه الأمراض وهو من يكشف اسم هذه المرأة وسنتحدث في مقال خاص عن السحر وتداعياته.
ومن صور العنف الزواج المبكر أو القاصر فقد تجبر المرأة على الزواج وهي دون سن البلوغ وأحيانا قد تصل المرأة إلى سن الثامنة عشرة لكن بنيتها الجسمية تبين أنها مازالت قاصر وخاصة في المناطق الريفية بسبب عدم التنويع الغذائي وقلة الاهتمام الصحي فتبدو البنت وكأنها لم تتجاوز عشر سنوات.
وقد تجبر المرأة على الزواج ممن لا ترغب الارتباط به بحيث يكون الزوج كبيرا في السن أو أحيانا صغيرا أو معتوها ليس كفؤا للزواج ويتم ذلك حرصا على المصلحة الأسرية أو القبيلة وأحيانا لأن عرف القبيلة يقضي بضرورة ارتباط المرأة بابن عمها أو بأحد من أفراد القبيلة.
ومن صور العنف ضد المرأة قيام الزوج بضرب المرأة لأسباب تافهة ويرى البعض أن ضرب المرأة رجولة وبأس يجعل المرأة تقدر زوجها وتحترمه ويكبر في عينها كما أن الرجال لا يشاورن المرأة ولا يأخذون برأيها وهناك مثل منتشر يقول شاور المرأة وخالف عليها.
مازالت بعض القبائل السقطرية إلى اليوم لا ترضى أن تحلب المرأة اللبن ولا يشرب الناس مما حلبته المرأة وإن اضطرت المرأة لذلك فلا يخلط مع غيره من الألبان وكأن المرأة مخلوق غير طاهر أو ملوث يعدي اللبن ويمحق بركة الماشية والغريب أنهم يرضون من المرأة القيام بكل شيء غير مسألة حلب الأغنام فهي من تعد الطعام وتقوم بالغسيل وكذلك تقوم بخض اللبن لاستخراج الزبدة وغير ذلك.
وقد تأصلت هذه العادة حتى أصبحت عقدة نفسية تثير الاشمئزاز والقرف حكي لي أن أحد رجال الدين حاول أن يقضي على هذا العادة فطلب من إحدى النساء أن تحلب له شاة وبعد إلحاح وافقت وحين رأيته يشرب ما حلبته لم تتمالك نفسها حتى أخرجت كل ما جوفها من الطعام مما جعل الرجل يقتنع أن الأمر قناعة نفسية لا يمكن تغييرها.
ومن صور العنف ضد المرأة إقلال القسمة في الطعام والميراث وغيره فنصيب المرأة من الذبائح والولائم القليل من الطعام وهناك قطع من اللحوم تكون خاصة بالنساء وهي التي يكون فيها نسبة قليلة من الشحوم والغير جيد منها.
وبالنسبة للميراث لا يسمح للمرأة بالبناء والتعمير أو الزراعة في أراضي القبيلة إلا ما ورثته من المال القائم من أبوها حتى وإن كانت هي الوريث الوحيد له بحجة أنها تتبع زوجها وحتى لا تتداخل ذريتها مع ذرية القبيلة
ومن ظواهر العنف اتخاذ المرأة آلة للإنجاب المتواصل والزامها بالقيام بكافة أعمال المنزل بالإضافة إلى سقي الزرع ورعي الماشية وأعمال الحياكة والتصفين وإبرام القيود والمفارش.
ومن مظاهر العنف أيضا منع البنات من التعليم فهناك بعض الأسر مازالت لا تسمح بتعليم البنات بحجة القيام بالرعي أو تزويجهن مبكرا وبعض الأسر والأزواج يمنعون المرأة من العمل الوظيفي.
خلاصة القول: أن أغلب هذه المظاهر تلاشت وضعف البعض منها مع زيادة الوعي والتعليم لكن أشد هذه المظاهر تأثيرا على المرأة قضية الزواج المبكر واجبار البنت على الارتباط بمن يكبرها في العمر أو لا يناسبها في الفكر والثقافة وخاصة من المغتربين فهي مشكلة تقلق مستقبل الكثير من البنات وتؤرق مضاجعهن وقد تكون البنت في المدينة أكثر تمنعا ورفضا لهذه القسوة من غيرها وهناك الكثير من القصص والمشاهد التي تكرر هذه الظواهر دون أي رادع من السلطات الحكومية أو القبلية.
المقال خاص بموقع المهرية نت