آخر الأخبار

ببـســـاطــــة أقـــــول : الـنـازحـون .. !

الثلاثاء, 10 نوفمبر, 2020


                        1
♢ مأساة إنسانية أليمة .. تعاني منها عشرات الآلاف من الأسر والعائلات اليمنية التي أجبرتها المواجهات المسلحة على مغادرة منازلها وقراها ومدنها ، والكثير منها تعرضت منازلها للتدمير وفقدوا ايضاً مصادر معيشتهم .. لذلك منهم من نزح إلى قراهم الأساسية - حيث مسقط رأسهم - والكثير منهم نزح إلى صنعاء و إب .


• ويقدر عدد السكان النازحين داخلياً بـ( 3.6 ) مليون شخص بحسب تقرير لـ UNICEF  ..
• ويعيش النازحين أوضاعاً معيشية وصحية قاسية جداً ومأساوية ، جراء إستمرار الحرب وفقدان الكثيرين لوظائفهم ومصادر معيشتهم .


                   2
¤ عائلة المواطن ( قاسم عبدالله عبدالرحمن الوجيه ) واحدة من نماذج هذه الأسر النازحة ، وهذه الأسرة التي يتكون عدد أفرادها من 10 أشخاص ، الزوج والزوجة وخمسة أولاد وثلاث بنات ، نزحت قبل ما يقارب ثلاثة أعوام  من قرية المعاين / سيعة مديرية الموادم بمحافظة تعز ، بعد أن أشتدت المواجهات المسلحة - التي لا تزال حتى اليوم - بين مسلحي الحوثي و مسلحي المقاومة المدعومة من السلطات الشرعية ..
ونظراً لوقوع منزل هذه الأسرة في منطقة مواجهات مباشرة ، أضطرت إلى النزوح إلى صنعاء فراراً من الموت .


                   3
¤ يقول المواطن / قاسم الوجيه ( 60 عاما )  :  نزحنا من قريتنا وتركنا منزلنا وأرضنا هرباً من الموت .. لكننا اليوم أصبحنا هنا حيث أستقر بنا النزوح بصنعاء - قاع القيضي - أصبحنا كل يوم وكل ساعة نموت فيها من الخوف ، نموت من القلق ، نموت الحاجة ، من الجوع ، من الإحساس بالذل والهوان ..
• ويضف : وها نحن نواجه التهديد بالطرد إلى الشارع بعد ان عجزنا منذ عدة أشهر  عن تسديد إيجار المسكن الذي يأوينا .


•  ويقول الوجيه : جوعونا وأهانونا وشردونا ، بعد أن كنا عايشين في قريتنا آمنين مطمئنين معززين مكرمين .. بيتنا ملك ولدينا أرض أفلحها ومن عائدها أعيش وأسرتي مستورين ..


• وكان كل أولادي (الأولاد الخمسة والبنات الثلاث ) أكبرهم عمره 25 عاما وأصغرهم 12 عاما .. جميعهم كانوا يدرسون ويحلمون بمستقبل .. والآن أنظر لحالنا صرنا فقراء لا نملك قوتنا ..
• ويواصل حديثه مختنقاً بدموع القهر : مما زاد قهرنا ومعاناتنا كأسرة فقداننا لزوجتي عماد الاسرة .. ومعها فقدنا بيتناً وأرضنا وكل شيء ..
فبعد عام من نزوحنا مرضت زوجتي مرضاً مهلكاً .. وعندما نقلناها للمستشفى فجعنا بالتشخيص الطبي ونتائج الفحوصات التي أظهرت أنها مصابة "بورم سرطاني في الغدة الدرقية مع ضمور في القصبة الهوائية ) وهي في مرحلة خطيرة جداً وحالتها تتدهور يومياً .. هذا الوضع دمرنا ، بل قتلنا كأسرة .. نحن نازحين ولا نملك قيمة الدواء وتكاليف علاجها أو نقلها لخارج اليمن لتتلقى العلاج اللازم .. كانت  الجلسات والأدوية والفحوصات والتردد على المستشفيات والعيادات مكلفة وفوق طاقتنا .. فأقترضت من كل الذين اعرفهم ، ثم أضطررت إلى بيع منزلنا وأرضنا في القرية بثمن بخس .. وصرفنا كل ما نملك لعلاجها على أمل إنقاذها وشفائها .. لكنها توفيت إلى رحمة الله .

فخسرناها وخسرنا البيت الذي كان سيأوينا حين نعود من النزوح ، كما خسرنا الأرض التي كانت مصدر معيشتنا الوحيد .


                    4
¤ وعن كيفية تدبرهم الآن لمتطلبات المعيشة ، قال : كما ترى بعينك ليس معنا شيء ..
في العام الاول من نزوحنا كان إعتمادنا على مرتب إبني الكبير وهو جندي هنا في صنعاء ، وطبعاً كنا نعيش على الحد الأدنى ، كما أنني لم أتمكن من إلحاقي أولادي وبناتي بالمدارس لمواصلة تعليمهم .. لأن الأولوية كانت أن نعيش وتدبير الإيجار والأكل والشرب ، ثم جاء مرض الزوجة ولحقه توقف صرف المرتبات ، فكان ما شرحته لك .. وبعد وفاة زوجتي وخسارتنا لكل ما نملك ومع بقاء الديون وتوقف صرف المرتبات ، كنت وإبني الكبير نخرج للعمل كعمال بناء أو تحميل - بأجر يومي ضئيل جداً ، وكنا نحصل عمل يوم وايام لا نحصل .. وكل ما نحصل عليه نصرفه على الأكل والشرب ، بعد أن أصبحنا نأكل وجبة واحدة في اليوم .. الآن أشتدت الأوضاع كثيراً ، لأني لم أعد أستطيع الخروج للبحث عن أي عمل بحالتي الصحية هذه حيث أصبحت بذراع واحدة بعد أن أصبت بذراعي الأخرى .


                         5
¤ وعن أصابته ، قال : قبل عدة أشهر فرغت إنبوبة الغاز ولم نكن نملك قيمة تعبئتها .. فذهبت كي أحطب واثناء تقطيعي للخشب أصبت بيدي ، والآن لا أستطيع إستخدام يدي اليمني مطلقاً وقال الأطباء أنني أحتاج لعملية جراحية كي تتعافى .. ولكن من أين لنا بتكلفة ذلك .

                       6
¤ إذاً لماذا لا تعودون لقريتكم ؟
• قال قاسم الوجيه :  لا نستطيع العودة لعدة أسباب ، أهمها :
أولاً، الوضع هناك لا يزال غير آمن فالمواجهات المسلحة مستمرة .
ثانياً ، حتى لو قررنا المغامرة والعودة إلى القرية فإلى أين سنعود وقد بعنا البيت الذي كان يأوينا وقطعة الأرض التي كنا نعتاش منها .
ثالثاً ، لنفترض تجاهلنا لكل هذا الوضع وأردنا العودة ، فنحن عاجزين عن تحمل تكاليف الوصول والإنتقال إلى قريتنا حيث يتطلب دفع مبالغ تزيد عن العشرة الآلاف ريال للشخص الواحد أجور  نقل من تعز إلى القرية بسبب المواجهات المسلحة ، ونحن عددنا تسعة أشخاص ما يعني 90000  تسعون ألف ريال ، أضف إليها تكاليف السفر من هنا صنعاء إلى تعز ويتوجب علينا أيضاً تسديد الايجارات المتاخرة للسكن الذي نقيم فيه الآن ومهددون بالطرد منه إلى الشارع ..
                      7
¤ ويختتم النازح  عبدالله عبدالرحمن الوجيه ، كلامه وبصوت منكسر مصحوب بالبكاء :
أنا وعائلتي ضائعين .. ضائعين .. فمن ينجدنا من هذا الوضع المدمر ..
                     8
♢ تقول الامم المتحدة أن 82% من اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة ..
• ومن المناطق التي شهدت نزوحاً كبيراً : حجة ، تعز ، صعدة ، عمران ، أبين ، الضالع ..
• وتعتبر إب وأمانة العاصمة صنعاء الحاضن الأكبر للإستقبال النازحين ..
• ولا تزال المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية غير كافية ، حيث تقدم مساعدات كالسلال الإيوائية والتي قدمتها "اوتشا"و منظمة اطباء بلا حدود ، ومساعدات متنوعة قدمها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الاغاثة الإسلامية و  GlZ إضافة إلى برامج دعم نفسي وتوعية حول الألغام واغذية أطفال قدمتها اليونسيف ..
                      9
¤ أخـيراً ، أترككـم مع إحصائيات
فاجعة تختزل واقع الحال الذي
تعيشه اليمن  ..
• فحسب "تقرير للأمم المتحدة
"الإحتياجات وخطة الاستجابة
الإنسانية 2019/2020 " ،
فإن الأزمة الإنسانية تتفاقم ،
لتصل بالأرقام إلى أن هناك :
- 100,000 ألف قتيل
   منذ بدء الحرب.
- 18,000 ألف ضحية
   من المدنيين.
- 3,6 مليون نازح يمني
       في الداخل.
- 2  مليون يمني يعانون
    من إنعدام حاد في الحصول
     على الغذاء.
- 25% من أطفال اليمن
      خارج المدارس.
- 50% من المرافق الصحية
     غير صالحة للعمل.
- 422,000 لاجئ ومهاجر
     من القرن الإفريقي يتواجدون
     في اليمن. "


                      10
¤ ختاماً ، ببـسـاطــة أقــول :
• ويظل أكثر ضحايا
هذه الحرب
الملعونة ..
الأطفال ،
والنساء ،
وكبرياء الرجال .
-----------------------------
☆ الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية  CTPJF
☆☆ رئيس تحرير صحيفة "السـلطـة الـرابـعـة"
المقال خاص بموقع المهرية نت

أمـي صـفيـة
الثلاثاء, 09 مارس, 2021
نريـد الخــلاص ..!
الثلاثاء, 02 مارس, 2021
صـبـاح الـوطـن ..!
الثلاثاء, 23 فبراير, 2021