آخر الأخبار
الأصوات الغنائية النسوية في اليمن..ما الثمن الذي دفعنه حتى ينتصرن لخياراتهن في الحياة؟
(2-2)
صباح منصر أحد الأصوات الغنائية النسوية المميزة التي ظهرت مطلع الستينيات في مدينة عدن ؛ اكتشف موهبتها الفنية باكراً خالها الموسيقار أحمد قاسم ، فقدم لها أغنيتها ذائعة الصيت " ياحبيب يسعد صباحك" ، بعد أن كان قد قدمها بأغنية مشتركة دويتو عنوانها "حبيبي رجع لي" ، ثم غنت من كلمات عمر عبدالله نسير والحان الفنان محمد محسن عطروش أغنية " زعلان مني".
هي ابنة حافة القاضي التي عُرفت بإنجابها لأهم فناني عدن في الخمسينات والستينات، وترافقت باكراً مع صديقتها الفنانة رجاء باسودان، وكانتا عضوتين في "فريق الثلاثي اللطيف" الذي شكله الفنان أحمد قاسم في مطلع الستينيات بمدينة كريتر. اعتزلت الغناء مطلع السبعينيات بعد زواجها ، لكنها عادت من جديد مطلع التسعينيات ، ثم توارت من جديد، بعد أن تركت بصمتها الخاصة في البوم الغناء المعاصر في اليمن.
(**)
بدأت الفنانة أمل كعدل مشورها وهي في السادسة من العمر على خشبة المسرح المدرسي في العام 1965 ، قبل أن يقدمها الاذاعي الراحل عبد القادر خضر في برنامج المواهب ، حين غنت فيه أغنيتين من الحان الفنان انور مصلح هما " أهل الهوى" و" مش لوحدك" . اختارها الموسيقار الكبير أحمد ابن قاسم لمشاركته دويتو أغنية " الوحدة اليمنية"
مع الفنان محمد مرشد ناجي اشتركت في أغنية " شلني بامعك" التي كتب كلماتها الشاعر الكبير أحمد الجابري، وهي التي اطلقتها في عالم الغناء، لتأتي بعدها مرحلة معهد الفنون وتكوين الفرق الفنية وكانت أمل كعدل واحدة من الأصوات الجميلة في فرقة إنشاد عدن، وقدم لها الملحن الفنان أحمد بن غوذل العديد من الألحان ،والتي قفزت بها إلى الصف الأمامي بين مطربات ومطربين اليمن في تلك الفترة.
لعبت أمها ذات الجذور اللحجية دور المدرسة الأولي في تحبيبها بالفن والطرب ، حين كانت تشدو أمامها بعديد من الأغاني والألحان اللحجية المشهورة أثناء مزاولتها لأعمال المنزل ، لكن تبقى أغنية "مرايا الشوق" التي كتب كلماتها الشاعر الراحل القرشي عبد الرحيم سلام ولحنها الموسيقار أحمد بن غوذل أهم أغنية صريحة لها. تعاونت مع العديد من الفنانين اليمنيين ، وأعادت تقديم العديد من الأغاني الرائجة لهم ومنها أغنية ايوب طارش عبسي المعروفة " حرام عليك ترمي الغزال يارامي" التي كتب كلماتها عبد الكريم مريد، وأغاني معروفة للفنان عبد الباسط العبسي مثل " ياما أبي باعني" و " مشتيش انا دنيا قافرة بلا حب" وأغنية " مسعود هجر".
(**)
لا يمكن الحديث عن الصوت الغنائي النسوي في المحافظات الشمالية من اليمن دون التوقف عند أهم رموز هذا الاتجاه الفني مثل الفنانة تقية الطويلية ، والتي يُعيد جامع الكتاب استحضارها مما هو مدون عنها في الموسوعة الحرة ويكيبيديا التي تقول عنها:
"تقية الطويلية فنانة يمنية، ولدت في صنعاء، من رائدات الغناء الفلكلوري الشعبي، خاصة اللون الصنعاني، أطلق عليها ملكة الغناء النسائي اليمني، ساهمت بشكل كبير في إحياء الأغاني التراثية اليمنية، تحلت بشجاعة نادرة حيث كانت من أوائل الفنانات اليمنيات اللاتي تحدين التقاليد المجتمعية وسلكن درب الفن؛ غنت مع أشهر فناني اليمن وفي مقدمتهم علي عبد الله السمه ومحمد حمود الحارثي وهما أول من لحن أعمالا غنائية لها. بدأت مسيرتها الفنية قبل قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م بسنوات قليلة بشكل جلسات نسائية خاصة، الا أن موروثها الفني المسجل وشهرتها على الساحة الفنية اليمنية جاءت بعد الثورة. أدت الطويلية العشرات من الأغاني والأناشيد، وسجلت منها 21 ألبوماً، لحن لها وشارك فيها العديد من الفنانين، منهم علي بن علي الآنسي، أحمد السنيدار، أحمد فتحي، كما غنت للعديد من الشعراء، لها رصيد مؤثر من الأغاني الوطنية."
قرأت مرة في حائط أحد الأصدقاء قوله " في حوار إذاعي معها ، شرحت فيه معاناتها في بداية مشوارها الفني وقالت: لحقني أخي الى بيت الحارثي.. حاول منعي من الغناء .. أطلق الرصاص على بيت الحارثي، لكني صبرت وتحملت من أجل الفن ، وفي مرة من المرات سممني أخي .. ظليت اربع سنين مرقدة أتعالج في المستشفى ، ووصفت حماسها للفن قالت " ما خليت معسكر أنا والآنسي الاّ زرناه.. شجعنا الجنود وغنينا لهم"
(**)
جادت سنوات السبعينيات و سنوات النصف الأول من الثمانينيات بعدد كبير من الأصوات الغنائية النسوية، التي صارت معبرة عن حال التحول الجديد في المجتمع ، وعلى وجه الخصوص في المناطق والمحافظات الجنوبية من اليمن، ومن أبرز أصوات تلك السنوات الفنانة والمخرجة التليفزيونية ( كفى عراقي) التي ارتبط صوتها بأداء مجموعة مهمة من الأغاني المتداولة ومنها أغنية " صبوحة خطبها نصيب" وأغنية " فين التقينا وشفتك فين".
من مواليد مدينة عدن في 1953ومثل كثير من بنات جيلها بدأت الغناء في المدرسة ، وحين وصلت الى المرحلة الثانوية اُستقبل صوتها بحماس كبير من الجمهور، وهو ما شجعها على المواصلة . كان صعودها الأول على خشبة المسرح الوطني في التواهي لتؤدي أغنية عوض أحمد ( عرفت الناس) .
تقول عن تجربتها الفنية :
" رغم مرارة المعارضة التي قوبلت بها من قبل أفراد الأسرة الذين كانوا يحملون وجهة نظر متحفظة إزاء مشاركة المرأة في النشاطات الفنية والجماهيرية ، غير أن قناعة والديّ وتشجيعهما لي كي أواصل طريقي الذي اخترته منذ الصغر منحتني بركة الأمل في امكانية الاستمرار في أداء رسالتي الفنية " – الكتاب ص 148
أول لحن لكفى عراقي الفه الملحن يحيى محمد فضل وكان لأغنية ( حكم الأيام) ، قبل أن يقدم لها أغنية (الفل والياسمين) .كان الجمهور يطلق عليها " عزيزة جلال اليمنية) لقرب شبهها منها بما فيها طريقة لبس النظارة وشكلها.
(*)
مائسة الكتف (مائسة أحمد) من مواليد صنعاء في العام 1965، كانت ضمن فرقة انشاد وزارة الاعلام والثقافة في عصرها الذهبي مطلع الثمانينات حينما قامت بتوثيق أهم أغاني التراث اليمني بصوت المجموعة .. تقول عن تجربتها الفنية أنها كانت متيمة بأغاني عفاف راضي وتقوم بتأديتها بحماس، وذات مرة قرأت إعلاناً صادراً عن وزارة الإعلام والثقافة بصنعاء تطلب فيها الوزارة فتيات يقمن بدور الكورس خلف الفنانين في الحفلات العامة ، فسمح لها والدها فقُبلت ، وصادف ذلك أثناء التحضير للأسبوع الثقافي اليمني في الكويت ، فسمحت لها العائلة بالسفر شريطة ان تعود لحياتها السابقة بعد العودة من الكويت ، فقالت عملت بهذا الشرط ، وبعد ثلاث سنوات جاء الفنان علي الأسدي يطلب من والدي التحاقي بمعهد الموسيقى الذي كان يراسه فوافق والدي، ومن وقتها صرت فنانة معروفة شاركت في معظم الحفلات الفنية في الداخل والخارج وسجلت مجموعة من الأغاني ، وتبقى مشاركتها في اوبريت " هيا نغني للمواسم" علامة فارقة في مسيرتها الفنية ، التي انتهت بالاعتزال مطلع التسعينات.
(**)
ماجدة نبيه فنانة من بنات المنصورة بعدن من حقبة السبعينيات .. كانت بدايتها في عام 1963م في كلية بلقيس التي كانت تدرس فيها، ومثل بداية أي موهبة في سن الطفولة في المدرسة ضمن النشاط المدرسي كانت ما جده نبيه تغني وتعزف وتمثل وترقص في نفس الوقت ، ووجدت الطفلة نفسها تحب الفن الى حد العشق، وقد كان لتشجيع بعض مدرساتها أثراً كبيراً في تحفيزها على المضي في هذا الاتجاه .
في عام 1970م كانت أول خطوة لها خارج الاطار المدرسي في اشتراكها في برنامج ناجح كانت تقدمه إذاعة عدن بعنوان"شهر و 30 مشكلة" حيث كان يشاركها كبار الممثلين والمذيعات المشهورات آنذاك . بعدها ألتقت بالمخرج اليمني المعروف فيصل علي عبدالله الذي قدمها الى خشبة المسرح في مسرحية (الصياد) التي نجحت فيها نجاحاً كبيراً رشحها لبطولة مجموعة من الاعمال المسرحية منها : الكنز /14 مايو/ المزهر الحزين لوحة للفنان أحمد قاسم وكلمات لطفي أمان ، صنعاء ، مدينة مفتوحة ..
انخرطت فيما بعد في الغناء مع فرقة الإنشاد بقيادة الموسيقار احمد عوذل في السبعينيات.. كما قدمت 3 اغاني منفردة وهي "أحلى وداع، أحباء نحن و زمان الحب"
تزوجت من الفنان أحمد فتحي في العام 1984م .. واعتزلت الفن في عام 1986م ، حيث هاجرت معه إلى أبوظبي للإقامة فيها.
(**)
ارتبط أسم الفنانة منى على بأعراس اليمنيين في اليمن الأوسط منذ خمسين عاماً, وصار الحديث عن الغناء النسوي دون ذكرها تجاوز غير مقبول. تنتمي لمدينة إب القديمة ، لكنها استقرت في مدينة تعز منذ بدأت مشوارها الفني ؛ اسمها الحقيقي غانية ، وامتهنت الفن رغم المعارضة الشديدة من عائلتها ، وبسبب ذلك انقطعت علاقتها بأفراد الاسرة، وعن هذه المعضلة تقول:
"واجهتُ صعوبات بالغة وقوية جداً من قبل الأهل الوالد والوالدة وعمي ، استنكروا هذا الحدث الجديد في حياتي " الغناء.. كنت أقول هذا فن رفضوه ولم يتقبلوه مني وضربوني بقوة وإلى الآن لا يعرفون عني شيئاً ، والسبب اني كنت مؤدية غناء .. اصراري دفعني للتنازل عن أشياء كثيرة ومنها أهلي وأقرب الناس اليَّ " – الكتاب ص 75
تقول أن أول أغنية ادتها كانت للفنان علي بن علي الآنسي تقول كلماتها " أدق الباب والفؤاد يرجف ما حد يقلي يا حبيب على الله" لكن الأغنية التي قدمتها للمستمعين هي أغنية "رحلك بعيد رحلك ماعادناش لك" التي كتب كلماتها الشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان وغنتها أول مرة مع الآنسي، ثم مع الفنان ايوب طارش"، والأغنية التي خلدتها هي أغنية الزفة التي من كلماتها "ساعة الرحمن ذلحين/ والشياطين غافلين/ يا عريس الله يسرك/ ويسر الناس معك/ دار أبوك معمور بياجور/ والحمام حوله تدور"
(**)
مجموعة أخرى من الفنانان اليمنيات استحضرهن معد الكتاب من مدن ومحافظات مختلفة ، مثل الفنانة فائزة عبدالله التي بدأت مشوارها في الغناء كمطربة شعبية في الأعراس بمدينة تعز ، ثم قدمت الى عدن بداية الستينيات ، ووجدت فرصتها في تقديم الأغاني في الحفلات العامة والإذاعة آنذاك ، وخاصة أغاني الفنان علي بن علي الآنسي التي اشتهرت بها؛ اشتركت مع الفنان عبد الرحمن باجنيد في أغنية " دويتو" بعنوان " سلام على غناء صنعاء اليمن"
"لولة حسين" ابنة مدينة مكيراس - المنطقة الحدودية السابقة بين البيضاء وأبين - و بدأت رحلتها مع الغناء في العام 1972، وقد حظيت أغانيها المبكرة بالقبول ، وسرعان ما انتشرت في المناطق المجاورة ، وكان لمشاركتها الفنان الراحل محمد علي ميسري الأثر الكبير في التعريف بها كفنانة رائجة. لعب زوجها الفنان والملحن صالح أحمد الدور الأهم في تشجيعها وقام بتلحين العديد من الأغاني التي تناسب صوتها البدوي.
الفنانة منى همشري ظهرت بسرعة البرق منتصف الثمانينات قبل تقرر الاعتزال نهائياً .. هي ابنة الفنان العدني الكبير محمد صالح همشري ، ومن اهم أغانيها تلك التي كتب كلماتها الراحل القرشي عبد الرحيم سلام ولحنها أحمد بن غودل بعنوان " أحبة"
فاطمة منصور الشطري (الحبانية) فنانة شعبية عرفتها مدينة المكلا خلال السبعينيات ،والتي عاركت الأمواج العتية التي كانت تأتي على هيئة تجريم وتحريم ، وتقول بهذا الصدد:
" كنت مهددة من قبل أهلي وأقاربي ، وكمن أول فتاة في المكلا تنزع الخمار عن وجهها ،وحينها قابلا تهديد وشتم ما لا يختمله بشر ، ولكن تحملت كل هذا ومضيت في هذا الدرب ، لأن الفن سرى في دمي ويستحيل أن أكبت هذا بداخلي دون أن أقدمه" ص 177
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المقال خاص بموقع "المهرية نت"