آخر الأخبار

غلاء الأسعار يُفقد العيد بهجته في سقطرى

المهرية نت - خاص
الإثنين, 31 مارس, 2025 - 04:44 مساءً

يواجه اليمنيون عيد الفطر العاشر من عُمر الأزمة اليمنية باستياء جراء استمرار تعقيدات الأوضاع الاقتصادية شديدة السوء، التي أدت الى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية والمتطلبات المنزلية المختلفة، بما في ذلك كسوة العيد، مع قلة الدخل للأسر اليمنية، وتدني قيمة الرواتب نتيجة الانهيار المتسارع لأسعار الصرف في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا.

 

 عدد غير قليل من أبناء جزيرة سقطرى، استقبلوا عيد الفطر هذا الموسم، بملابس قديمة، ووجوهٍ تكاد تخلو من ملامح البهجة، كون أسرهم عاجزة عن شراء ملابس جديدةٍ لهم من الأسواق التي خيم عليها ركودٌ ملحوظ في ذروة موسم التسوق.

 

ومع غياب البوادر اللازمة لحلحلة الظروف القائمة ومعالجة آثارها السيئة، يواجه سكان جزيرة سقطرى، الخاضعة لسيطرة مليشيا الانتقالي، معاناة معيشية مريرة، خصوصاً في مواسم المناسبات الدينية، التي يتوجب خلالها توفير الكثير من المتطلبات الأسرية الضرورية، حيث تؤدي إلى إرهاق حياة المواطن السقطري بصورة مضاعفة.

 

انعدام الدخل

 

في ظل بقاء الظروف الاقتصادية العصيبة واستمرار شحة مصادر الدخل أو انعدامها، تكافح معظم الأسر في سقطرى، وبقية المدن الواقعة تحت سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي، خلال الفترة الراهنة أكثر من أي وقت مضى، من أجل الحصول على المواد الغذائية الأساسية في هذه المناسبة المهمة من العام الجاري.

 

 يشكو الحاج، يوسف الحمودي (50 سنة) في حديثه لموقع "المهرية نت"، من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يخيفه بشكل كبير، وخصوصاً قُبيل أو أثناء أيام العيد، الذي يتطلب منه تلبية مستلزمات كثيرة لعائلته, مع انعدام مصادر الدخل, وانهيار العملة المحلية.

 

 ويضيف أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية أجبرته على حذف الكثير من قائمة متطلبات العيد التي كان وعائلته معتادين على شرائها في أعياد السنوات السابقة، بما في ذلك "عَسَب العيد"، وهي النقود التي يسلّم بها الرجال على نساء الأسرة وأطفالها.

 

ويؤكد الحمودي بالقول: "الكسوة الجديدة يفرح بها الأطفال في العيد، والأسر تريد كعك وحلويات العيد، من أجل يحتفلوا مع أقاربهم وأهاليهم، قضاء أوقات العيد وإحياء جو البهجة تحتاج لهما فلوس كثيرة، لكن الدخل منعدم، والسقطري بات يكافح من أجل الحصول على اسطوانة الغاز, في ظل حكم مليشيات أبوظبي".

 

 بينما يقول الموظف الحكومي سعد فائد، لـ"المهرية نت": " العيد يحتاج له مصاريف وفلوس كثيرة، وهذا العام لم نستطع شراء الملابس لأبنائنا، معنا أطفال كثير، والأسعار في السوق مرتفعة بشكل غير مسبوق، والغلاء في كل شيء، والحال صعب، وظروفنا لا تسمح بذلك, لنعيش مثل بقية العالم".

 

العيد لمن استطاع إليه

 

 "لم أقدر في هذا العيد الايفاء بكسوة العيد لبناتي، بسبب الارتفاع الجنوني وغير المتوقع لأسعار الملابس، فلم أستطع شراء كل ما خططت لشرائه قبل الذهاب إلى التسوق"، ذلك ما قالته للـ"المهرية نت"، أم رغد (35 سنة)، وهي خارجة برفقة بناتها من أحد متاجر الملابس بمدينة "حديبو" في جزيرة سقطرى.

 

 بعد ما يقارب ساعة وهي تتنقل من متجر إلى آخر علّها تجد فساتين لبناتها الثلاث بسعر معقول وقماش بجودة متوسطة، وجدت أم رغد الأسعار مرتفعة جداً وليس في يدها حيلة.

 

تضيف أم رغد: " لقد انصدمت من هول ارتفاع الاسعار, فالفستان الذي كنت أشتريه العام الماضي بـ60 ألف ريال (يمني) بات اليوم سعره 200 ألف ريال (الدولار يساوي 2330 ريالاً يمنياً)، فهناك ارتفاع غير مسبوق بأسعار الملابس والأحذية، مما يجعل العيد من استطاع اليه سبيلا".

 

وفي السياق يقول مطهر باكر، صاحب محل لبيع الملابس، لـ"المهرية نت" إن "الحكومة الشرعية تتحمل هذا الجمود في السوق, وليس التاجر, لأن عدم استقرار سعر صرف العملة يقع على عاتق الحكومة وعليها تحمل المسؤولية، نحن نتأثر كما المواطن, لأننا نستورد البضاعة بالدولار أو بالريال السعودي، ونضطر لرفع السعر مع ارتفاع الصرف، وهذا ينعكس سلباً على تجارتنا، حيث نعجز عن تصريف البضاعة نتيجة الجمود في السوق".

 

وشكّل الانهيار الاقتصادي والمعيشي في حياة المواطنين حالة من الركود وشلل الحركة السوقية بشكلٍ كبير، مما أدى إلى تراجع مستوى الإقبال على شراء مستلزمات العيد بصورة بالغة في محافظة سقطرى والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا, حيث كان العام الماضي الدولار يساوي 1640 ريالاً وقد بلغ اليوم 2330 ريالاً، ما انعكس سلباً على تدني القدرة الشرائية للمواطن.

 

 


كلمات مفتاحية: العيد سقطرى حديبو اليمن


تعليقات
square-white المزيد في محلي