آخر الأخبار

طيران اليمنية في سقطرى تاريخ طويل من التفنن في الإذلال

الجمعة, 23 أكتوبر, 2020

منذ منتصف التسعينيات رافقت طيران اليمنية أبناء أرخبيل سقطرى في أسفارهم من وإلى الأرخبيل فهي الجسر الوحيد الذي كان ينقل السكان ذهابا وإيابا وتعد رحلات اليمنية هي المنقذ لكثير من حالات الناس المعقدة (المرضية والخدمية والتعليمية...) وهم يفتقدونها حين تغيب أو تتأخر عن مواعيدها وينتظرون قدومها بفارغ الصبر فهي النجاة للعالقين من السقاطرة في المحافظات وللمتعثرين في سقطرى الراجين الوصول إلى ما سواها من الدول والمحافظات لقضاء مآربهم المتنوعة لذلك لا غرابة أن تمتلئ صفحات الأعلام بالإشاعات العديدة التي تبشر بقدوم طيران اليمنية أو التي تدعو الحكومة إلى سرعة التعجيل بقدومها. والتي تتناول موضوعات اليمنية بشكل عام بالمديح أو الهجاء. 


   وقد نالت اليمنية عرفان السقاطرة وحبهم فيتفننون في مدحها ويبقون صور الذكرى على متنها يزينون بها مكاتبهم ودورهم وصحفهم ومجلاتهم.  


   و هذا الحب وهذه العشرة الطويلة قوبلت من طرف القائمين على مكاتب اليمنية بفنون من الإذلال والإهانات والاستهزاء المباشر  فكثير ما يصفون الركاب بالهمج والجهل والبداوة ويمارس القائمون على مكاتب طيران اليمنية التعسفات الإجرائية والإدارية ضد المواطنين. ولا يتسع المقام هنا لرصد جلها أو بعض منها لكثرتها.


    كتبت الكثير من الشكاوى والمناشدات للحكومة في السابق واللاحق بشأن هذه الانتهاكات كما رصدت هذه الانتهاكات بوسائل عدة لكن دون مجيب ولهذا يذكر بعض أهالي سقطرى أن طيران اليمنية دولة مستقلة في قراراتها ولوائحها لا تقاس على شركات الطيران في العالم . فهي لا تستجيب لتوجيهات الحكومة ومازال مركزها الرئيسي في صنعاء  وقد استخرجت الكثير من القرارات من وزارة النقل ومن الرئاسة ومن أبرز المسؤولين لكنها قوبلت بالرفض من صغار الموظفين في مكاتب اليمنية قبل وصولها إلى المكاتب الرئيسية سواء في سقطرى أو في غيرها من المكاتب والمطارات. 


    كثير من موظفي الاستقبال في المطارات والمكاتب خارج اليمن يتفننون في الترحيب بالمسافرين ويتدربون على توزيع الابتسامة وعبارات الترحيب وحسن الاقناع وهذا ما تجده في إعلانات اليمنية ودعاياتها لكن في تعاملهم على الواقع شيئا آخر وخاصة مع السقطريين فلا تستغرب إذا ما سمعت الشتم والصراخ المباشر والتهديد وقد يستبدل مقعدك لشخص آخر فيسافر وتبقى وفي غيرما مرة حصل أن سافر الشخص دون حقائبه وأمتعته و قد يعطى كرت الصعود ولا يسافر.


   ولا عجب أن تجد من يدير مكتب المبيعات والحركة في المطارات من المرتشين والسماسرة والمتكبرين وسيئين الأخلاق وكأنهم يتدربون على هذه الأساليب وهم يمارسون المحسوبية والرشوة علنا فليس غريبا أن ترى تاجرا يأتي ببضاعته لا يمتلك تذكرة سفر لكنه يقدم في المعاملة عليك ويتم تحميل عفشه قبلك وهذا ما عاينته بنفسي في مطار سيئون مع أحد المواطنين حين رأى أدواته وحقائبه تركت جانبا وتم شحن بضائع التجار فتوجهت معه إلى مدير الحركة وحاولنا اقناعه بضرورة تحميل عفشه كونه يملك تذكرة سفرة وله الحق في أخذ حقائبه فغضب علينا وقال باستطاعتي أن ألغي حجوزاتكم ولن تستطيعوا فعل شيء ولو جبتم أوامر من الرئاسة لن أقبلها. ولو احتاج التاجر إلى السفر أوجدوا له مقعد في حين ينتظر العامة من الناس أياما وأسابيع حتى يجدون تذكرة سفر واحدة.


  ومثل هذه المواقف كثير ما تحصل في مطار سقطرى فقد يستبدلون حجزك المؤكد لصالح شخص آخر وقد يفرض عليك مبلغ إضافي لصالح من يقطع التذاكر في المطار.

  
   أما عن أسعار التذاكر فحديثنا عنها يدمي القلب فقد ارتفع سعر التذكرة الواحدة للذهاب إلى 75 ألف ريال يمني في الحد الأدنى لسعر التذكرة وبقية الحجوزات تتراوح من 170$ إلى 200$ وكأننا نذهب إلى دولة خارج إطار اليمن بل أن أسعار التذاكر إلى الخارج ربما يكون أرخص منها.

    أبدع أحد المغردين من أبناء سقطرى في تغريدة يناشد طيران اليمنية قائلا: سعر التذكرة من دبي إلى ميامي 170$ ذهابا وإيابا والطيران خصوصي ومن سقطرى إلى سيئون اليمنية 170$ ذهابا فقط والطيران حكومي علما بأن المسافة من دبي إلى ميامي 25ساعة بينما من سيئون إلى 50 دقيقة وكأننا في سقطرى لسنا من اليمن فماذا بقي من يمنية سقطرى؟. 

المقال خاص بموقع المهرية نت