آخر الأخبار

عن الأمير الراحل وعون الكويت الدائم

الثلاثاء, 06 أكتوبر, 2020

 غصةٌ في الحلق لا قدرة على مقاومتها، دموعٌ تترقق من العين فتحكي إلى الوجنتين كم كان خيرًا ولطيفًا ذلك الرجل العظيم، وما بين الدمع الغزير والحزن العميق تتخلل الشفتين ابتسامةٌ تواسي  العيون وتقول لها: لا تحزني فهذا الأمير قد جعل من حياته خدمةً كبيرة للمحتاجين ومن أعماله الخيرة سندًا وعونًا للفقراء في دولته والدول العربية من حوله، لقد فعل بحياته ما يجب عليه فعله وأكثر، فعل ما لم يفعله أمير ولا ملك ولا رئيس.. لقد كان يحمل هم هذه الأمة، والآن عليه أن ينام قرير العين فقد آن  أوان الراحة الأبدية.
 
 لقد رحل أمير الخير، رحل وخلف واراه وجعًا كبيرًا يسكن كل قلبٍ نقي عاش على خيره فترات من الزمن، أمير الخير رحل جسدًا لكنه ما زال حيًا بكل ما قدمه لبلاده  وللأمة الإسلامية من خير كبير.
 
 لكم يجدر بنا أن نقف ولو للحظات، لنتصفح ما فعله هذا الأمير من الخير  ودوره الخليجي والفلسطيني و العربي، يجدر بنا أن نقيم موازنة  بينه وبين غيره من الأمراء والملوك ورؤساء الدول العربية، بين مبادراته ومبادرات غيره، لنرى الفرق بين من يهمه حياة الشعوب  وبين من تهمه ذاته فقط،  لقد كان هذا الأمير رجل خير كسحابة كثيفة محملة بالأمطار الغزيرة، كل ما وقع على بقعة من بقاع الأرض تزرع تلك البقعة وتثمر ويتم حصاد ثمارها لينال هذه الثمار الفقراء والمحتاجون، الضعفاء الذين  تعبوا كثيرًا من قساوة الحياة وشظف العيش.
 
بلادنا هي واحدة من الدول التي عاشت نعمه كثيرًا، استفادت كثيرًا من مساعداته الصحية والغذائية والتعليمية، ففي كل محافظة من محافظات اليمن الحبيب لا يخلو ذكر اسم دولته، لا يخفى عن  الأنظار،  فهو إما أن يكون عالقًا على  جدار مستشفى  من المستشفيات الكبيرة التي تقدم الخدمات الطبية للمواطنين وتساعدهم على القضاء على الأمراض، أو على لوحات  المدارس، و تصادفه أيضًا على النوادي الكبار ومشاريع المياه الصحية، وكثير من الأمور التي تعين على الحياة القاسية.
 
كم من مشاريع قدمها هذا الرجل لليمن الحبيب وكم من المساعدات التي منحت لطلاب هذا البلد من دولة الكويت دعمًا للتعليم وعونًا للطلاب الذين تصعب عليهم العملية التعليمية أمثال الطلبة المكفوفين وغيرهم من ذوي الإعاقة، لقد كان لهم المأمن الحقيقي والطريق للنجاة من الجهل.
 
 وكم من المؤسسات التي تعمل بكل جد واجتهاد لخدمة المواطن اليمني، جمعيات كبيرة عملت جهدها لمساعدة اليمنين، ولإعانة الفئات المحتاجة.
 
 لقد رحل الأمير وبقي خيره شاهدًا على حسن نواياه. ترك الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وراءه إرثا عظيما وإنجازات ستبقى خالدة في التاريخ، فلقد حقق بذلك المعادلة الصعبة، المتمثلة في الموازنة بين السياستين الداخلية والخارجية، والنجاح الاقتصادي، والاهتمام الدائم بالأبعاد الإنسانية على المستويين الإقليمي والدولي.
 
لقد كان صباحًا يدحر الظلام، وكلنا أمل بأن يكون من خلفه في الإمارة خلفًا له في فعل الخير أيضًا .. نسأل الله ذلك.
المقال خاص بموقع المهرية نت
 

المزيد من إفتخار عبده