آخر الأخبار
سقطرى ومشروع الارتهان
مشكلتنا في انكسار مشاريعنا الوطنية، ومخلفات هذا الانكسار , وتداعيات انكسار الإرادة لدى بعض ممن أصيبوا بارتدادات سلبية أحدثت لديهم شروخا نفسية وخللا فكريا , جعلتهم جزءأ من المشكلة , يثيرون عددا من المشكلات الأكثر ضررا وخطورة , لتبرير إنكار الهوية , والانغماس في الارتهان والتبعية .
إلى اليوم لم يستوعب بعض المنكسرين , أن قضيتنا ليست في الهوية , القضية في منظومة سياسية ترفض القبول بالدولة الوطنية , ونضالنا مهما تجزئ شمالا وجنوبا , يصب في فرض واقع الدولة الوطنية الاتحادية العادلة بقيمها ومبادئها على الجميع , دولة ترفض نفوذ العنف والهيمنة والاستبداد السياسي والديني , والتسلط الطائفي والمناطقي والسلالي , وتصر على أن يكون النظام برنامج الحياة السياسية والاجتماعية , والقانون هو الضابط لتلك الحياة والعلاقات , لوقف حالة الانكسار وتداعياته من تآكل وانهيار للقيم والمبادئ والأخلاقيات , وقف مبررات بيع وطن في سوق الدناءة , لمن يقدم الدعم لمزيد من الفساد الروحي والمادي , فساد ظاهره شعارات رنانة حرية واستقلال , وباطنة عماله وارتهان.. فساد يبحث بين مخلفات الماضي عن مشاريع بديلة , باختيار فاسد لمشاريع استعمارية مرفوضة في زمنها , تفرض على الأمة كواقع يهين تاريخ الأمة ونضال الأسلاف وما قدم من تضحيات جسام , مشاريع من المستحيل ان يقبلها جيل يرفض هكذا اهانه ويحفظ ارث وتاريخ الأمة ويواصل مسار ذلك النضال .
المنكسرون فقدوا البوصلة، وسيطر عليهم وهم، العبارة التي بررت لكل هذا التدافع نحو القبول الوصاية والارتهان لدول رجعية عٌرفت من زمان وأطماعها بالوطن ( خذوا الجنوب تبعكم ونحن نبصم لكم بالعشر ) , عبارة المنكسرين والضعفاء الذين اعتقدوا ان الوطن اليمني منكسر , ومن السهل النيل منه , وتمرير مشاريع هذا النيل بشعارات وطنية براقة , وأن المال قادر على شراء الذمم وصنع مبررات بيع وطن او الارتهان للوصاية الغير وطنية .
الجنوب اليمني تاريخ وأصالة , ولا يستطيع منكسر ومهزوم , أن ينتزعه من عمق تاريخه وأصالته , مهما كانت حجم المؤامرة , والدعم المالي واللوجستي والعسكري , مهما تشكلت من مكونات طارئة لفرض هذا الهدف , من الصعوبة بمكان انتزاع جذور وتاريخ وعراقة الجنوب من حضنه وهويته اليمنية , سيظل الجنوب يمنيا أصيلا مهما انكسر البعض وانهزم فكريا وثقافيا وأخلاقيا , وسقط وتساقط البعض في وحل الارتهان والتبعية لمشاريع بديلة , الزمن كفيل بكشف الحقائق ودهاليز وخبايا هذه البدائل وهي تتدثر بمشروع التغيير والتحرر والاستقلال من الهيمنة والتسلط الديني والسياسي , كلما اتضحت السلوكيات والنوايا على الأرض , وانقشع غطاء الزيف , وبرزت الحقيقة التي نراها اليوم بوضوح في عدن , من انتهاكات ونهب وبسط وفساد اخلاقي , برر كل أشكال وأنواع الفساد .
حبل الكذب قصير , ما صدقه البعض أنه مسار تحرري , تكشفت أوراقه اليوم , وأدواته وهي ترفع أعلام أسيادها , وترتدي زيهم , وتصرح وتعلن الطاعة والولاء , والناس ليست غافلة , بل تنتظر عسى وعلا , وهي اليوم تنتفض بقوة رافضة للتبعية والارتهان , تنتفض في عدن تزلزل أركان التحالف وأهدافه الخفية , وانتفضت في أبين وسقطرى والمهرة , وتنتفض في صنعاء وذمار وإب والحديدة , هي مسألة وقت , انتفضت و تنتفض رغم جبروت القوة الأمنية التي تشكلت , والقمع الدموي , وكلما اشتد ذلك القمع , تنبثق من مخلفاته الروح الوطنية , لتنفض غبار الكذب والتدليس , تدافع عن الارض والعرض , ترفض أي شكل من أشكال الوصاية والارتهان , وإحياء مشاريع استعمارية مرفوضة قدم أسلافنا تضحيات جسام ودماء زكية لرفضها .
تحية للأحرار أينما كانوا وحيثما حلوا , الرافضين التبعية والوصاية , القابضين على الإرادة والسيادة لوطن الكرامة والعزة , تحية وهم يسطرون اليوم لوحات تعبيرية سلمية عن رفضهم بقوة في مواجهة عنجهية تضر بسيادة البلد واردات الناس وحقهم في توفير أبسط سبل الحياة الكريمة .
تحية لأحرار سقطرى في اللوحة الشعبية المعبرة أن سقطرى أرض يمنية , لا تقبل غازيا ومرتهنا و وصيا , وهي ليست للبيع , ولن تقبل أي مشاريع تفرض عليها بقوة البندقية المدعومة من الطامعين.
تحية للرفض القاطع للمشاريع التدميرية ومبرراتها، مشاريع تضر اليوم بسقطرى اليمنية المحمية الطبيعية والتاريخية الأخاذة، وتحية لكل يمني حر يرفض التبعية والارتهان وبيع الوطن بحفنة دراهم مدنسة.
المقال خاص بموقع المهرية نت