آخر الأخبار

تساقط اوراق الماضي الرثة

الإثنين, 30 مارس, 2020

بالجهل والتخلف جثم النظام البائد على صدورنا 35 عاما مستخدما سياسة فرق تسد الاستعمارية , ولازال بقايا ذلك النظام الرث تتوهم ان تلك السياسة قابلة للاستخدام , ويمكن ان تعيد امجادهم التسلطية , مستخدمين مخلفات تلك السياسة وتداعياتها على الواقع , من ادوات وبؤر فخاخ كانت معدة , اليوم يتم تفجيرها في وجوهنا لنستسلم للصدمات المتتالية , للوصول للنتيجة التي يروجون لها انهم الافضل .

سياسة قذرة تستخدم في ضرب عدالة قضايانا الوطنية ومصيرنا المستقبلي  ,  بتطفلها على تلك القضايا , لتقضي عليها من خلال تغذية مكامن الضعف, بان تجعل منها بؤر صراع , بالعودة للخلف , والبحث في قمامات ماضينا القذر , عن ما يؤجج الصراعات السلبية , لتنتج زوابع تعطل مسار التحول المستقبل والتقدم للأمام ,وتحتار بعناية  ادوات تلك الزوابع من المصابين من ذلك الماضي , وتذكيرهم بمصائبهم , يشحنونهم كراهية و يعيدوا تشغيل احقادهم وضغائنهم , ليصنعوا منهم كتل منتقمة كارهه , تعيد انتاج الماضي بصورة اكثر قذارة , وهي ترفع راية الثورة والتغيير او التحرر والاستقلال زورا .

منذ اللحظة الاولى تنبهنا لخطورة زرع وتغذية  ثقافة المناطقية والطائفية , بحقن الكراهية والعنصرية , في ساحات نضال الثورة الشبابية ومنها الجنوبية , وجرها لصراعات عبثية خارج المسار السياسي والفكري والتغيير كهدف رئيسي .

وحددنا موقف رافض لهذه الثقافة , وسخرنا قلمنا لمهاجمة دعاتها وافكارنا في التوعية من خطورتها , وتهديدها لمسار مشروعنا الوطني والتغيير جنوبا وشمالا وعدالة قضاياه والمقالات تشهد .

اليوم نعاني من اوجاع مخاض هذه الثقافة ونتائجها الكارثية , نعاني من العنصريين والكارهين , بسلوكياتهم الفجة , هذه الادوات الرثة التي تعكر صفو عدن , وتنهب وتبسط وتقتل بحجج اعداء الثورة الجنوبية , والحقيقة انهم هم اعداء الجنوب والشمال والانسانية بسلوكياتهم القذرة  , والتاريخ لا يرحم .

بعد ان تكشفت كثيرا من الاوراق , والمبررات التي يطرحها اللصوص والناهبين والفاسدين , بحجة نضالهم وتقديمهم للشهداء , بينما كثيرا من المناضلين , احترموا ذاتهم ورفضوا الاستمرار في هذا الوحل الذي يديره مجموعة من الانذال وحثالة المجتمع , امتطوا النضال واستحوذوا على الثورة لمصالحهم الضيقة .

الحق بائن , والباطل بائن , والحق من اراد ان ينتصر للتغيير ويتجاوز الماضي , ويقبل بقيم التعايش , والباطل من يستدعي صراعات الماضي ويستجر عفنه ويبني عليه مواقف واختيارات تتغذى  كراهية , وتحالفات من ادوات النظام السابق , واستخدام ما يمكن استخدامه منهم  , وشتان بينهما .

من يريد ان ينتصر للحق , يرفض تلك الثقافة وادواتها , وهي اليوم تتساقط كأوراق الخريف الرثة , يجنون ثمار مساوئهم , والشواهد بدأت تبرز في فيديوهات عيسى العذري وامثاله كفهد الشرفي وقنوات ومنابر الفتنة , والتحالفات المشبوهة ,واعتراف واضح وجلي انهم ضحايا لسياسة قذرة , بدأت تعود بنتائجها عليهم .

هي سياسة رجالات الماضي ومشروعهم العفن , الذي لا يستطيع ان يعيش في بيئة صحية وسوسيه , بيئة فيها الحق باين والباطل بائن , بيئة مشروعها وطني وانساني يفضي لدولة عادلة وضامنة للمواطنة والحرية والعدالة .

فيديو بكاء عيسى العذري , هي نتيجة طبيعية لصراع بين الماضي والحاضر للولوج لمستقبل , نتيجة طبيعية توقعناها , من اخلال الاستبصار لما وراء الاكمة في الصراع من اجل التغيير , ومقاومة رجالات الماضي لهذا التغيير .

هذه المنظومة القذرة , هي من سلمت البلد للحوثي , واليوم تدعم مشاريع صغيرة وتمزق وحدة الصف , وتعيد ماضيها  بكل ماسية وسيناريوهاته العبيطة , هم صناع الشياطين , وتركيب التحالفات الشيطانية , وان كان من شيطان في الماضي فهم صناعه , وازعجهم الحراك السياسي والثقافي الذي تمرد على الشيطنة , وبداء يصنع وعي يرفض تلك المنظومة , اليوم يرون ان لا حل لبقائهم الا باستعادة زمام الشيطنة وصناعة الشياطين , وادارة الازمات ليبقى البلد تحت السيطرة لهم ولأسيادهم الاقليميين .

وها هي الاوراق الرثة تتساقط , ويبشر الواقع بنصر مشروع الامة الذي يزداد الناس تحالفا معه , وينفرون من تلك التحالفات الشيطانية وان غدا لناظرة لقريب.

#المقال خاص بموقع "المهرية نت "
 
 

جنوب اليمن وثقافة الإقصاء
الإثنين, 06 مايو, 2024
اليمن ولقمة الخانوق
الاربعاء, 24 أبريل, 2024