آخر الأخبار
عدن.. جوهرة بيد فحام
قيل ان عدن جوهرة بيد فحام، وهي اليوم تفحمت و تخلفت لتعود لعهد ما قبل الكهرباء، الكهرباء التي كانت عدن السباقة فيها، حيث انشأت اول محطة كهربائية في منطقة حجيف في عام 1926م كأول محطة في الجزيرة العربية ، أي قبل مائة عام، واليوم تعيش عدن في ظلام دامس، وظلمة وتخلف، توقفت فيها عجلة التاريخ والتطور، لا خدمات ولا راتب و لا معيشة ولا تعليم ولا حرية ولا دولة ضامنة للمواطنة، عدن اليوم تحت سلطة غاشمة، تعتقد ان من حقها ان تسيطر على كل مقومات الحياة، وتنهب خيرات البلد لتعيش في نعيم جبروت السلطة والقبيلة، ولا ترى للمواطنين حقوق، والسلطة مسؤولية واستحقاق، المسؤول اجير للشعب، وماجور ان احسن، وملعون ان تجبر.
ما يحدث لعدن هي ثقافة الفحام، الذي لا يقدر قيمة الجواهر، فليمسها بيده المتسخة فتتفسخ سواد ويراها فحمه، يضعها في ميزان البيع والشراء، فيبيعها ببخس الثمن، الفحام الذي ترك لأولاده ارثاء دمويا من العنف، ودعم عنفه بحكايات الجدة وهي تحكي قصص الخيال، والصورة بعكس الحقيقة، والفارس الذي ركب حماره وامتدت يداه سبعون ذراعا في بحر عدن، وقال هذا ملكي وحلالي، ويتصارعون اليوم على وهم تلك الحكايات، وعدن هي من تصدت للأطماع وكسرت جبروت المستعمر، والتاريخ يحكي من اين اتاها المدد ومن اين طعنت بخناجر الغدر، وتاريخ عدن كما كتبة المستعمر يصف بطولة ابنائها والبنادق المأجورة التي نهشت جسدها.
اليوم واقع عدن هو نتاج لتلك البنادق المأجورة، ومليشيات اختيرت بعناية مناطقية مذهبية فئوية، تحمل في داخلها كل تناقضات الماضي، وكل عفن الجهل والتخلف، كل الثقافة الرجعية والتطرف العقائدي و الأيدلوجي، معززة بالحشد والتحريض ضد ثقافة الدولة الوطنية، والثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية، ضد الانسانية، ضد الانسان هوية وارض، بعقلية ولي الامر من يدافع الراتب، والراتب هنا هو الاجر مقابل القتل او الاستسلام للأطماع، وعدن عصية لا تستسلم، عدن المشروع الحضاري والفكري والثقافي، الحامل لمقومات الدولة الوطنية، والداعم لثورات التحرر، المكافح والمناضل ضد الاستعمار والوصاية، والتاريخ يشهد له تمريغ انف المستعمر والإمامة، والمرعب لكل الانظمة الاسرية، واستهداف عدن هو استهداف للمشروع، وأدوات تلك الاستهداف هي ادوات اعداء المشروع، وما تعانيه عدن هو نتاج لرفضها الاستسلام، وستقاوم حتى تنتصر كما نصرت ثورتي سبتمبر واكتوبر والشعوب المقهورة في المعمورة .
عدن اليوم تواجه اعتى مشروع صهيوني امبريالي رجعي، في صراع نتائجه واقعها اليوم، صراع سياسي للإخضاع عدن، واغتيال مشروعها الحضاري، مشروعها الوطني، مشروع كل عربي غيور على الامة ونهضتها وتحررها واستقلاليتها في مواجهة كل المؤامرات الصهيونية والامبريالية والرجعية، مشروع الدولة الوطنية ونهضة الامة ، ومخرجات الحوار الوطني والدولة الاتحادية، والعيش الكريم والعدالة والحرية والمواطنة والمساوة، حيث لا قبيلة ولا عشيرة تتجبر على البقية ، ولا اصنام بشرية تقتات من خزائن اجنبية، لجعلنا مجرد رعاع مفقرين نتسول منهم سلل غذائية ومواد تالفة ، والله المستعان، نحن امة كرامها الله بارض وثروة ومقومات، وجب علينا اليوم ان نحمي ارضنا وعرضنا.
ولن ترى الدنيا على ارضي وصيا.