آخر الأخبار

الانفصال وقميص عثمان

الثلاثاء, 04 فبراير, 2025

للأسف صرنا اليوم نستخدم مصطلحات نخبة جنوبية ونخبة شمالية للتمييز لا أكثر وإلا هي (ضفعة وانقسمت نصفين) والضفع لمن لا يفهم (روث البقر).
 
وخارج هذا السياق لابد من التنبيه أن أكثر من 80% من الجنوبيين لم يعودوا يؤيدون الانفصال، ومن يؤيده حوالي أقل من 20% فقط وهؤلاء يدافعون عن مشروعهم المناطقي، ويستخدمون الجنوب كقميص عثمان للوصول إلى أهدافهم لا أكثر.
 
وقد دفعت الإمارات بهؤلاء لصدارة المشهد السياسي اليمني، وتم إهمال الـ 80% من الجنوبيين، ودفعهم للهامش مما دفع هذه النسبة الكبيرة للعودة للذات المحلية وأنشأووا المجالس والمكونات المختلفة في المهرة وحضرموت وشبوة وعدن وأبين وتبن والصبيحة في استفتاء شعبي وسياسي على رفض الانتقالي المناطقي، لكن لم يجدوا من الاهتمام ما وجده الانتقالي لأن هؤلاء بدون مليشيات.
 
القسم الآخر الشماليين الذين يقفون في صف التيار المناطقي الجنوبي ويدعمونه والبعض منهم قد يكون غير راضٍ عنه ولكنهم يتغاضون عن أفعاله وهذه مساهمة تساوي في أهميتها التأييد له.
 
للأسف صار هذين الطرفين في صدارة المشهد السياسي اليمني بسبب دعم دولتي التحالف والتعامل الإقليمي والدولي مع هذا الوضع كأمر واقع لشرعية تم إعادة إنتاجها وتصميمها بصورة أرضت التحالف وخصوصًا الإمارات التي تتبنى تفتيت اليمن وتقسيمها وبشكل رسمي.
 
اليوم نحن بحاجة إلى إعادة التوازن للساحة الجنوبية، وقد تطرقت لهذا الأمر في مقال سابق وأيضًا وضع حدٍ للذين أيدوا أو تكيفوا ويتساوقون مع هذا الاختلال لمصلحة التيار المناطقي من أخوتنا الشماليين. عودة التوازن للساحة الجنوبية هو حجر الزاوية في حل مشكلة الشرعية أولًا واليمن بشكل عام غير ذلك حرث في البحر وسيستمر الوضع القائم سنوات عديدة قادمة.
 
في تعليقات للذباب المناطقي على مقالي السابق قالوا إن طرحك هذا يعني أنك تبحث على نصيب من الكعكة وأود أن أوضح لهم أني لو كنت أبحث عن هذا النصيب كنت اليوم في رأس الشرعية وعرض علي هذا الأمر بالاستمرار في الحكومة ورفضت ودفعت ثمن هذا الرفض ماديًا لكن ضميري راضٍ بانحيازي لليمن وسيادتها واستقلالها واستقلالية قرارها الوطني.

* نقلاً عن حسابه في منصة إكس

المزيد من صالح الجبواني