آخر الأخبار

مأرب.. حصاد مر للحوثيين بعد نصف شهر من الهجمات المكثفة

مسلحون حوثيون - وكالات

مسلحون حوثيون - وكالات

المهرية نت - تقرير خاص
الإثنين, 22 فبراير, 2021 - 11:08 مساءً

من إعلان لحملة عسكرية للسيطرة على محافظة مأرب؛ إلى صناعة انتصارات صغيرة ومحاصرة لقرى وتأليب وتجييش من مختلف مناطق سيطرتها لتدشين المعركة مجددا بعد أسابيع من مواجهات دامية لم تثمر شيئا، وفقا لمتابعين.

 

أسابيع دامية شيعت خلالها جماعة الحوثي ما يمكن اعتباره الثمن الأكبر من أفرادها خلال السنوات الست، قضوا نحبهم في معارك ضارية مع قوات الجيش الوطني في تخوم المحافظة الاستراتيجية الواقعة شمال العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الجماعة.

 

ووسط دعوات دولية لوقف العملية التي شنتها الجماعة على مأرب، تواصل الأخيرة للأسبوع الثالث على التوالي تصعيدها العسكري غير آبهة بالمجتمع الدولي ولا بالكلفة البشرية غير المسبوقة التي تدفعها محاولة تحقيق انتصار عسكري بأي ثمن كان.

 

أسابيع بدت خلالها الجماعة عازمة بشكل غير مسبوق على مواصلة حملتها العسكرية على المحافظة النفطية الاستراتيجية وما يمكن اعتبارها كمعقل أخير للحكومة والدولة الشرعية في شمال البلاد.

 

واحدة من الجولات الحاسمة..

 

فيما تحمله المواجهات من معنى، يرى الصحفي والمحلل السياسي ياسين التميمي أنها "واحدة من الجولات الحاسمة بين مشروع التغيير وبين الثورة المضادة".

 

"إنها تدور بين المناضلين المخلصين وبين الانقلابيين الذين لا يزالون يتلقون دعما مباشرا أو غير مباشر من أطراف تقدم نفسها على أنها داعمة للشرعية"، يقول التميمي.

 

يضيف، في حديث له مع المهرية نت، أن "هذه المعركة أعادت توحيد اليمنيين وكشفت عن حجم المؤامرة التي تتعرض لها الدولة اليمنية".

 

يستطرد التميمي متحدثا عن المعركة بالقول إن "الذين تآمروا على الجيش الوطني تضيق أمامهم هامش المناورة لأن نتيجة المعركة ستترك آثارها على الجميع".

 

يشاطره الرأي، الكاتب محمد دبوان المياحي، موضحا أن معركة مأرب "استنفرت حالة الإجماع الوطني لدى كل أطراف الشرعية، ولعل ذلك ناتج عن عوامل كثيرة".

 

أول هذه العوامل وأهمها بنظر دبوان "أن الهجوم الحوثي على مأرب كان هجوما واسعا وشرسا وشعر الناس بالخطر، وتصوروا النهاية التي يمكن أن تترتب عليها سيطرة الحوثي على مأرب، وهي نهاية معروفة فالحوثي سوف ينكل بالجميع ولن تتوقف معركته في مأرب".

 

"هذا الإحساس الجماعي بالخطر ولد حالة من الاصطفاف الجماهيري الواسع وهو ما منح المعركة زخما شعبيا واسعا"، يقول دبوان.

 

يضيف، للمهرية نت، أن "الطرف المناهض للحوثي هو طيف واسع وعريض وما يضعفه هو معاركه الداخلية، وحين يتجاوزها يتجلى لنا حجم التأييد والقوة الشعبية التي تنحاز للشرعية. وهذا هو ما يحدث حينما يتعلق الأمر بمناهضة الحوثي فلا يجمع اليمنون على شيء مثل إجماعهم على نبذ هذه الجماعة وبأنها خطر على الجميع".

 

حصاد المعارك وتبعاته مستقبلا ..

 

عن ذات المعارك الدائرة رحاها حتى اللحظة، وما الذي تتوقف عليه أو يمكن أن يغير به أحد الأطراف ميزان القوة، يرى المحلل العسكري علي الذهب أن سير العملية يتوقف على "ما يمكن أن يحشده أحد الأطراف لمواجهة الآخر خلال الفترة القادمة".

 

"بطبيعة الحال وخلال الأشهر القادمة أتصور أن الحوثيين منهكين ماديا وبشريا، خصوصا في الجانب البشري لأنهم تلقوا ضربة عنيفة وموجعة، وهذه المسألة ستنعكس على أداء ما لديهم من مقاتلين وعلى قدرتهم على الحشد لتعويض ما فقدوا"، يقول الذهب.

 

يصيف، "بدا الانكسار واضحا في ملامح بعض عناصر الجماعة وهم يحشدون لهذه المعركة، وأعتقد أن المدة القادمة التي قد تشغل الجماعة في التحشيد والتدريب، ستظل فترة واضحة لقيام الحوثيين بتعويض ما خسروه أو للحكومة الشرعية لتعزيز موقفها الدفاعي أو ربما تقوية عملياتها في الجوف أو في مأرب، محاولة استثمار ما حققته من إنجاز ".

 

يشير الذهب، في حديثه للمهرية نت، إلى أن المسألة ستظل "محاطة بالعملية السياسية وقد يفرض خلال الشهرين القادمين أجندة سياسية معينة لدفع الطرفين نحو المفاوضات، وقد تكون هناك تحركات للمجتمع الدولي والقوى الكبرى، وهذا يعتمد على الدبلوماسية اليمنية وإن كان الدور السعودي هو العامل الأبرز فيها، ويصبح الملف اليمني ملف مساومة بين الولايات المتحدة وإيران ودول الخليج لاسيما السعودية".

 

أما عما تحقق على الأرض، يقول الذهب، "لا شيء برأيي، أما معنويا فقد انتصرت القوات الحكومية لأن الحوثيين كانوا قد استعدوا استعدادا كاملا لحسم المعركة، وهم كانوا يقدرون قيمة تحقيق الهدف والتضحية التي سيبذلونها في سبيله، ودفعوا الثمن باهضا دون نتائج".

 

"يتمثل كل ما حققه الحوثيون في ضجة إعلامية كبيرة وتقدما طفيفا على الأرض لا قيمة عسكرية له"

 

أما المكسب للحكومة الشرعية فيتمثل في كسر محاولة التوغل الحوثي وإسقاطه، وهذا يكفيها كمسكب، لأن الحوثيين دفعوا بكل قواهم واكتشفوا أنهم ضعفاء أمام خصمهم الذي استبسل في الدفاع عن مأرب، وهذا الخصم ليس الجيش الوطني فحسب بل أبناء مأرب وقبائلها وأيضا أبناء المحافظات الأخرى"، يقول الذهب.

 

يوضح أن "من المكاسب أيضا للشرعية أن هذا الحدث سيقود إلى تحول، سيوحد قوى الشرعية بشكل عام لأنها استشعرت الخطر وأن الانقسام الذي يحدث فيما بينها يزيد الحوثيين قوة".

 

"يكفي أن يكون توحيد الصف هو أحد المكاسب التي قد تتحقق للشرعية من مواجهات مأرب مع الحوثيين"، يقول الذهب.




تعليقات
square-white المزيد في محلي