آخر الأخبار

مخاوف عالمية على حياة صحفي مختطف في سجون مليشيات تدعمها الإمارات

الصحفي اليمني عادل الحسني مع ولديه الصغيرين

الصحفي اليمني عادل الحسني مع ولديه الصغيرين

المهرية نت - ترجمة خاصة
الإثنين, 22 فبراير, 2021 - 10:27 مساءً

دعا النائب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي، رو خانا، علناً سفير الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، إلى إطلاق سراح الصحفي "عادل الحسني" المختطف لدى قوات تدعمها بلاده جنوبي اليمن.

 

وقال النائب خانا لشبكة CNN في تصريح أرسله بالبريد الإلكتروني: "لا شك في أن الحسني سيُطلق سراحه غدًا إذا أراد السفير العتيبة ذلك. وأي اقتراح بخلاف ذلك هو كذب".

 

وأضاف خانا: "من الواضح أن الإمارات تتمتع بنفوذ هائل على المجلس الانتقالي الجنوبي ويجب أن تستخدم هذا النفوذ".

 

وأفادت شبكة الـ cnn  أنها طلبت من السفير العتيبة، ووزارة الخارجية الإماراتية، والمتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي التعليق على قضية الحسني، ولم يرد أحد.

 

وأشارت إلى أن عدة جماعات حقوقية تطالب بالإفراج عن الصحفي اليمني "الحسني" المختطف في سجن المنصورة بعدن، منذ أكثر من خمسة أشهر.

 

وعندما اعتقل الحسني، كان يعمل على تأمين إطلاق سراح صحفيَّين أوروبيَّين كانا محتجزين في مدينة المخا الساحلية وتم ترحيلهما لاحقًا، وفقًا لأحد الصحفيين الذي تحدث إلى CNN شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية.

 

وفي وقت سابق اتهمت هيومن رايتس ووتش ولجنة حماية الصحفيين المجلس الانتقالي باحتجاز الحسني بشكل تعسفي، وتقولان إنه تعرض للضرب على أيدي المحققين وتعرض للحبس الانفرادي والحرمان من النوم.

 

وقالت أفراح ناصر الباحثة في هيومن رايتس ووتش، "يتعرض المزيد والمزيد من الصحفيين في جميع أنحاء اليمن للتهديد أو الترهيب أو العنف أو الاحتجاز لمجرد قيامهم بعملهم في تغطية أخبار البلاد" .

 

وأضافت: "إن معاملة المجلس الانتقالي الجنوبي المؤسفة لعادل الحسني تلطخ السجل الحقوقي المروع للمجلس الانتقالي الجنوبي وداعميه الإماراتيين".

 

وعمل الحسني مع CNN في مهام متعددة في عام 2017 ، بما في ذلك تحقيق حصري أظهر أن الإمارات وشركاءها في التحالف نقلوا أسلحة أمريكية الصنع إلى مقاتلين مرتبطين بالقاعدة ومليشيات سلفية متشددة وفصائل أخرى تقاتل في اليمن، في انتهاك لاتفاقياتهم مع واشنطن. وحصل تقرير 2019، الذي لم يذكر اسم الحسني حينها بسبب مخاوف أمنية، على ترشيحين لجائزة إيمي.

 

وأوضحت محامية الحسني، "ليزا مانع سعيد" لشبكة CNN، أنه بعد إلقاء القبض على عادل، اتُهم بالتآمر مع دول أجنبية، وبعد أشهر اتهم بالحصول على أموال غير مشروعة.

 

وقالت ليزا: "هذه ادعاءات لا أساس لها من الصحة، حيث أنه من الطبيعي تماما ومن المتوقع أن يتواصل عادل –كصحفي دولي–مع الأجانب، وأن يتعامل بالأموال الأجنبية".

 

وأشارت المحامية إلى أن التهمتين تم إسقاطهما في النهاية بسبب نقص أدلة النيابة، لكن المحكمة المحلية رفضت حتى الآن إصدار حكم بالبراءة أو الإفراج عنه من السجن.

 

وقالت ليزا: "اعتقاله الآن غير قانوني ويمثل انتهاكا مباشرا للقانون".

 

وكانت لجنة حماية الصحفيين طالبت السلطات بالإفراج الفوري عن الحسني والتوقف عن مضايقة الصحفيين واستهدافهم.

 

وجاء في بيان صادر عن اللجنة أن "اعتقال عادل الحسني الذي دام عدة أشهر دون سبب واضح، سوى عمله في تغطية الصراع الدائر في اليمن، دليل آخر على الأخطار الجسيمة التي تواجه الصحافة في جميع أنحاء البلاد" .

 

وحصلت CNN مؤخراً على تسجيل صوتي من أحد أصدقاء الحسني، يُزعم أن الحسني سجله في 1 فبراير من داخل زنزانته في السجن، يناشد فيه الحصول على مساعدة دولية. ولكن لا يمكن التحقق بشكل مستقل من صحة التسجيل.

 

وقال الحسني في الرسالة الصوتية: "القانون لن يحقق لي العدالة بعد شهور من الكفاح والصبر". "إنهم يضعونني في السجن بشكل غير قانوني لأنني صحفي، لا أقل ولا أكثر.. ماذا فعلت؟ ما الذي قمت به لأستحق كل هذا؟".

 

يذكر أنه في عام 2015، شن التحالف الذي تقوده السعودية، والذي يضم الإمارات، هجومًا عسكريًا لإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وطرد مليشيا الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء.

 

وبعد خمس سنوات من المشاركة، سحبت الإمارات قواتها في أوائل عام 2020 ، لكنها تحتفظ بالسيطرة العملياتية على العديد من الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وكان الرئيس جو بايدن قد أعلن بعد فترة وجيزة من توليه منصبه، إنهاء كل الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية السعودية في اليمن، وألغى التصنيف القصير الأمد للمتمردين الحوثيين كجماعة إرهابية أجنبية.

 

وقالت أسماء عبد الله محمد، زوجة الحسني، التي أنجبت منذ أسابيع فقط طفلهما الثالث، إنها لم تستطع إخبار ابنيها الصغيرين عن اعتقال والدهما.

 

وأضافت لشبكة CNN من منزلها في عدن: "في كل مرة يتصل فيها من السجن يسأله الأطفال: أبي، متى ستعود من السفر؟".

 

واختتمت أسماء بالقول: "أرجو أن تحملوا صوتي وصوت أطفالنا إلى أي شخص يمكنه مساعدتنا. نناشدكم أن تبذلوا قصارى جهدكم لتحرير زوجي من هذه المحنة. نحن بأمس الحاجة إليه".


تعليقات
square-white المزيد في محلي