وجه عدد من الحقوقيين وناشطي حقوق الإنسان، انتقادات حادة ضد المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، إثر تجاهله خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن قضية الصحفيين المختطفين في سجون الحوثيين وأحكام الإعدام الصادرة بحقهم.

 وقال عبدالمجيد صبره، محامي الصحفيين المختطفين لدى جماعة الحوثي والمحكوم على أربعة منهم بالإعدام، إن تجاهل المبعوث الأممي في إحاطته لمجلس الأمن الحديث عن أحكام الإعدام في قضية الصحفيين هو بمثابة ضوء أخضر لإصدار أحكام أخرى".

من جانبه، علق نائب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب الإصلاح "عدنان العديني" على تجاهل غريفث لأحكام الإعدام الحوثية بالقول: " مكن للمبعوث الأممي أن يسعى لإحراز نجاح شخصي من خلال القضية اليمنية لكني أقول له بأن تجاهل جرائم الحوثي لن يوفر اي نجاح يمكن الاحتفاء به لا له ولا للمجتمع الدولي".

رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات هدى الصراري، قالت هي الأخرى، " إن الإحاطة المقدمة من المبعوث الاممي بخصوص اليمن لا جديد فيها، مشيرة إلى أنها تجاهلت قضايا محورية في الملف الحقوقي والسياسي اليمني وتجاهلت الاعتلال الحاصل في إعاقة عملية السلام من قبل الحوثيين تحديداً، داعية إلى إعادة تصحيح مسار المبعوث الأممي قبل كل شيء".

مسؤول الرصد في تحالف "رصد" الحقوقي، رياض الدبعي، قال إن تجاهل المبعوث الأممي لأحكام إعدام الصحفيين في اليمن هو عدم اعتراف بالدور الذي تقوم به أمهات هؤلاء الصحفيين من نضال سلمي خلال 5 سنوات ماضية.

بدوره، قال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، توفيق الحميدي، إن تجاهل غريفيث الحديث عن الصحفيين المحكوم عليهم بالإعدام أمام محكمة تابعه لجماعة الحوثي نقطة سوداء ف سجل عمله باليمن.

الصحفي والكاتب رشاد الشرعبي، قال هو الأخر، إن المبعوث الأممي لم ينجح بتنفيذ اتفاقية السويد، وكان بإمكانه أن يحقق تقدم بملف الأسرى والمختطفين حال وصلت جائحة كورونا إلى السجون السرية للحوثيين.

الناشطة اليمنية منى لقمان، عبرت عن خيبة أملها من تجاهل غريفيث خلال إحاطته لمجلس الأمن اليوم (الخميس) الحديث عن عقوبة الإعدام بحق الصحافيين من محكمة خاضعة للحوثيين وخارجة عن القانون.

الجدير بالذكر أن المبعوث الأممي، قدم إحاطته مساء الخميس، أمام مجلس الأمن حول الوضع باليمن، والتي تركزت جلها حول دعوته لوقف الحرب لمواجهة معركة جائحة كورونا.

وقال غريفيث "إن جائحة كورونا تتطلب جلّ اهتمامنا ومواردنا، فاليمن لا يستطيع خوض معركتين في وقت واحد: الحرب والجائحة، وأقل ما يمكننا فعله هو وقف هذه الحرب لنوجّه انتباهنا إلى هذا التهديد الجديد".

وأوضح أنه انخرط، على مدار الأسبوعين الماضيين، في مفاوضات يومية مع الأطراف حول نصوص الاتفاقات التي اقترحتها الأمم المتحدة، مشيراً إلى إحراز "تقدم جيد للغاية في التوصل لتوافق حول مقترح وقف إطلاق النار في عموم اليمن.