آخر الأخبار
إيران والإمارات.. تنافس محموم معزز بإشعال النزاعات في اليمن والقرن الأفريقي
تغذي الإمارات جماعات متطرفة في اليمن
الخميس, 11 فبراير, 2021 - 09:56 مساءً
لم تكن المياه الضيقة التي تفصل شبه الجزيرة العربية عن القرن الأفريقي عبارة عن خندق مائي تعبر البضائع والأشخاص خلاله بشكل روتيني. بل محل أطماع، حيث تنشط إيران والإمارات، على وجه الخصوص، بشكل متزايد في القرن الأفريقي.
تصاعدت التوترات بين البلدين بعد أن أقامت الإمارات علاقات دبلوماسية مع إسرائيل العام الماضي، وهي خطوة نددت بها إيران بشدة. كما تظهر سلسلة من الاعتقالات الأخيرة في عدة دول كيف أن التنافس بين الاثنين يفاقم الأزمة في منطقة غير مستقرة بالفعل.
اعتقلت إثيوبيا في الأسابيع الأخيرة 15 شخصًا بزعم التخطيط لمهاجمة سفارتي الإمارات في إثيوبيا والسودان. وقالت السلطات إن المعتقلين كانوا يعملون لدى "جماعة إرهابية أجنبية"، لكنها لم تذكر أي منها. في نفس الوقت تقريبًا قالت السويد إنها تحتجز رجلين، سويدي وإريتري، للاشتباه في التخطيط لهجوم إرهابي في دولة أجنبية لم تذكر اسمها. وتقول مصادر مخابرات غربية إن الاعتقالات جميعها مترابطة، وإن إيران هي من تقف وراء التخطيط للهجمات.
هذا الأمر ليس جديداً بالنسبة لإيران، ولها تاريخ مليء بالتخطيط لهجمات في أفريقيا، غالبيتها كانت دون جدوى. ويعتقد رجال المخابرات الغربيون أنها ربما تبحث عن أهداف سهلة للانتقام من منافسيها، وهم أمريكا وإسرائيل ودول الخليج.
تزعزع إيران استقرار القرن الأفريقي بطرق أخرى أيضا. ففي عام 2013، أعرب خبراء الأمم المتحدة عن قلقهم لمجلس الأمن بشأن تدفق الأسلحة من اليمن وإيران إلى الصومال. في السنوات الأخيرة، وصلت عدد شحناتها إلى أربع كل شهر. اعترضت قوات غربية ومحلية عدة قوارب متجهة إلى الصومال واليمن محملة بأسلحة مصنوعة في إيران أو كوريا الشمالية. قد تذهب بعض هذه الأسلحة إلى حركة الشباب، وهي جماعة جهادية صومالية. والبعض الآخر قد يكون متجهًا إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.
في يونيو الماضي، على سبيل المثال، صادرت السعودية مركبا شراعيا يحمل صواريخ مضادة للدبابات وآلاف البنادق الهجومية المصنوعة في إيران في طريقها إلى اليمن عبر شبكات التهريب في الصومال.
في كانون الثاني (يناير)، أصدرت حركة الشباب مقطع فيديو لإحياء ذكرى هجومها العام الماضي على قاعدة جوية أمريكية في خليج ماندا على الساحل الكيني. ويمكن رؤية مقاتليها وهم يحملون قاذفات صواريخ إيرانية الصنع. لكنهم يحملون أيضًا بنادق نهبت على الجيش الصومالي، قدمتها دولة الإمارات.
دربت الإمارات من 2014 إلى 2018 جزءاً من الجيش الصومالي. لكن الدولتين اختلفتا بعد أن قاوم الصومال ضغوطا إماراتية لقطع العلاقات مع قطر في أعقاب خلاف بين دول الخليج. كما أن الصومال كانت غاضبة من الإمارات لعقدها صفقات مع جمهورية أرض الصومال، وهي منطقة انفصالية.
أصبحت الإمارات اليوم أكثر نشاطا في إريتريا وربما إثيوبيا. وقدمت أسلحة للجيش الإريتري، في تحدٍّ لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. واستخدمت قاعدة جوية وبحرية في مدينة عصب الساحلية لشن ضربات جوية في اليمن. وزعم المتمردون الإثيوبيون أن تلك القاعدة استخدمت أيضًا لشن هجمات بطائرات بدون طيار ضدهم. تقاتل إريتريا إلى جانب الحكومة الإثيوبية ضد جبهة تحرير تيغراي، شمال إثيوبيا.
ليست إيران والإمارات القوتين الشرق أوسطيتين الوحيدتين اللتين تعملان في القرن الأفريقي. ولطالما أفاد صحفيون إسرائيليون بوجود منشآت استخباراتية إسرائيلية سرية في إريتريا، التي تحتل موقعًا استراتيجيًا، وتطل على مضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر.
المؤكد أن جميع هذه الدول تزعزع القرن الإفريقي. فقد تراجعت محاولات الصومال الهشة لبناء الدولة في وقت سابق من هذا الشهر، عندما تم تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى أجل غير مسمى. وفي الوقت نفسه، فإن إثيوبيا معرضة لخطر الانقسام إلى مجموعات عرقية متحاربة.
أصبحت المنطقة بحاجة إلى أطراف خارجية لإخماد هذه النيران. وبدلاً من ذلك، فإن الكثير منهم يقوم بصب الزيت على النار.
المصدر| مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية