آخر الأخبار

الزبيدي والبحث عن دولة من بوابة "تل أبيب".. التطبيع مع إسرائيل خيانة مبكرة

عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي

عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي

المهرية نت - تقرير خاص
الجمعة, 05 فبراير, 2021 - 10:03 مساءً

ظهر الرجل، وهو يغرد خارج "سرب" القضية الجنوبية في اليمن، التي طالما كان يردد بأنه ومجلسه "الانتقالي" الممثل الوحيد لها، وأنهم يسعون إلى ما يسمونه فك الارتباط، ولكن من بوابة "تل أبيب"، وركضاً خلف التطبيع لدولة ما زالت في رحم الغيب وفي مخيلة عيدروس الزبيدي.


هذا ما قاله متابعون لـ "المهرية نت" ممن وصفوا تصريح الجنرال "الزبيدي" رئيس المجلس الانتقالي، بأنه تعبير عن قوى إقليمية تابع لها، وليس تعبيراً عن أي مكون في الجنوب، حتى من منتسبي الانتقالي نفسه، الذي هو أساساً ممثلاً عنه لا غير.


والاثنين المنصرم تفاعلت وسائل إعلام إماراتية والتابعة لها في اليمن مع ظهور وفد للمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني في روسيا، في زيارة قالوا عنها رسمية، لم تشر لها وزارة الخارجية الروسية.


وحصلت الزيارة على هدفها الأول من خلال تسليط أضواء الإعلام، على الزبيدي وفريقه، الذي ضم أيضاً " أعضاء هيئة رئاسة المجلس، اللواء أحمد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية، وأحمد لملس، الأمين العام لهيئة الرئاسة، محافظ العاصمة المؤقتة عدن، ورئيس وحدة شؤون المفاوضات، ناصر الخبجي، وعلي الكثيري، نائب رئيس وحدة شؤون المفاوضات، المتحدث الرسمي للمجلس، وعضو هيئة الرئاسة، عمرو البيض، ومحمد الغيثي، نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية، وأنيس الشرفي، عضو وحدة شؤون المفاوضات."


ويتساءل متابعون هل فعلاً أن الزبيدي فجر فقاعته غير المتوقعة باستعداده التطبيع مع الكيان الإسرائيلي من أجل دولة الجنوب أم من أجل الإمارات التي صار تابعاً لها في كل شيء، فالموقف قرأه الكثير من هذه الزاوية، بأن ما يعمله هو تنفيذ للأجندة الإماراتية، التي تسعى هي إلى إنشاء التحالفات وفق سياستها الجديدة والتقاربية مع إسرائيل، وما على الرجل إلا أن يتقمص الدور كما رسم، فينفذه دون نقاش، خدمة لربة نعمته "أبو ظبي".


وما يؤكده التصريح مضي وإصرار الإمارات في تفتيت الشرعية اليمنية، وتنفيذ خططها الرامية إلى انفصال جنوب اليمن، وتعريض اليمن ووحدته إلى تحديات أخطر في ظل الأزمة التي تعيشها البلد، التي دخلت إليه عبر تحالف عربي، بقيادة السعودية، التي انقلبت عليها قبل أن تنقلب على الحكومة الشرعية اليمنية، ومنها دعمها للانتقالي الجنوبي، الذي يبدو أنها تجرَه خلفها، دون تفكير منه أو دراية عمّا ممكن أين تكون النهاية.


وأعلن الزبيدي في حديث لـRT عن استعداد "المجلس الانتقالي" لفتح سفارة لإسرائيل في عدن.. واصفاً تطبيع العواصم العربية مع تل أبيب بـ"العمل المثالي" لتحقيق السلام بالمنطقة.


واستنكر رئيس الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني الجنوبي"سعيد النخعي" تنصيب عيدروس الزبيدي نفسه كمتحدث باسم الجنوب، بأنه يسيء للجنوبيين، ممن قابلوا تصريحاته عن إمكانية التطبيع مع إسرائيل، وفتح سفارة لها في عدن، باستنكار واستغراب من أنه جعل من تصريحه موقفاً جنوبياً عاماً، وليس موقفاً عن المكون الذي يتزعمه.


وأضاف النخعي في إطار حديثه لـ "المهرية نت" بأن من يقرأ التصريح من  الناحية السياسية سيرى بأنه جاء متماهياً مع موقف بعض القوى الإقليمية التي تقف خلفه، وليس تعبيراً عن موقف الجنوب بحسب زعمه، كون مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني تتناقض تناقضاً كلياً مع ثوابت الجنوبيين القومية والدينية، باعتبار القضية الفلسطينية أهم  ثوابت الأمتين العربية والإسلامية، التي لا يمكن التنازل عنها، أو التفريط بها، دون إعادة الحق الفلسطيني المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريف.


وتساءل بأنه كيف لزعيم مكون سياسي من بين عدة مكونات سياسية جنوبية أن ينصب نفسه وصياً على القضايا الوطنية والقومية؟ ليقرر خياراً بهذا الحجم باسم الجنوبيين، دون تفويض منهم، أو الرجوع إليهم، كما فوض نفسه بالأمس وصياً على الجنوب وقضيته.


من جهته يرى الصحفي أنور العامري، بأن الزبيدي يبحث عن أي قشة يتعلق بها، كي يصل إلى ما يريده، وأيضاً يتنصل عمّا تم الاتفاق عليه مع الحكومة الشرعية، وذلك تنفيذاً لتوجيهات أسياده في أبو ظبي.


واعتبر العامري تصريح الزبيدي، بأنه يأتي ضمن أجندة مجلسه المزعوم، الذي ولد من رحم الخيانة والارتزاق، فهو يحاول من خلال تصريحه ومعه مرتزقته، الذين رافقوه إلى روسيا الحصول على داعمين دوليين لاستكمال مخططاتهم العفنة، بفك الارتباط وإعلان الانفصال، لكنهم سيصطدمون بالمجتمع الدولي، الذي دائما ما يؤكد على دعمه الكبير لوحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه.


وأضاف في تصريحه لـ "المهرية نت" بأنه كان هناك أمل بعد بدء تنفيذ اتفاق الرياض وتعيين محافظ لعدن وإعلان تشكيل حكومة المناصفة السياسية، ثم أدائها اليمين الدستورية أمام فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بأن تنتهي الإشكالات الحاصلة في المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، وتتوحد الجهود والطاقات والإمكانات جميعها في إطار واحد لمواجهة المليشيات الإرهابية الحوثية واستعادة الدولة والقضاء على الإرهاب وإنهاء الانقلاب.


وأشار العامري الذي يشغل رئيساً لرابطة الإعلاميين البرلمانيين بأن الزبيدي ومن وراءه ليسوا مقتنعين بتنفيذ اتفاق الرياض وتوحيد الجبهة الداخلية للشرعية، وتصحيح الهدف المنشود من المعركة الراهنة فهم فقط ينفذون مراوغة سياسية للحصول على مكاسب، تتفق مع أهواء ونزوات الداعم والممول، بالعودة دائماً إلى المربع صفر في خانة توحيد الجبهة الداخلية.


وأضاف بأن حديث الزبيدي عن "التطبيع" يجب أن لا يستهان به، ففيه رسالة وإشارة للوبي الصهيوني بإعلان جاهزيتهم للتطبيع، شريطة دعمهم في المحافل الدولية لفك الارتباط وإعلان انفصالهم المزعوم.. مع ذلك بحسب العامري، فإن إعلان الاستعداد للتطبيع أظهر انحطاطاً واضحاً لدى زعيم فصيل مستعد للتنازل عن مل المبادئ، كما أظهر وجهه الحقيقي وسقوطه في وحل العمالة والارتزاق.


وقال لم يتبق لليمنيين وخاصة الجنوبين من عذر بعد هذا التصريح الخطير، فعليهم إعلان براءتهم من هذا المجلس المزعوم، واعتبار أعضائه خونة يجب المطالبة بمحاكمتهم بتهمة الخيانة الوطنية، حيث خيانتهم لا تقل عن خيانة المليشيا الحوثية العميلة لإيران.




تعليقات
square-white المزيد في محلي