آخر الأخبار

مجلة أمريكية: على السعودية الاستعداد لتحركات بايدن بشأن حرب اليمن وقتل خاشقجي

الرئيس الأمريكي جو بايدن والعاهل السعودي - أرشيفية

الرئيس الأمريكي جو بايدن والعاهل السعودي - أرشيفية

المهرية نت - ترجمة خاصة
الجمعة, 22 يناير, 2021 - 12:22 صباحاً

أصبح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حذراً بعدما بدأ الرئيس جو بايدن ولايته، مدركاً أن أيام الدعم شبه المطلق والمعاملة التفضيلية من إدارة الرئيس دونالد ترامب قد ولت.

 

تمسّك ترامب وكبار مسؤوليه بالعائلة المالكة السعودية على الرغم من انتهاكات حقوق الإنسان التي تحصل داخل المملكة، وحربها الوحشية والكارثية في اليمن، ومضايقة وقتل المعارضين البارزين في الخارج.

 

ورغم ذلك أشاد الرئيس السابق بشراء السعودية للأسلحة الأمريكية بينما وضع فريق السياسة الخارجية المملكة في قلب تحالفها الإقليمي الناشئ لاحتواء إيران. كما كانت أول رحلة خارجية لترامب إلى الرياض، وبالنسبة لبقية فترة ولايته أصبحت الدكتاتورية عنصراً أساسياً في سياسة السعودية الإقليمية. لكن بايدن أشار إلى انحراف مسار الرياض، والعواقب التي ستترتب إزاءها على ولي العهد.

 

جمع محمد بن سلمان، ابن ووريث الملك سلمان، مجموعة واسعة من الحقائب الوزارية القوية، بما في ذلك وزارة الدفاع وقيادة مشروع "رؤية 2030".

 

وفي مناظرة رئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، قال بايدن إن إدارته "لن تبيع أسلحة حرب للسعودية" وبدلاً من ذلك، قال إن إدارته ستجعل السعوديين "يدفعون الثمن، وتجعلهم منبوذين كما هم في الواقع تماماً".

 

في أكتوبر، قال بايدن إنه "في ظل إدارة (بايدن – هاريس) سنعيد تقييم علاقتنا بالمملكة، وننهي الدعم الأمريكي لحرب السعودية في اليمن، وتأكدوا من أن أمريكا لن تتخلى عن قيمها مقابل بيع الأسلحة أو شراء النفط".

 

محمد بن سلمان متهم شخصياً بإصدار أموار بقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في 2018، وتوجيه فرق سرية لمضايقة منتقدين آخرين يعيشون في الخارج، كما وجه بالتدخل السعودي في الحرب الأهلية اليمنية، التي أصبحت أسوأ كارثة إنسانية في العالم، وصارت الآن عالقة في طريق مسدود على الرغم من حملة القصف السعودية التي لا هوادة فيها.

 

كما أشرف أيضاً على حملات القمع ضد نشطاء حقوق الإنسان والمرأة، حتى بعد أن أدخل إصلاحات ليبرالية، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة وتنظيم الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية الكبرى. كما لاحق النخب في المملكة، مستخدماً غطاء محاربة الفساد لإركاع رجال الأعمال وأفراد العائلة المالكة.

 

قدمت إدارة ترامب غطاء لمحمد بن سلمان. لكن بايدن وفريقه تعهدوا بمحاسبة الرياض. وقال بايدن إن النظام الملكي السعودي "ليس له قيمة اجتماعية تذكر"، متهماً الرياض على وجه التحديد بقتل الأطفال والمدنيين الأبرياء في اليمن.

 

أفادت رويترز يوم الخميس نقلا عن دبلوماسيين لم تسمهم أن محمد بن سلمان يعمل بالفعل على تليين إعادة تقييم بايدن للعلاقات، وتحسين موقفه مع الإدارة الجديدة. لكن فريق بايدن القادم يرسل إشارات واضحة إلى الرياض. وقالت أفريل هاينز، المديرة الجديدة للاستخبارات الوطنية، خلال جلسة تأكيدها أن إدارة بايدن ستصدر تقريراً عن مقتل خاشقجي.

 

ترامب كان قد دافع عن إنكار ابن سلمان بالتورط بقتل خاشقجي، على الرغم من استنتاج وكالة المخابرات المركزية بأن ولي العهد أمر على الأرجح بقتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده في إسطنبول بتركيا في أكتوبر 2018.

 

وقالت السناتور رون وايدن هينز يوم الثلاثاء الماضي أن الفرصة ستتاح لها للخروج من السرية المفرطة والفوضى التي انتهجتها إدارة ترامب، والذي تجاهل تقديم تقرير خاشقجي بعد أن كان الكونجرس قد حدد موعداً نهائياً لذلك في يناير 2020.

 

ولدى سؤالها عما إذا كانت ستفعل ذلك، أجابت هينز: "نعم بالتأكيد. سنتبع القانون".

 

يواجه محمد بن سلمان أيضاً نهاية الدعم اللوجستي والاستخباراتي الأمريكي للحرب في اليمن، حيث يتعرض الملايين لخطر المجاعة وسط الصراع المستمر بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دولياً.

 

وقال المرشح لوزير الخارجية، أنتوني بلينكين، لأعضاء مجلس الشيوخ في جلسة تعيينه هذا الأسبوع إن الإدارة الجديدة ستراجع تصنيف ترامب للحوثيين "جماعة إرهابية"، الأمر الذي قال معارضون حينها إنه سيعيق الجهود الإنسانية ويعقد المفاوضات لإنهاء القتال.

 

كما كرر بلينكين تعليقات بايدن السابقة بشأن حرب اليمن. وقال لأعضاء مجلس الشيوخ أن "بايدن أوضح أننا سننهي دعمنا للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، وأعتقد أننا سنعمل على ذلك في وقت قصير للغاية".

 

وأشار بلينكين وهاينز والسكرتيرة الصحفية الجديدة جينيفر بساكي أيضاً إلى أن بايدن سيمضي قدماً في إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وهو أمر تعارضه السعودية وحلفاء آخرون بشدة، بما في ذلك إسرائيل. كان انسحاب ترامب من الاتفاق في 2018 مكسبا لإسرائيل والسعودية، لكن خطة بايدن من شأنها أن تقوض مكانتهما الاستراتيجية.

 

وأشار بلينكين وهينز إلى أن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة ليست وشيكة، على الرغم من أنه كان من الواضح أن الولايات المتحدة ستعيد الالتزام إذا امتثلت إيران للشروط الأصلية، وهو أمر قال القادة الإيرانيون إنهم سيفعلونه.

 

وقالت بساكي للصحفيين يوم الأربعاء إن بايدن سيتشاور مع الحلفاء، لكنه أوضح أنه يعتقد أنه من خلال "المتابعة الدبلوماسية" ستسعى الولايات المتحدة إلى إطالة القيود النووية على إيران وتعزيزها ومعالجة القضايا الأخرى المثيرة للقلق.

 

مجلة "نيوزويك" الأمريكية




تعليقات
square-white المزيد في محلي