نعى سياسيون وإعلاميون يمنيون، الإعلامي والمذيع الشهير عقيل الصريمي، الذي وافته المنية مساء السبت في مسقط رأسه بمحافظة تعز (وسط البلاد) بعد صراع مرير مع المرض.

وتوفي الإعلامي الصريمي في مسقط رأسه بمديرية الشمايتين بمحافظة تعز، بعد أن أجريت له عملية جراحية في العاصمة المصرية القاهرة قبل ثلاثة أشهر.

وعزا الإعلامي الشهير خليل القاهري، في منشور له على "فيسبوك"، سبب وفاته إلى وجود خطأ طبي ارتكبه الطبيب الجراح بحق الراحل الصريمي ما أفشل العملية وأدى إلى وفاته بهذه السرعة.

وكان الصريمي مذيعًا ومعدًا لعديد من البرامج الثقافية والمنوعة في إذاعة صنعاء وتعز لأكثر من 30 عاماً، ومن أبرز برامجه "رحلة الأسبوع"، و"أوراق مسافرة"، و"واحة اليوم" و"استراحة الظهيرة" التي تميز بها في ثنائية فريدة مع المذيعة المعروفة عائدة الشرجبي.

وعبر الكثير من السياسيين والإعلاميين في اليمن، عن حجم الفاجعة التي أصابتهم، معتبرين رحليه خسارة كبيرة للوسط الاعلامي والإذاعي على وجه التحديد، مستذكرين أعماله الفنية وبرامجة الاذاعية التي غزت كل منزل. 

الرئيس والحكومة ينعون الاعلامي الصريمي

فعلي المستوى الرسمي، بعث رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي،  برقية عزاء ومواساه في وفاة الإعلامي والاذاعي عقيل الصريمي، مشيداً بمناقب الفقيد ومكانته الإعلامية التي تبوأها وما قدمه من اسهامات وطنية في مجال العمل الإعلامي والادبي، مؤكداً ان اليمن خسر إعلامياً متميزاً كان له حضوراً في الداخل والخارج.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء معين عبدالملك أن الوطن والإعلام اليمني خسر برحيل الصريمي واحداً من أبرز مبدعيه ورجاله الذين قدموا عطاءات متميزة وأعطوا للكلمة معناها النبيل من أجل خدمة الوطن.

بدوره، أشاد نائب الرئيس علي محسن صالح، في برقية عزاء، بمناقب الفقيد وأدواره الوطنية، وإسهاماته البارزة في تطوير المؤسسة الإعلامية من خلال عمله في عدد من الإذاعات اليمنية وتتلمذ على يديه عدد كبير من الإعلاميين والإذاعيين، وبات اسمه ونبرة صوته في وجدان وقلوب كل اليمنيين، إضافة إلى كونه أديباً وشاعراً رفد المكتبة الأدبية بالكثير من الأعمال المتميزة.

من جانبه، قال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن "الفقيد الراحل واحدا من جيل العمالقة الذين اسهموا في تأسيس الاعلام اليمني وتعزيز دور الاذاعة الوطنية في ترسيخ الوعي والثقافة والهوية اليمنية،ووصل صوته المميز الى كل بيت يمني، وكان الفقيد أحد رواد الاعلام والثقافة الذين تربى على أيديهم جيل من الاعلاميين وتركوا بصماتهم الطيبة".

الوسط الإعلامي يرثي رحيل الصوت الفريد

من جانبهم، نعى الوسط الاعلامي الصحفي، الصحفي الصريمي وصوته الفريد، مستذكرين مناقبه وأعماله الاعلامية الاذاعية التي دخلت كل بيت يمني عبر برامجه الإذاعية المتميزة وخصوصاً إذاعة صنعاء.

وكتب الناشط السياسي محمد المقبلي قائلا "كنت واحة اليوم يا عقيل الصريمي"، مضيفا "قرأت خبر وفاة الصريمي واستيقظت بداخلي ذاكرة الريف وذكرياته حينما كنا نتقرفص بجانب الإذاعة ونسمع البرنامج الشهير الذي كان اسمه أوراق ملونة ثم تحول إلى برنامج واحة اليوم، أحفظ أول بيت شعري عن الروح من ذلك البرنامج: لا تُشرق الروحُ إلا من دُجى ألمٍ  هل تُزهر الأرضُ إلّا إنْ بكى المطرُ".

الصحفي مأرب الورد عبر عن صدمته لوفاة الاعلامي الصريمي، قائلاً: "دمعت عيوني وأنا استمع صوت المذيع المخضرم عقيل الصريمي الذي فجعنا برحيله وهو يقدم مع زميلته عايدة الشرجبي برنامجهما الشهير "واحة اليوم" في إذاعة صنعاء".

وأضاف "كنت انتظر البرنامج بفارغ الصبر كل يوم وأنا صغيرا في قريتي وكبرت معه، وأشعر الآن أن جزءا مني رحل، وهكذا نموت كل يوم في البلد".

الإعلامي أنور الأشول علق هو الأخر قائلاً: " وداعاً عقيل الصريمي ما اشقاها الحياة التي اخذتك منا مبكرا ولم تترك الا الاحزان بعد ان ملأت بأعمالك فضائنا فرحا وثقافة وقدوة ومثابرة رحمك الله وفي جنة الخلد مثواك وعزائنا لأهلك ومحبيك وان لله وان اليه راجعون".

بدوره، كتب الصحفي والكاتب خالد العلواني، قائلاً: "رحم الله عميد المذيعين الأستاذ عقيل الصريمي، صاحب الصوت المشبع بالأمل، والأحاديث المفعمة بالثقافة وحب الوطن".

أما رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد فنعى الصريمي بالقول: " ودعنا العام بشهيد صحفي ونستقبل العام الجديد بوفاة صحفي لطالما كنا ننتظر صوته الإذاعي بفارغ الصبر، الأسرة الصحفية مكلومة في عقيل الصريمي وأديب الجناني .

الصحفي محمد القاضي، كتب عن عقيل قائلاً :"  من منا لا يتذكر الصوت الإذاعي المتميز للأستاذ عقيل الصريمي ... ذلك الصوت الجميل الذي كان يرافقنا عبر أثير إذاعة صنعاء لسنوات طوال في القرية و المدينة. كنت مولعًا وشغوفًا بصوته و ببرامجة. رحمة الله تغشاه".

ونعى الصحفي كمال السلامي، الصريمي بالقول:" رحل صاحب الصوت المذهل، الوكيل الحصري لأجمل ذكرياتنا مع برنامج "أوراق ملونة"، ذلك الذي كان ينغّم ليالينا الحالكة، بأجمل الحكايات والمعلومات، والأغاني الطربية، الصوت المخضب بالحنين والسحر والرصانة، رحل الأستاذ عقيل الصريمي في أحد مستشفيات القاهرة بعد صراع مع المرض".

بدوره، قال الباحث السياسي نبيل البكيري "في رحاب الله والخالدين يا عقيل الصريمي في رحاب الله يا صوت اليمن في صباحاتها البهية ومساءاتها المتعبة".

وأضاف: "ثلاثة عقود كان صوتك هو أنيسنا وموسيقانا وشدونا وغناءنا ونشيدنا الذي لا يمل، فبصوتك تدفقت الحكايات الأولى وتشكل وعينا وانسابت علينا حكمها التي وعينا بها ذواتنا وهويتنا".

الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر نعى الصريمي قائلا: "أفنى عقيل الصريمي عمره في تقديم نموذج غير سطحي بالإذاعة، وتعلق في الذاكرة الوطنية لمستمعيه في القرى والأقاصي والمدن التي تتشكل في عز ظهور محاولات حداثة بناء الدولة وما شكله الراديو لدى الناس من تأثير".

وأضاف: "كانت بحة صوته -وهو الذي رحل اليوم غريبا ووحيدا- تمنح التوازن والفرح في عز الضجر والهموم".

الاعلامي صلاح الدين حمزة نعى الصريمي  بالقول: " رحم الله عميد المذيعين اليمنيين  النبيل الأستاذ عقيل الصريمي ،لقد كان رفيقاً لملايين من اليمنيين عبر أثير إذاعة صنعاء في العديد من البرامج التي قدمها أبرزها برنامج استراحة الظهيرة وبرنامج أوراق ملونة".

الصحفي والكاتب عامر الدميني، أرثى الاعلامي المخضرم بعد الترحم عليه بالقول: "كان مميزا بأدائه وثقافته، عرفه الناس أكثر عبر إذاعة صنعاء خاصة البرنامج الشهير أوراق ملونة.

وأضاف "يرحل جيل من الصحفيين المخضرمين الذين لهم بصمات واضحة في مسيرتهم، وفي الحياة الصحفية اليمنية".