آخر الأخبار

فوضى أمنية تحكم مناطق سيطرة مليشيا الانتقالي وسط سخط شعبي متصاعد

عناصر من مليشيا المجلس الانتقالي

عناصر من مليشيا المجلس الانتقالي

المهرية نت - تقرير خاص
الثلاثاء, 27 أكتوبر, 2020 - 09:50 صباحاً

بعد مايقارب العام والنصف من تمرد وانقلاب مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتياً في العاصمة المؤقتة عدن خلال أغسطس 2019م، يزداد المشهد الأمني في المدينة والمناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة المجلس والأحزمة الأمنية التابعة له قتامةً، ويدخل مربعاً حرجاً مع تغول عصابات نهب الأراضي والاغتيالات والقمع والاعتقالات خارج القانون.

 

ورغم تعيين المحافظ الجديد للمدينة ضمن خطوات تنفيذ اتفاق الرياض مؤخراً، يعود شبح الاغتيالات مجدداً لخطف أرواح المدنيين، وبرزت ظاهرة اختطاف الفتيات والأطفال بصورة مفزعة، كمايتواصل غياب الخدمات، فيما العصابات النافذة تواصل نهب والاستيلاء على الأراضي وإقلاق الحياة العامة بالتعسف والفوضى الأمنية في ظل غياب الدولة وتداخل أجندات التحالف السعودي الإماراتي.

 

 حصاد مرّ، يقول الناس إنهم تجرعوه تحت سطوة المليشيات المناطقية المدعومة إماراتياً في عدن وسقطرى، حيث تشير تقديرات حكومية إلى تصاعد لافت في معدل الجريمة والانتهاكات وتفاقم الفوضى الأمنية منذ استيلاء هذه المليشيات على مؤسسات الدولة.


**الجريمة المنظمة


يقول رئيس المركز الأمريكي للعدالة المحامي عبدالرحمن برمان، إن مليشيات الانتقالي وتشكيلات الأحزمة الأمنية المدعومة إماراتياً تمارس الجريمة المنظمة.

 

ووصف برمان في تصريح لـ"المهرية نت" وضع حقوق الإنسان في مناطق سيطرة مليشيات الانتقالي بـ"القاتم والمظلم" وقال إن هذه المليشيات هي الفاعل الرئيسي للجريمة، والتي تشمل إدارة عمليات الاغتيالات واحتجاز المواطنين واختطافهم وتعذيبهم، وإدارة عمليات الإخفاء القسري والتهجير القسري على أسس مناطقية وعنصرية.

 

ولفت إلى أن الأفراد المنتمين لهذه التشكيلات يمارسون الإجرام ومضايقة الناس وابتزازهم لأبسط مشكلة، حيث تجد أحد هؤلاء يختلف مع أحد جيرانه على قضية تافهة ويقوم بحشد الأطقم والمسلحين عليه واختطافه والتنكيل به مستنداً إلى القوة المسلحة التي تحت إمرته.


**حكم عصابات


ويؤكد رئيس المركز الأمريكي للعدالة (يتخذ من نيويورك مقراً له) إنه في ظل سيطرة مليشيات الانتقالي ارتفع منسوب الجريمة في المجتمع، فعندما تحكم العصابات تنتشر الجريمة ويتشجع الناس على ارتكاب الجريمة لأبسط الأسباب ، نتيجة لغياب الدولة التي تمثل الرادع والضامن لإنفاذ القانون بحق المجرمين.

 

ويتابع: لهذا نلاحظ ارتفاع الجرائم سواء جرائم القتل أو جرائم الاختطافات التي تحدث للفتيات والأطفال ، بالإضافة للسرقة والابتزاز والاعتداء على ممتلكات الغير والتقطع، وغيره من الانتهاكات التي تقلق الأمن والاستقرار.


**سخط شعبي متصاعد


وبالتوازي مع الفوضى الأمنية ومسلسل الانتهاكات المروعة، يتصاعد السخط والرفض الشعبي لمليشيات الانتقالي والتواجد الإماراتي السعودي في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة الانتقالي، عبّرت عنه العشرات من التظاهرات، والوقفات الاحتجاجية الغاضبة، والفعاليات الجماهيرية التي تغلبت على سطوة القمع والترهيب.

 

وخلال الثلاثة الأشهر الماضية، نظمت تظاهرات حاشدة في أبين ولحج وسقطرى مناوئة للتواجد الإماراتي وللمطالبة بعودة الشرعية وإنهاء التمرد، كما نفذ مواطنون العشرات من الوقفات الاحتجاجية في عدن احتجاجاً على الفوضى الأمنية وغياب الخدمات.


ونفذت رابطة أمهات المختطفين سلسلة من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بالإفراج عن معتقلين والكشف عن مخفيين قسرياً في سجون سرية تابعة للإمارات.

 

كما عبّر نشطاء وصحافيون في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي عن رفض مشروع الانتقالي بعد التجربة المريرة التي أفرزها التمرد بدعم إماراتي. وشددوا على ضرورة الانتفاضة الشعبية ضد التواجد الأجنبي واستعادة مؤسسات الدولة.

 

وشهدت محافظة أرخبيل سقطرى العشرات من الوقفات الاحتجاجية والتجمعات القبلية والجماهيرية بين يونيو وسبتمبر الماضي، ضد القمع والانتهاكات التي تستهدف أبناء الجزيرة واستقدام مسلحين من خارج المحافظة، مطالبين بإنهاء الفوضى وإعادة تطبيع الأوضاع، في ظل تواصل العبث الذي تمارسه الإمارات وتجريف الهوية والبنية البيئية والديمغرافية في الأرخبيل.


تعليقات
square-white المزيد في محلي