آخر الأخبار

في ذكراها الـ 57.. ثورة أكتوبر تدفع اليمنيين للنضال ضد المستعمر الجديد

العلم اليمني

العلم اليمني

المهرية نت - تقرير خاص
الثلاثاء, 13 أكتوبر, 2020 - 12:15 صباحاً

لطالما كانت ثورة 26 سبتمبر 1962م أكبر تعبير عن قدرة اليمنيين على التخلص من الاستبداد الإمامي الملكي الذي حكم اليمن لقرون طويلة، ولطالما كانت ثورة الـ 14 أكتوبر 1963م أعظم إنجاز يفاخر به اليمانيون بقدرتهم على التخلص من الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن والذي دام لعقود طويلة.

 

عام واحد فقط يفصل بين الثورتين لكن الإرادة والتلاحم الثوري كان قد نضج بما فيه الكفاية ليبدأ بحلحلة ذلك الترابط المعلن في مراحل معينة والتخابر الخفي في مراحل أخرى بين الملكيين في الشمال والبريطانيين في الجنوب. لتتوج تلك الجهود بإسقاط النظام الإمامي أولاً، ثم وبإرادة جمعية وبجهود نضالية مشهودة قامت الثورة على الاستعمار وبدأ العد التنازلي لمغادرة البريطانيين إلى غير رجعة، وتحديداً في 30 من نوفمبر عام 1967م يوم أن أنزل جندي بريطاني علم بلد الاحتلال وغادر.

 

واليوم يعيش اليمنيون في الشمال والجنوب على وقع انتكاسات لم يكن الثوار الأوائل في ذلك الجيل قد تصوروها وهم يصيغون أهدافاً وتطلعات يحلمون أن ترقى ببلدهم وتؤسس لوحدته واستقراره وازدهاره.

 

فالإمامة بُعثت بعمامة جديدة وأهداف تسلطية دينية استبدادية، والاحتلال عاد ليقضم الموانئ ويحتل الجزر ويمارس الانتهاكات والتعذيب بوجه إقليمي هذه المرة، وإن كان البعض يستخف بالمقارنة المجحفة بين مملكة توصف بأن الشمس لم تغب عنها لتوسع نفوذها واستعمارها أرضاً لا آخر لها، وإمارات نشأت في الأساس من مخلفات ذلك الاستعمار.

 

 انتفاضات شعبية

 

يقول أحمد فضل الناطق باسم الائتلاف الجنوبي في تصريح خاص لـ "المهرية نت": "إن ثورة أكتوبر التي أنجزت الاستقلال الأول في عام 1967م، كانت ثورة تحررية اندلعت نتيجة تراكمات واحتقان أنتجه ظلم وطغيان الاستعمار البريطاني واحتلاله للأرض اليمنية على مدى أكثر من مائة عام، فقد سبقت الثورة الأكتوبرية العديد من الانتفاضات الشعبية في مناطق مختلفة تتوزع على مساحات ومناطق متنوعة من جنوب الوطن منها انتفاضة مناطق آل عوض الله، وانتفاضة العوالق والعديد من الانتفاضات في حضرموت، كانت جل تلك الانتفاضات تحررية ترفض الهيمنة على أرضنا وبلدنا".

 

ويضيف فضل: "مثلت هذه الثورة انطلاقة جديدة في المفهوم الوطني حيث كان الثوار الأوائل يبتغون جلاء ذلك الاستعمار وفعلاً أصبحت تلك الأمنية حقيقة على أرض الواقع في الثلاثين من نوفمبر عام 1967 بعد أن غادر الاستعمار البريطاني جنوب اليمن".

 

نزعة تحررية

 

"ومثلت ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة – بحسب القيادي الجنوبي - انطلاقة نوعية في العمل التحرري للجنوب آنذاك وللمحافظات الشمالية التي كانت ثورتها قد انطلقت في الـ 26 من سبتمبر عام 1962م، فمثلت معاني كثير في الحفاظ على السيادة واستعادة الهيمنة الوطنية على أرضنا والتي كانت مسلوبة منّا في ذلك التاريخ، وأيقظت النزعة التحررية لدى المواطنين والتي عادت اليوم بالذات مع ظهور بعض المؤشرات من بعض الدول الإقليمية التي تريد أن تعيدنا إلى مربع الصفر".

 

ويشير أحمد فضل في حديثه لـ "المهرية نت" إلى ما حققته ثورة أكتوبر بعد اندلاعها فبالإضافة إلى نيل الاستقلال وتوحيد السلطنات والمشيخات والتي كان عددها يصل إلى 22 مشيخة وسلطنة جرى التأكيد على وحدوية المصير مع الشطر الشمالي، وقيام النظام الجمهوري وشروق شمس "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية"، لكن ذلك النظام الذي أفرزته الثورة جاء بالكثير من الأخطاء خاصة بعد تشكيل الحزب الاشتراكي اليمني في عام م1979 بعد الإطاحة بالرئيس المناضل سالم ربيّع علي، حيث تحول الحزب من الفكر التحرري الوطني إلى الفكر الماركسي عقائدي النزعة واشتراكي التوجه، وكان لسيطرة الفكر الشيوعي على المشهد آثاره المختلفة، منها أنه أثار استياء دول الإقليم واستفز القوى المعتدلة في الجنوب وفتح صراعات دامية لازالت محفورة في الذاكرة الجنوبية، وكانت تلك الطعنة التي وجهت لثوار 14 أكتوبر، وبالذات بعد الإطاحة بالأجنحة التي كانت تمثل رموز الثورة ورعيلها الأول، وعلى رأسهم قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف تلاهم الإطاحة بالقيادات العسكرية البارزة والكثير من الأخطاء التي يحتاج سردها الكثير من المؤلفات والندوات".

 

إعادة القراءة

 

ويرى فضل أن ثورة الـ 14 من أكتوبر "أنجزت الاستقلال الأول بالنسبة للجنوب، ودخل الجنوبيون في إطار الوحدة اليمنية المندمجة في الـ22 من مايو 1990م، التي أُفشلت عام 94م لتتراكم المشاكل وتتفاقم الأوضاع وتزداد سوءًا، لكن إذا ما أعُيدت القراءة وجرى تطبيق نموذج الدولة الاتحادية فبالإمكان أن يعود وهج الدولة وفي إطار الأمن والعدالة الاجتماعية والمساواة والتنمية وتحقيق أهداف الثورة التي كان على رأسها حماية السيادة ومنع المحتل الجديد من الهيمنة والتحكم بمياهنا الإقليمية المنتهكة ومطاراتنا وموانئنا في هذه الحرب العبثية التي هي ناتج هذا الغلو وصراعات بعض الأجنحة في إطار الشمال أو الجنوب والآن المجتمع يدفع فاتورة هذا الوضع سواء أبناء الشمال أم الجنوب".

 

يجب إعادة قراءة الوضع السياسي في إطار المنظومة المتكاملة وإعادة بناء الإنسان والتوزيع العادل للثروة والاتفاق على رفض أي مس بسيادتنا لأن سيادتنا هي الأساس في كل ما نتحدث عليه، فإذا لم يكن لدينا سيادة فلن يكن لدينا أي طموح، لن نستطيع بناء مدرسة واحدة بدون أن نملك السيادة.

 

حنين للماضي

 

أما بالنسبة للأصوات التي مازالت تحن للاستعمار، فيرى فضل أن هذا الأمر جاء نتيجة لرؤية عاطفية من البعض وتذكر ما كان عليه الوضع من نظام وأمن واستقرار شهدته بعض المراحل وهذا نتيجة للوضع السيء الذي تعيشه المناطق الجنوبية منذ سنوات من انفلات أمني وفقر ومشاكل حياتية متعددة، لكن لا يوجد عاقل يحن لاستعمار أرضه، يبقى ولاء الإنسان الحر لله أولاُ ثم لوطنه وسيادته، هذه من الثوابت التي يجب أن تكون من أقدس مقدسات الإنسان".

 

احتلال عبر الأدوات

 

د. ريم بحيبح رئيسة الإئتلاف الوطني لمساندة حماة الوطن تقول لـ "المهرية نت" في حديث خاص بمناسبة الذكرى الـ57 لثورة الـ14 من أكتوبر "وكأن الزمن لم يمر أو كأنه عاد إلى الوراء، الجنوب كان تحت الاحتلال الانجليزي واليوم أصبح تحت الاحتلال الإماراتي".

 

وعن الاختلاف بين احتلال الماضي واحتلال الحاضر تقول بحيبح: "قد يكون الاختلاف بين الاحتلال السابق والحالي في الطريقة التي يتعامل بها الاحتلال الإماراتي مع المواطنين اليمنيين، فالإمارات تستخدم أدوات محلية باعت ضميرها ووطنها بثمن بخس، لا ترى إلا ما يخدم مصالحها الشخصية. ويظنون المحتل لهم وليس عليهم".

 

وأضافت: "هؤلاء يتغافلون عن التاريخ القديم والحديث والذي يخبرنا أن عقلية المحتل لا ترى في الخونة لأوطانهم إلا أدوات يتم التخلص منها فور أدائها المهمة التي صنعت لأجله".

 

متشابهتان كتوأم

 

وحول ما إذا كانت ثورة أكتوبر قد حققت أهدافها تقول بحيبح: "للأسف حال ثورة أكتوبر في الجنوب كحال ثورة سبتمبر في الشمال فقد جرى حرفها عن مسارها لانشغال القيادات السياسية بتنفيذ أجندات خارجية وتطويع كل مقدرات الدولة للحفاظ على الحكم لا على الدولة، وبالنسبة للعلاقة المشتركة بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر وارتباطهما فقد كانتا ثورتان مكملتان لبعضهما، ومتشابهتان كتوأم، فلكل منهما خصوصيتها رغم المشتركات الكبيرة".

 

وانتقدت د. ريم بحيبح الدور الإماراتي في اليمن واعتبرته منحرفاً عن المسار الذي أنشئ التحالف من أجله فقد "طوعت – للأسف - كل إمكانياتها لتنفيذ مخططها الخاص في جنوب اليمن، وساهمت في إطالة الحرب بل وشاركت في قتل اليمنيين سواء مدنيين أو عسكريين وهذه جرائم كبرى لا يمكن أن ينساها الشعب اليمني".

 

دعوة للاحتفال

 

وكانت قيادات جنوبية كبيرة قد دعت اليمنيين للاحتفال بالذكرى الـ57 لثورة الـ14 من أكتوبر وقال مستشار رئيس الجمهورية د. أحمد عبيد بن دغر "بعد أيام سوف نحتفل بذكرى ثورة أكتوبر المجيدة، الثورة التي حررت جنوب اليمن من الاحتلال، ووحدت الجنوب من باب المندب إلى المهرة، وأعادت مسار التاريخ إلى سياقه الطبيعي حتى تحقيق الوحدة اليمنية، الحدث الأكثر أهمية في حياتنا، والذي يتعرض اليوم لهجوم متعدد الوجوه والاتجاهات".

 

وأضاف بن دغر في مقال نشره على صفحته في الفيسبوك: "يجب أن تُرفع أعلام الجمهورية اليمنية، وصور الرئيس الشرعي في كل مكان، على الأقل في المناطق التي لازالت تحت السيطرة، وأن ننشد جميعنا نشيدنا الوطني، كما أنشده وينشده أبطال الثورة والتحرر والكرامة، يجب أن نتمسك بمشروع الدولة الاتحادية".

 

ولفت مستشار رئيس الجمهورية إلى أن أبناء الجنوب، أبناء أكتوبر المجيد، سيتمسكون بهويتهم الوطنية اليمنية، "لقد أظهروا ذلك قبلاً في عدن والحوطة وزنجبار والمكلا والغيضة وسقطرى، وعياً بمخاطر نهج تدمير الهوية الوطنية اليمنية" في إشارة للمظاهرات السلمية التي رفضت الوجود الإماراتي وطالبت بعودة الدولة.

 

ودعا القيادي الجنوبي إلى الاحتفال بأكتوبر والاستمساك بالوحدة وبالهوية اليمنية "لنحتفل ولو في الغرف المغلقة وتحت الأضواء الخافتة".




تعليقات
square-white المزيد في محلي