آخر الأخبار

مذبحة الإمارات في عدن.. جريمة وطعنة غادرة لن ينساها اليمنيون

جريمة الإمارات في عدن ما تزال عالقة في أذهان اليمنيين

جريمة الإمارات في عدن ما تزال عالقة في أذهان اليمنيين

المهرية نت - تقرير خاص
السبت, 29 أغسطس, 2020 - 10:22 صباحاً

كانت لحظات مأساوية تحمل كميات هائلة من الوجع، ومازال ذكراها حتى اليوم، كونها أتت من حليف قيل إنه جاء لمساعدتك وعونك في ظل حرب وظروف صعبة.

 

نتحدث هنا عن اللحظات المأساوية التي واجهها اليمنيون حينما انصدموا وفجعوا من قصف طيران الإمارات مواقع الجيش الوطني في محافظتي عدن وأبين في 28 و29 أغسطس/ آب من العام الماضي، ما أدى إلى مقتل 300 ضابط وجندي في 15 غارة جوية طعنت الجيش من الخلف، دون أي مبرر سوى إصرار القوات الشرعية على تحرير العاصمة المؤقتة من مليشيات متمردة تدعمها أبو ظبي.

 

واليوم، تمر الذكرى الأولى لهذه المذبحة العصية عن النسيان، فمئات الأسر حينها عاشت وما زالت تعيش المأساة والوجع، جراء القصف الهمجي والعمل الإرهابي الذي قامت به الإمارات ضد جيش نظامي معترف به دوليا.

 

جنود وضباط أنقياء تم طعنهم وإحراق جثثهم وعرباتهم في خيانة غير مسبوقة من قبل طيران الإمارات، الدولة الثانية في التحالف العربي الذي قدم من أجل هدف واحد، هو استعادة الشرعية من انقلاب الحوثيين، غير أنه ارتكب العديد من الجرائم والمآسي، بينها جريمة طيران الإمارات.. فخلال ساعات فقط سقط مئات الشهداء، في حادثة ربما لا مثيل لها في المنطقة منذ عقود.

 

بعد قصفها مواقع الجيش اليمني، ادعت الإمارات حينها أن القوات التي استهدفتها كانت تشكل تهديدا لقوات التحالف، وزعمت بأنها قصفت" تنظيمات إرهابية"، ما أثار سخطا كبيرا وغضبا واسعا في اليمن، حيث طالب حينها الكثيرون بضرورة إخراج الإمارات من اليمن بقرار رسمي، كون أطماعها قد اتضحت بشكل جلي.

 

وأعادت هذه الحادثة المؤلمة إلى الأذهان، العديد من وقائع قصف قوات الجيش الوطني في عدة محافظات، ما خلف العديد من الشهداء والجرحى، فيما تحدث التحالف العربي بأنها عبارة عن "غارات خاطئة".

 

واتهم اليمنيون طيران الإمارات بأنه من استهدف مواقع الجيش في عدة محافظات قبل هذه الواقعة، ما أدى في بعض الغارات إلى مقتل ضباط رفيعي المستوى جراء هذه الضربات التي يتم محوها بمبرر غير مقنع:" غارات خاطئة"!

 

وتعكس هذه الضربات نوايا دولة الإمارات في استمرار دعمها لحلفائها في جنوب اليمن، من أجل السيطرة على موارد البلاد في هذه المحافظات، وبسط النفوذ على مطاراتها وموانئها.

 

وتشير إلى عدم تقبل الإمارات لجهود الحكومة في استعادة مؤسساتها، واستعادة الشرعية في كامل تراب اليمن، مع رفض أي تقدم حقيقي للقوات اليمنية بدون ضوء أخضر من قبل التحالف العربي.

 

وإذا ما قارنا هذه الحادثة المأساوية وما يدور اليوم في جنوب اليمن، فإن الواقع يشير إلى أن الإمارات مستمرة حتى الآن في دعم مليشياتها وإعاقة تقدم الجيش الوطني أو تحرر الحكومة الشرعية من المتمردين.

 

وتواصل الإمارات طعناتها ضد الشرعية حتى اليوم، عن طريق الضغط على حلفائها في المجلس الانتقالي بعدم تسليم عدن وأبين وسقطرى بناء على اتفاق الرياض القاضي بحل الشق الأمني والعسكري ودمج القوات تحت إطار وزارتي الدفاع والداخلية.

 

ومساء الثلاثاء، علق المجلس الانتقالي الجنوبي مشاوراته مع الحكومة اليمنية، الرامية إلى تنفيذ اتفاق الرياض، في تنصل واضح عن الاتفاق الرامي إلى حل الأزمة في جنوب اليمن، وحل الوضع الأمني والعسكري هناك.

 

ويؤكد الوضع في جنوب اليمن، أن الإمارات والسعودية، كلاهما لا يعملان من أجل تقوية واستعادة السلطات الشرعية اليمنية، فالكل يريد تحقيق مصالح ذاتية وتوسع في محافظات محررة لم يدخلها الحوثيون منذ بدء الحرب، في دليل على انحراف حقيقي لأهداف التحالف العربي الذي يتهم من قبل منظمات حقوقية دولية وأممية بأنه تسبب بمعظم الضحايا المدنيين الذين سقطوا في اليمن خلال الحرب.

 

وبالعودة إلى غارات الإمارات الغادرة في عدن وأبين، فمن اللازم القول هنا إن:" اليمنيين لن يغفروا هذه الجريمة وهذه المذبحة، مهما طال الزمن، فذاكرة الشعب اليمني لا تنسى من يطعنه من الخلف، كما لا تنسى حبا وكرما من قدم التضحيات والعون الحقيقي".

 

 

 

 

 




تعليقات
square-white المزيد في محلي