آخر الأخبار
بعد فشلها في تثبيت احتلالها العسكري.. السلفية أداة السعودية لاختراق المجتمع المهري والتلاعب بنسيجه
السبت, 11 مايو, 2024 - 02:46 صباحاً
لا تكترث السعودية، في استخدام الدين ومشائخه، لتحقيق أهدافها وتمرير سياستها سواء كان ذلك داخل المملكة أو خارجها، ففي اليمن سعت منذ اندلاع الصراع في البلاد إلى تحويل التيار السلفي إلى "تيار مخابراتي" بهدف التلاعب بالنسيج الاجتماعي ولو كان الثمن خلق صدامات مستقبلية داخل المجتمع.
وضمن مساعيها المتواصلة، لإحداث اختراق في المجتمع المهري والتلاعب بنسيجه الاجتماعي، دفعت السعودية العديد من رموز ومشائخ السلفيين، نحو محافظة المهرة، ومهدت لهم الطريق ويسّرت وصولهم إلى المنابر في العديد من مساجد الحافظة، وذلك بهدف نشر الفتنة وبث وسائل التفرقة والاختلاف حتى يسهل عملية تمزيق المجتمع المهري المعتدل.
وعبر هاشتاق #سلفية المخابرات، دشّن العديد من النشطاء والصحفيين، حملة إلكترونية، لتعرية هذا الفصيل ورموزه، وكشف فضائحه وألاعيبه بحق المجتمع المهري واليمني بشكل عام.
وفي هذا السياق؛ قال الصحفي والكاتب عامر الدميني، إن "القيادي السلفي عبدالحميد الزعكري نزح من دماج في صعدة إلى المهرة، وهناك ظهرت النعمة عليه وعلى أصحابه الذين جاؤوا من عدة محافظات، والنزوح ليس مشكلة، فالمهرة مدينة يمنية وهو مواطن يمني، لكن ما يحصل هناك يسترعي التوقف".
وأضاف "صارت لهم جوامع خاصة، وإذاعات خاصة، ومنازل خاصة، ومرتبات يتسلموها، وهم لا يمارسون أي عمل عام أو خاص، وقد تعاطف الناس معهم في بادئ الأمر، ثم لاحقا ثبت أنهم أدوات تموّل وتعبئ لصالح أجندة معينة، وخدمة دول خارجية، ضمن ما يعرف اليوم بالسلفية الجامية التي ترعاها الرياض داخل وخارج السعودية".
وتابع: "هذا الشيخ وشلته اليوم أصبح يحرّض أبناء المهرة على بعضهم البعض، ويبث السموم والفتنة في المجتمع المهري الذي لم يعرف من قبل أي تيارات دينية، ويهاجم خصوم الرياض، ويقدم الفتاوى المشيطنة للآخرين، ويقدح بالشخصيات، وأصبح لديه تيار من الأتباع يكبر ويتوسّع يوما بعد آخر".
وأكّد الدميني، أن "الشيخ وغيره أصبحوا اليوم يمثلون خطورة ليس على المهرة فحسب، بل على كل اليمن، بل ربما تمتد الخطورة لدول الجوار، عبر تصدير الفكر الضآل، وتعبئة النشئ بالأفكار المسمومة، والترويج للطائفية والصراع البيني الداخلي".
ومضى قائلاً: "يروجون أنهم لا يتدخلون بالسياسة، وعندما يتعلق الأمر بمن يموّلهم يستبيحون كل شيء، ويعملون لمصلحته، والأهداف التي حدّدها لهم".
من جانبها، قالت رئيسه دائرة المرأة في لجنة الاعتصام السلمي، نادية مخبال، إن "أبناء المهرة لا يعرفون الطائفية والمذهبية طوال حياتهم الا عندما وصل أتباع الشيخ الحجوري والمذهب السلفي المدعومين من السعودية والإمارات الذين يشتمون من على منابرهم حركة المقاومة حماس".
وأضافت "نقول لهم لا مكان لكل من يثير الفتنة الطائفية والمذهبية توقفوا عن ذلك واتركوا المهرة".
بدوره، قال الناشط، توفيق أحمد، إن "الجماعات السلفية التابعين للإمارات وقيادات المليشيات الانتقالية كلهم مع إسرائيل و يدينون حـركة المقاومة حماس، ويصنفونها بأنها منظمة إرهابية ويدعون لإسرائيل بالنصر".
من جانبه، قال عادل الحسني "في العقد الأخير، ومن 2015 وحتى اليوم، نشط التيار المدخلي في اليمن، وتغذى على الصراع ليصل إلى الواجهة العسكرية والسياسية".
وأضاف "لقد عوَّل طرفا التحالف على أفراد هذا التيار في حربه، واستعملهم كواجهة سلفية تبرر له أفعاله، وتقوم بالشحن الديني والعاطفي لتحويل الصراع إلى الدائرة المذهبية الطائفية، كذلك لضرب الخصوم من التيارات السلفية الأخرى ولضرب الإخوان المسلمين في اليمن".
وتابع": "ظهر ذلك جليًا من خلال سلاسل الاغتيالات في المحافظات التي آلت لنفوذ التحالف، ففي عدن وحدها قُتِل أكثر من 30 إمام وداعية، ممن يناهض أفراد هذا التيار".
بدوره، علق صاحب حساب "يمني أصيل من أرض العوالق"، على الهاشتاق قائلاً: "البعض يعتقد أن هؤلاء كانوا رجال دين صادقين من السفلية ثم جاءت الإمارات بأموالها وجعلتهم عصابة مجرمين لمشروعها، والحقيقة هؤلاء منذ البداية كانوا جواسيس استخدموا التدين للتجسس على رجال الدين الصادقين، فمثلا هاني بن بريك كان جاسوس على مركز الفيوش لصالح الأمريكان.
وتحت عنوان السعودية وورقة السلفية في المهرة"، كتب رئيس مركز هنا عدن للدراسات الاستراتيجية أنيس منصور، مقالاً حذر خلاله، من خطورة السلفية التي تعزوا المهرة، لما من شأنها العمل على تمزيق النسيج الاجتماعي المهرية، وبث الفرقة والانقسام، وإثارة الخلاف والشقاق بين أبناء المحافظة.
وقال أنيس، إن "السعودية لعبت على كثير من الأوراق لتثبيت احتلالها العسكري وتواجدها في محافظة المهرة اليمنية والمجاورة لسلطنة عمان وتساقطت الأوراق أمام صمود المجتمع اليمني المهري وبرزت مؤخراً ورقة استقدام العشرات من المجاميع السلفية من خارج المحافظة ودعمهم بإنشاء مراكز علمية وقبل وصول هذه العناصر السلفية كان هناك أعداد محدودة جدا من التيار السلفي تقطن المنطقة، وبشكل متناغم مع المجتمع المهري، واكتسب هؤلاء العناصر طابعاً اجتماعيا لا يثير حفيظة السكان المهريين، إلا أن حادثة تدفق عناصر جديدة وبكميات كبيرة، بدأ كما لو أنه سلوك مخطط له من قبل السعودية ولأهداف غير بريئة".
وأضاف "من المعروف أن السعودية تمثل المركز الأساسي لما يعرف بالتيار السلفي الوهابي، وهي الراعية الأساسية لهذا النهج الديني التقليدي والمعروف، إلى جانب أن سلفيي اليمن كانوا وما يزالوا مدعومين منها، وتستخدمهم كأداة نفوذ اجتماعي في اليمن منذ ستينيات القرن الماضي".
وأشار إلى أن السعودية في سياق مخططها للتغلغل في المهرة، عبر السلفيين إلى إحداث تغيير ديمغرافي في تركيبة المجتمع المهري، الأمر الذي يؤسس لبؤرة صدام مستقبلي، خصوصًا أن طبيعة التفكير السلفي المتشدد يتنافى مع روح المجتمع المنفتح والمتسامح في المهرة".
وتابع: "يتبين بجلاء أن ظاهرة تكثيف وتحشيد المجاميع السلفية الجامية الى مديريات محافظة المهرة يندرج ضمن مخطط سعودي لاختراق المجتمع المهري والتلاعب بنسيجه الاجتماعي ولو كان الثمن خلق صدامات مستقبلية داخل المجتمع، بسبب هذا الاقحام المتعمد لعناصر سكانية تثير حفيظة المجتمع".
وأشار إلى أن "تماسك المجتمع المهري كان له الدور الأكبر في عرقلة المساعي السعودية لتمرير مخططها في المحافظة (..) ولهذا استدعت أخيراً ورقة السلفية في محاولة اختراق سكان المهرة فكرياً بدين وهابي محصور في زاوية تقديس ولي الأمر وعدم التدخل في الشأن السياسي مع مواجهة الفكر النضالي الرافض للأجنبي ممثلة بلجنة الاعتصام السلمي".