آخر الأخبار
فيضان سد مارب يخلق مآسٍ جديدة للنازحين (تقرير خاص)
الاربعاء, 05 أغسطس, 2020 - 06:42 صباحاً
بعد جدل استمر عدة أيام حول احتمالية انهيار سد مارب التاريخي بعد ارتفاع منسوب المياه فيه لمستويات قياسية جاوزت حاجز الـ 500 مليون متر مكعب، فاض السد الأشهر في اليمن لأول مرة منذ إعادة بناءه في عام 1986م.
ورغم أن فيضان السد قوبل بارتياح من أبناء محافظة مارب بعد مخاوف من انهياره نتيجة اشتداد الضغط عليه، إلا أن السيول المتدفقة منه بقوة ألحقت أضراراً بالسكان القاطنين في المناطق المحيطة.
أما أكثر المتضررين فهم من النازحين الذين قذفت بهم الحرب إلى مناطق هي في الأصل جزء من بحيرة السد الواسعة.
وأفاد تقرير نشرته الوحدة التنفيذية لإدارة المخميات أن "ارتفاع منسوب المياه في حوض السد بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب أدى إلى أضرار في مخيمات الصوابين والروضة وذنة والهيّال وأراك".
وأوضح أن عدد الأسر المتضررة في المخيمات المذكورة بلغ 1340 أسرة، من بين 4871 أسرة نازحة في المديرية التي يقيم فيها النازحون في تجمعات بمنطقة حوض السد.
ويتداول ناشطون صوراً لفيضان السد ووصوله إلى مناطق سكنية ومزارع تابعة للمواطنين وأخرى لمعدات سخرتها السلطات المحلية بالمحافظة لشق الطرق للوصول إلى المناطق المحاصرة خاصة منطقة الروضة ذنة الواقعة جنوب السد التاريخي.
وزار محافظ مارب اللواء سلطان العرادة المنطقة واطلع على الأضرار الناجمة عن الفيضان ووجه الوحدة التنفيذية لإدارة النازحين والمكتب الفني بالمحافظة بسرعة إيجاد حلول عاجلة لإغاثة المتضررين وفتح منافذ لإبعادهم عن الخطر.
كما وجه الجهات المعنية بفتح ممرات آمنة للعالقين والمناطق التي تحاصرها السيول، وعمل مصدات ترابية وأسمنتية بشكل عاجل، مع توفير القطع التابعة لها من شاحنات نقل للأتربة وأدوات شق وردم على نفقة السلطة المحلية.
أُسرٌ محاصرة
أحمد رفيق القفيلي، أحد المحاصرين جراء فيضان السد في منطقة روضة ذنة التابعة لمديرية صرواح يقول لـ "المهرية نت": "بعد أن نَسَحَ (فاض) سد مارب العظيم لأول مرة في تاريخه، قسّم مخيم روضة ذنة إلى قسمين شرقي وغربي.
من هم متواجدون في الضفة الغربية أصبحوا محاصرين جراء منساح (فيضان) سد مارب، ويبلغ عرض السائلة المتدفقة أكثر من 400 متر ويزيد ارتفاع منسوب المياه فيها عن مترين ونصف المتر، ولا يستطيع أحد عبورها".
وبحسب القفيلي فإن أربعمائة أسرة تتواجد في المنطقة المحاصرة تفتقد للمياه الصالحة للشرب والغذاء والغاز المنزلي والدواء.. مستشهداً بصور التقطها صباح اليوم لأشخاص يحاولون تجاوز السيول المتدفقة لنقل إحدى قناني الغاز المنزلي إلى المنطقة المحاصرة.
وبالرغم من تحرك الجهات المعنية إلا أن أحمد القفيلي انتقد بطء عمليات الإنقاذ وفتح الطرق أمام المواطنين فيقول لـ "المهرية": "جاءوا بـ (دركتل) لكن السائق لم يبدأ العمل أول وثاني أيام العيد، وإنما بدأ العمل منذ ثالث ورابع العيد ما أدى إلى تأخر العمل، يجب الإسراع في شق الطريق الوحيد الذي يمكن أن يخرج المحاصرون منه إلى بر الأمان، فنحن في جزيرة لا يمكننا الخروج منها، والمعاناة تزداد يوماً بعد آخر بسبب استمرار تدفق السيول من مناطق مختلفة في الوقت الذي تتناقص فيه كميات المواد الغذائية".
إحصاءات رسمية
وبحسب مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة مارب فقد سجلت مستشفيات المحافظة 17 حالة وفاة بالغرق إحداهن بصاعقة رعدية ونجاة أربع حالات، خلال العشرة أيام الماضية، نتيجة الأمطار التي شهدتها المحافظة، وأدت إلى تدفق السيول بكثافة في عدد من المديريات، ملحقة أضرارا كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة ومخيمات النازحين.
وأوضح مكتب الصحة العامة والسكان في نشرته الصادرة عنه، أن ثمان من حالات الغرق هي لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما، بينما بقية الحالات لكبار سن، وقعت في مديريات صرواح والجوبة وحريب ومأرب الوادي وعاصمة المحافظة.
معالجات طارئة
يقترح أحمد القفيلي في ختام حديثه لـ "المهرية نت" المسارعة بتوفير المواد الغذائية، وتعبئة الخزان البرجي الواقع في الجهة الغربية بالمياه بشكل عاجل، ومد أنابيب المياه البلاستيكية إلى المنطقة المحاصرة لتزويد الأسر بمياه الشرب، "نحتاج لتوفير المساعدات الغذائية أو على الأقل إيصالها بأي طريقة وسنشتريها على حسابنا الشخصي حتى تُفتح الطرق أمام المحاصرين، لا يجب على المسؤولين أن يتملصوا عن واجبهم تجاهنا بحجة أننا في فترة إجازة، لا يجب عليهم إغلاق الهواتف كلما حاولنا التواصل معهم، عليهم الإسراع في إيجاد الحلول والوسائل لإنقاذنا".